كيف مات عمر بن الخطاب

كتابة:
كيف مات عمر بن الخطاب


مقتل عمر على يد المجوسيّ

ورد في قصة مقتله -رضي الله عنه- أنّه كان قد نادى لصلاة الفجر مقيماً لها، مبتدئاً بالركعة الأولى فى ركعتى السنة قارئاً فيها سورة يوسف، وقيل سورة النحل، لحين اجتماع الناس، فلما دخل صلاة الفجر إماماً، وفرّ المجوسي بعد أن قام بطعن عمر بن الخطاب، وقام بطعن كلّ مسلمٍ صادفه بطريقه في صفوف المسجد، فقام عمر بن الخطاب بتدارك الموقف بتقديم عبد الرحمن بن عوف ليكمل الصلاة.[١]


وبعد انتهاء الصلاة أمر عمر عبد الله بن عباس بأن ينظر مَن قتله، وإذ به مولى المغيرة بن شعبة؛ أبو لؤلؤة المجوسي، فأجاب حينها عمر حامداً لله بأن لم يجعل الله -تعالى- منيته على يد شخص مسلم.[١]


سبب قتل المجوسيّ لعمر

كان عمر -رضي الله عنه- يمنع دخول الموالي إلى المدينة، فكتب المغيرة إلى عمر -رضي الله عنه- يطلب منه دخول مولى له يجيد العديد من الأعمال وفيها نفعٌ لأهل المدينة، فأذن له عمر، وبعد أن أتى المجوسيّ، ذهب إلى عمر يشتكي إليه قلة ما يُعطى له من المال، وسرد له ما يقوم به من أعمال، فأجابه عمر -رضي الله عنه- بعدل ما يأخذه من خراجٍ لما يبذله من عمل.[٢]


وغضب المجوسي من رد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وبعد أيّامٍ صنع المجوسيّ خنجراً ذا رأسين طعنه به، إذ كان قد وعده بأن يصنع له رحى يتحدّث بها الناس، وكان يقصد التخطيط لمقتل عمر بن الخطاب رضى الله عنه.[٢]


وصية عمر بن الخطاب قبل وفاته

أوصى عمر بن الخطاب الخليفة من بعده، بوصيةٍ جامعةٍ، وبيان مجالاتها فيما يأتي:[٣]

  • الجانب الديني

أوصى بتقوى الله في السر والعلن، وأمر بعدم التهاون في حدود الله.


  • الجانب العسكري

أوصى بأهمية إبقاء الجيش الإسلامي قويّا منيعاً معداً لمواجهة الأعداء، ونبّه على ضرورة عدم إطالة مدّة بُعد المقاتلين عن أهلهم، لتلافي فتور هممهم، ولئلّا ينقطع نسلهم، وإغنائهم من مال الدولة وبما تجنيه الدولة من فيء، وشغل ليملأ فكره في الدفاع عن وطنه فلا يتشتت ذهنه بطرقٍ لإغناء أهله.


  • الجانب السياسي

أوصى بالتزام العدل بين الرعية، مبيناً بأنه بالتزامه العدل زادت هيبته في نفوس رعيّته، وأوصاه خيراً بالمهاجرين والأنصار الّذين قام النظام الإسلامي السياسي على جهودهم التي بذلوها للنهوض بالإسلام.


  • الجانب الاقتصادي

أوصى بتوزيع أموال الدولة بين الناس بالعدل، ونبّه إلى ضرورة عدم تحميل أهل الذمّة ما لا يُطيقون من التزاماتٍ ماليّة.


  • الجانب الاجتماعي

أوصى بضرورة التفقد الشخصي لأحوال الرعيّة، وتلبية ما يحتاجونه، والتواضع لهم، واجتناب اتّباع الهوى أو المحاباة في سد حوائج الناس، وحذّره من الظلم فيما بين الرعية أو مع أهل الذمّة.


استشهاد عمر ودفنه

أرسل عمر بن الخطاب ابنه عبد الله إلى عائشة -رضي الله عنهم- يستأذنها بأن يُدفن مع صاحبيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، فقد كانت تريد عائشة لنفسها أن تدفن مع زوجها وأبيها، لكنهات قدّمت عمر بن الخطاب على نفسها ووافقت على طلب عمر بن الخطاب منها ودفن مع صاحبيه.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب علي الصلابي، سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب شخصيته وعصره، صفحة 516-517. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد رشيد رضا، الفاروق عمر بن الخطاب، صفحة 325. بتصرّف.
  3. علي محمد، فصل الخطاب في سيرة ابن الخطاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب شخصيته وعصره، صفحة 325-327. بتصرّف.
  4. عبدالستار الشيخ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي العظيم والإمام العادل الرحيم، صفحة 732. بتصرّف.
4973 مشاهدة
للأعلى للسفل
×