كيف نستقبل شهر رمضان

كتابة:
كيف نستقبل شهر رمضان

التوبة النصوح

كيف يتوب المسلم إلى ربه بداية رمضان؟

لا بدّ للمسلم الفطن أن يعدّ العدة من أجل استقبال شهر رمضان العظيم، قال تعالى في سورة التوبة: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}،[١] فالصفحة قد اسودَّت بالذنوب طيلة العام، ولا بدَّ للإنسان من أن يُطهّر روحه من أوساخ المعاصي طيلة العام، ويُمكن للإنسان أن يتوب توبةً عامةً عن جملة أعماله ويُمكن كذلك أن يستحضر ذنوبه ذنبًا ذنبًا فيستذكرها ويبكي عليها ويستشعر المعصية التي اقترفها، فيلتجئ إلى ربٍّ كريمٍ يُنادي عباده أن توبوا وأنا الغفور الرحيم، فلا يملك المسلم إلا أن يقول ربي قد عظمت ذنوبي ومن يغفر الذنوب إلّا أنت.[٢]


ما هي شروط التوبة؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: شروط التوبة النصوح


صدق التوجه إلى الله تعالى

كيف يتجلّى صدق المؤمن على ربه؟

يكون صدق التوجه إلى الله -تبارك وتعالى- من خلال اللجوء إليه وحده في الأمور كافة والاستعانة به، فيرفع المسلم بصره ويعلم ألّا معين له إلا رحمن السماوات والأرض، فتخلص نيته له وحده، وصدق التوجه لا يتحقق إلّا بنية سليمة؛ فيعمد المؤمن إلى نيته فيضبطها ضبطًا حسنًا، فيقف المسلم مع ذاته وقفة الصدق فيعلم أنّ ما سيفعله من الطّاعات في رمضان الكريم هي لله وحده خالصةً لا يرجو من ورائها ذكرًا حسنًا ولا سمعةً طيبة، بل يرجو رضا ربه وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.[٢]


الدعاء بالثبات على الطاعة

هل الثبات على الطاعة يكون بجهد من المسلم؟

إنَّ القلب هو مضغةٌ صغيرةٌ إن هو صلح فإنّ سائر العمل يصلح، وإن هو فسد فإنّ سائر العمل إلى فساد، وعلى المسلم الفطن أن يعلم أنَّ ثباته على الطّاعة هو بيد الله وحده، وأنَّ الله -تبارك وتعالى- هو مَن وفقه إلى ذلك العمل الحسن ولو شاء لصرفه عنه، فيرفع يديه ويسكب الدموع ويدعو الله -تعالى- بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ألّا يصرفه عن الطاعة إلى اللهو، وألّا يجعل للشيطان عليه سبيلًا، والله -تعالى- هو مجيب الدّعاء.[٣]


العزم على عدم تضييع الوقت بسفاسف الأمور

كيف يستفيد المسلم من وقته في رمضان؟

الوقت في رمضان هو الكنز الذي يُضيعه كثُر من النَّاس دون الانتباه إليه، فيخرجون منه كما دخلوا، ورمضان هو شهر للعبادة فلا يصح قضاؤه على التلفاز والمسلسلات التي يأبى مروجو النفاق إلا أن يبثّوها في ساعات العبادة الفضيلة، فحريٌّ بالمسلم الحقّ أن يبتعد عن كلّ تلك المشتتات؛ فيبتعد عن التلفاز وينتبه إلى ساعات نومه فلا يقضي ساعات الجهد والعمل بالكسل والنوم، بل يكون جادًّا في قطف ثمار رمضان ويبدأ من ساعته بالعزم على الابتعاد عن عن كلّ المشتتات.[٤]


العزم على السير وفق منهج إيماني واضح

كيف يُحقق المسلم المنهج الإيماني في رمضان؟

إنّ المسلم الفطن هو الذي لا يُمضي أيَّام رمضان جزافًا كيفما اتّفق له، بل عليه أن يعدّ خطّة إيمانيّة لرمضان ينقّي فيها روحه من أدران العام كله، فيضع يده على مواطن الضعف الإيمانيّ عنده ويُحاول أن يضع ذلك المنهج الذي يُمكنه من أن يخرج من رمضان بثمرات إيمانيّة لم يعرفها قبل أن يبدأ رمضان، ويستعين بالله ثم بالصبر على ذلك؛ لأنَّ كلّ طاعة وكل عمل يحتاج من المسلم إلى أن يستعين بالله عليه.[٥]


