وفاة خالد بن الوليد
كان الصحابي خالد بن الوليد -رضي الله عنه- فارساً شجاعاً، خاض الكثير من المعارك وتمنى الشهادة في أرض المعركة، لكنه مات على فراشه، وقال حين وفاته: "لَقَدْ طَلَبْتُ القَتْلَ مِنْ مَظَانِّهِ، فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي إِلَّا أَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِ".[١]
وتُوفي الصحابي خالد بن الوليد في السنة الحادية والعشرين من الهجرة،[٢] وقد تعددت آراء العلماء في مكان وفاته إلى ما يأتي:
- المدينة المنورة؛ وهو رأي موسى العازمي في كتابه "اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون".[١]
- مدينة حمص؛ وهو رأي ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية".[٣]
وحين وفاته اجتمعت مجموعة من النساء في دار بالمدينة يقومون بالبكاء على وفاة خالد بن الوليد -رضي الله عنه، فمر عليهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: "دَعْهُنَّ يَبْكِينَ عَلَى أَبِي سُلَيْمَانَ، مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ أَوْ لَقْلَقَةٌ"؛ والنقع؛ وضع التراب على الرؤوس، والقلة؛ الصياح الشديد والغلبة عند الموت.[٤]
نسب خالد بن الوليد
هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ؛ لقبه النبي -صلى الله عليه وسلم- بسيف اللَّه المسلول، ويكنى بأبي سليمان، وأمه: لبابة الصغرى بنت الحارث بن حرب الهلاليّة.[٥]
شهد خالد بن الوليد مئة معركة أو أكثر، وقاتل ببسالة شديدة؛ حيث إنه لا يوجد موضع شبر في جسده إلا وفيه ضربة من سيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم؛ فقد اتصف خالد بن الوليد بالشجاعة والإقدام وابتعد عن الخوف والجبن.[٦]
وشارك في العديد من الغزوات بعد إسلامه، فثد كان يمتلك القوة السياسية التي ساهمت في انتصار المسلمين في عدّة معارك، ومنها ما يأتي:[٧]
- معركة مؤتة؛ شارك مع زيد بن حارثة وعندما استشهد زيد تولى خالد بن الوليد القيادة وانتصر بالناس.
- فتح مكة؛ شارك في فتح مكة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- شهد معركة حنين.
- شارك في معارك حروب الردة؛ وذلك في عهد أبي بكر الصديق، وبرز دوره في نصرة الإسلام والمسلمين.
قصة إسلام خالد بن الوليد
أرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الوليد بن الوليد إلى خالد بن الوليد؛ ليخبره عن الإسلام، فعندما سمع خالد بن الوليد ما سمعه من أخيه انشرح صدره للإسلام وأراد أن يخرج ليعلن إسلامه.[٨]
وخرج خالد بن الوليد -رضي الله عنه- برفقة عثمان بن طلحة إلى مدينة يثرب؛ لملاقاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي طريقهم التقوا بعمرو ابن العاص فسألهم عن وجهتم؛ فأخبروه بنيتهم بإعلان إسلامهم.[٨]
وتقدم خالد بن الوليد فبايع الرسول الكريم وأسلم، ثم تقدم عثمان بن طلحة فبايع وأسلم، وكان ذلك قبل فتح مكة المكرمة في السنة الثامنة للهجرة، وشارك بعدها في العديد من المعارك والغزوات؛ لنشر الدعوة الإسلامية وإعلاء راية الحق والدين.[٨]
المراجع
- ^ أ ب موسى العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 571. بتصرّف.
- ↑ عبد السلام آل عيسى، دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه، صفحة 734. بتصرّف.
- ↑ "اختلاف المؤرخين في محل قبر خالد بن الوليد"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 19/7/2022. بتصرّف.
- ↑ موسى العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 572. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، كتاب الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 215. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 213. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 216- 217. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "قصة إسلام خالد بن الوليد"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 19/7/2022. بتصرّف.