كيف مات قارون

كتابة:
كيف مات قارون

كيف مات قارون؟

لقد أمات الله -عزَّ وجلَّ- قارونَ بالخسفِ، حيث خُسفت به وبداره الأرضَ وابتعلته حتى غاب فيها،[١] وقد تحدث الله -عزَّ وجلَّ- عن هذه الواقعة في كتابه المجيد حيث قال: {فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ}.[٢]


سبب إهلاك قارون

لقد كان إهلاكُ قارونَ نتيجةً لما كان عليه من الفساد والبغي في الأرض؛ إذ إنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أنعم عليه بنعمة المال، لكن قارون طغى بهذا المال وأفسد في الأرضِ وتكبَّر على قومه وعلَا عليهم، حتى أنَّه كان يخرج بزينته ليكسر قلوب الفقراء.[٣]


قارون وبغيه في الأرض وفتنته

لقد قصَّ الله -عزَّ وجلَّ- في كتابه الكريم قصة قارونَ كاملةً وبغيه في الأرض، وفي هذه الفقرة سيتمُّ التفصيل في بغي قارون في الأرض:[٤]

  • لقد استغلَّ قارون نعمة المال والقوةِ التي أنعم الله -عزَّ وجلَّ- بها عليه فيما لا يُرضي الله، حيث استخدم هذه النعم بالبطر، والتجبر، والإفساد في الأرض.
  • لقد استبد الكبر بقارون حتَّى أوصله إلى أن يُخرجه إلى النَّاس في زينةٍ فاخرةٍ وموكبٍ مهيب تكبرًا عليهم.
  • لقد ردَّ قارون وضيَّع نصيحة أهل الوعظ والإرشاد الذين نصحوه باستخدام ماله واستغلاله بما يُرضي الله.
  • لقد أنكر قارون نعمة الله عليه، ونسب هذه النعم إلى علمه، وذكائه، وقدرته.
  • لقد فتنَ قارون بعضًا من أهلِ زمانه عندما تمنَّوا أن يكون بما كان عليه من مالٍ وجاهٍ.


الدروس المستفادة من جزاء قارون وموته

معلومٌ أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- ذكر قصص الأمم السابقة ليأخذ المسلمين العبرة والعظة منها، وفي هذه الفقرة سيتمُّ ذكر بعضِ الدروس المستفادةِ من قصة قارونَ والجزاء الذي لحق به جرَّاء إفساده في الأرض، وفيما يأتي ذلك:[٥]

  • على المسلم ترك الغرور، والكبر، والبطر؛ إذ أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- لا يحبُّ كلَّ متكبرٍ فرح.
  • على المسلم أن يستغل كلَّ نعمةٍ أنعم بها الله عليه بما يُرضي ربه وينفعه في آخرته.
  • على المسلم أيضًا ألَّا ينسى نصيبه من ملذات الدنيا التي أباحها الله -عزَّ وجلَّ- له وألَّا يقطع نفسه عن الدنيا.
  • على المسلم أن يدرك أهمية الإحسان إلى الناس ومعاملتهم بأدبٍ رفيع.[٦]
  • على المسلم أن يدرك أنَّ الفساد في الأرض سببٌ من أسباب حرمان العبد من رحمة الله وودّه وعونه.
  • على المسلم أن يدرك أنَّ كلَّ نعمةٍ أصابها إنَّما هي من عند الله.
  • على المسلم أن يدرك أهمية النصيحة، والإنصات إليه، والأخذ بها في عين الاعتبار.


ملخّص المقال: أهلك الله -عزَّ وجلَّ- قارون بالخسفِ؛ بسبب فساده وطغيانه في الأرض، وتكبّره على قومه وبطرِه للنعمة، وجحوده لله ونسب النعمة التي أنعم بها الله عليه لنفسه، وعلمه، وقدرته، وقد قصَّ الله على المسلمين قصته كاملةً في القرآن الكريم لأخذ العظة والعبرة.


المراجع

  1. وهبة مصطفى الزحيلي (1422)، التفسير الوسيط (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر، صفحة 1940، جزء 3. بتصرّف.
  2. سورة القصص، آية:81
  3. جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 212، جزء 6. بتصرّف.
  4. وهبة مصطفى الزحيلي (1418)، التفسير المنير (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 159، جزء 20. بتصرّف.
  5. وهبة مصطفى الزحيلي (1418)، التفسير المنير (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 160، جزء 20. بتصرّف.
  6. الزحيلي (1422)، التفسير الوسيط (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر، صفحة 1938، جزء 3. بتصرّف.
5477 مشاهدة
للأعلى للسفل
×