العزم على الإكثار من الطاعات

ما هي الطاعات المحببة في رمضان؟

حريٌّ بالمسلم أن يتطلّع إلى شهر رمضان بأنّه موطن الثروة الحقيقية؛ فيعزم حقّ العزيمة على الإكثار من الطاعات في هذا الشهر الفضيل، ولا يستمع للمثبّطين من حوله ممّن يقولون له أتفعل ذلك فقط في رمضان، بل يُحاول مجددًا أن يفعل الطاعات ويدعو ربه أن يُثبته على الطاعات، ومن تلك الطاعات التي يُمكن أن يواظب عليها صلاة الجماعة وتلاوة القرآن وذكر الله بقلبٍ خاشعٍ متدبرٍ وعين باكية، ويُحافظ على صلاة التراويح فلا يدعها تضيع منه.[٦]


كما يمكنك التعرّف على أفضل الأعمال الخيّرة في رمضان بالاطلاع على هذا المقال: أفضل الأعمال الصالحة في رمضان


العزم على الابتعاد عن كلّ ما حرّمه الله

كيف صوّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جليس السوء؟

إنَّ رمضان هو الشهر الذي تغلق فيه أبواب جهنم، وهو الشهر الذي يأمل النَّاس فيه أن تتحسن أحوالهم فيداومون على طاعة ربهم ويبتعدون عن المعاصي والذنوب، ويُفارقون أصدقاء السوء الذين يدعونهم إلى المنكرات، وحريٌّ بالمؤمن أن يجعل بينه وبين مكان المعصية أميالًا وأميالًا فلا يقترب من ذلك كله حتى يأمن على نفسه من الوقوع فيما يسبب غضب الله -تعالى- عليه، فقد روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "إنَّما مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، والْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحامِلِ المِسْكِ، ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وإمَّا أنْ تَبْتاعَ منه، وإمَّا أنْ تَجِدَ منه رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً".[٧][٨]


إعداد جدول للأعمال الصالحة والسير عليه

ماذا يُكتب في هذا جدول الأعمال الصالحة هذا؟

من الأمور الحسنة التي تُعين على ضبط العبادة في رمضان -بإذن الله- هو عمل جدول يجمع فيه المسلم الأعمال الصالحة التي ينوي فعلها، ويُمكن أن يكون ذلك الجدول يومي أو أسبوعي أو حتى شهري، فيُضمّن ذلك الجدول عددًا من الأعمال الصالحة التي يفعلها كل يوم، ومن ثم يُراقب نفسه هل فعلها على أتم وجه أو لا، وفي نهاية اليوم يضع تقديرًا لنفسه ويكرر ذلك كل يوم، ومن الجميل أن يُضيف الإنسان كل يومٍ عبادة بسيطة لم يفعلها باليوم السابق.[٤]


العزم على قهر وساوس الشيطان

بمَ يستعين المسلم لقهر الشيطان؟

إنّ نفس المسلم الطيبة تأنف أن تكون تحت سلطان الشيطان وهو عدو لله تعالى، فيعزم المسلم كل العزم على أن يُخالف الشيطان ويتبع أوامر الله -تعاالى- ولا يكون عبدًا لأهوائه وشهواته، فالأصل في الصيام أنَّه مُلجم للذنوب.[٩]


العزم على ختم القرآن أكثر من مرّة

كيف تكون قراءة القرآن في رمضان؟

إنَّ رمضان هو شهر القرآن فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتدارس القرآن الكريم مع جبريل -عليه السلام- في شهر رمضان، وجدير بالمسلم ألّا يمر على القرآن الكريم تلاوة فقط، بل يجدر به أن يتدبر معانيه ويفهم آياته ويضع جدولًا منظمًا يستطيع من خلاله تلاوة القرآن الكريم وختمه أكثر من مرة.[١٠]


كما يمكنك التعرّف على أهم الأدعية المسنونة في شهر رمضان بالاطلاع على هذا المقال: أدعية مستحبة في شهر رمضان

المراجع

  1. سورة التوبة، آية:46
  2. ^ أ ب هاني حلمي، من الآن نستعد لرمضان، صفحة 30. بتصرّف.
  3. سليمان العودة، شعاع من المحراب، صفحة 174. بتصرّف.
  4. ^ أ ب فادي محمد ياسين، 30 خطوة في شعبان للاستعداد لرمضان، صفحة 1. بتصرّف.
  5. هاني حلمي، من الآن نستعدّ لرمضان، صفحة 60. بتصرّف.
  6. عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 18. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:2628، حديث صحيح.
  8. أزهري أحمد محمود، كتاب التوبة التوبة قبل الحسرات، صفحة 34. بتصرّف.
  9. محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 58. بتصرّف.
  10. ابن عثيمين، كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين، صفحة 184. بتصرّف.
4581 مشاهدة
للأعلى للسفل
×