كيف نطور التعليم

كتابة:
كيف نطور التعليم

كيف نطور التعليم

دور المعلّم

من دون المعلم لا يمكننا القيام بالعملية التعليمية بشكل عام حتى مع وجود المناهج والخطط وجميع ما تتطلبه عملية التعليم، فمن المهم اختيار المعلم بالطريقة الصحيحة أيضاً والتي تعتمد على امتلاكه للمؤهلات المختلفة من العلم الكافي والأمر الأهم من العلم وهو طريقة إيصاله لذاك العلم، فالمعلم لا يكون معلماً إذا لم يستطع إيصال المعلومة للطالب، بل إنّه علاوةً على ذلك يحتاج إلى غرسها في فكر الطالب وعقله أيضاً كي يكون معلماً ناجحاً كما يجب أن يكون محبّاً للتعليم بحسب المرحلة التي يقوم بالتعليم فيها فنقوم بتعيين من يحبون الأطفال لتعليم الأطفال ومن يحبون النقاشات الفكرية العميقة لتدريس طلبة الجامعة على سبيل المثال بعد خضوعهم لاختبارات عديدة تحددّ سلوكهم وأساليبهم ومدى انفتاح عقولهم وقدراتهم الكلامية وقدراتهم على التعامل مع مختلف الأجناس والأطياف والعقول، كما يجب أن توفرّ له من المميزات ما تجعله لا يفكر إلّا بالتعليم وما تجعل المجتمع بأسره يقومون له احتراماً ويرفعون له القبعات، وتجعل جميع الأطفال يحلمون بأن يكونوا معلمين في يوم من الأيام لما يرونه من تقدير للمعلم في المجتمع.


تحسين المنهج

أمّا العنصر الثاني من عناصر التعليم فهو المنهج والذي لا يمكن تحسينه أيضاً إلا باختيار المعلمين الأكفاء، فالمعلم هو الذي يقوم باختيار المنهج الصحيح وتدريسه بالطريقة الصحيحة، وقبل البدء بتطوير المنهج التعليمي يجب أن نكون على قدرة على الإجابة على ما هو المنهج التعليمي وكيف يتم وضع المناهج التعليمية بالطريقة الصحيحة؟، فالمنهج التعليمي لا يقتصر على الكتاب المقرر إذا أردنا للتعليم أن يكون صحيحاً فالمنهاج المقرر أو الكتاب المدرسي هو جزء لا يصل إلى نصف المنهج التعليمي، فالمنهج الصحيح يجب أن يعتمد على عدة كتب ومصادر ووسائل تعليمية أخرى والتي تتوافر بشكل كبير في أيامنا الحالية ويتم استغلالها في الدول المتقدمة إلّا أنّها وللأسف الشديد لا تُعار أيّ اهتمام في مجتمعاتنا العربية، فهنالك الوسائط الصوتية والمرئية التي من الممكن ان نقوم باستخدامها بشكل كبير جداً بالإضافة إلى إعطاء الطالب الفرصة كي يقوم بالتفكير والاستنباط والتحليل، وأن يقوم بتقوية أدائه الفكري وأن يبحث عن المعلومة وأن يتكوّن لديه الشَره والشغف للمعلومة الصحيحة، فكم من المهم أن يكون الطالب قادراً على أن يميز ما بين المعلومة الصحيحة والمعلومة الخاطئة من أن يقوم بحفظ المعلومات المعطاة له من أجل الامتحان ويقوم بنسيانها بعده، ومن دون أن تترسخ هذه المعلومات وتنعكس على حياته، فالمنهاج يجب أن يتم وضعه اعتماداً على المخرجات التي نريدها من الطالب بحسب المادة، كما يجب أن يتم الريط بين المواد المختلفة فالعلم جملة واحدة لا يمكن التفريق بين أي جزء من أجزائه.


تقييم الطلبة

أمّا العنصر الثالث وهو تقييم الطلبة وتصنيفهم فمن المهم أن يتضمن طرقاً حديثة للتقييم ولا تعتمد على الامتحانات الكتابية فقط كما في هذه الأوقات والتي يسود فيها الغش بدرجة عالية جداً وتتضمن طريقة غير موضوعية لتقييم الطلبة حتى من دون وجود الغش، فيجب أن تتضمن عملية تقييم الطلبة العامل الاجتماعي وهو قدرتهم على المشاركة في الحصص وإبداء رأيهم، كما تتضمن القدرة البحثية والتي تعتمد انتقائهم للمعلومة الصحيحة من المصادر الموثوقة وقدرتهم على تصنيف هذه المصادر وذكرها بالشكل الصحيح في أبحاثهم وقدرتهم على البحث بالطريقة الصحيح في هذه المصادر وعم البحث في الإنترنت التي يعتبر مصدراً غير موثوق للمعلومة الصحيحة، كما يجب أن يتضمن تقيمهم على الجانب العملي أيضاً في المواد العلمية على وجه الخصوص، فلا فائدة من دراسة كل ما يحدث في الكيمياء على سبيل المثال من دون ملاحظته بالعين المجردة وتجربته باليد، ولا فائدة من المعادلات المختلفة من دون القدرة على التطبيق العملي لهذه المعادلات، وهو أمرٌ لا نلاحظه في المدارس وحسب بل حتى في الجامعات التي من الواجب عليها أن تؤهل الطالب للحياة العملية، والتي لا نلاحظها تقوم بتأهيله إلى لمزيد من الحفظ للمعلومات ونسيانها فيما بعد، كما يجب تحسين الامتحانات الورقية ولكن من المهم وضعها بالطريقة الصحيحة التي يتم من خلالها قياس مدى فهم الطالب للمادة بالشكل الصحيح، فمن الممكن على سبيل المثال بدلاً من سؤال الطالب عن متى ولد أفلاطون ومتى توفي وأهم إنجازاته في مبحث التاريخ، سؤاله عن أن يناقش أفكار أفلاطون والعبر التي استفادتها منه وفيما يؤيده وفيما يتعارض معه.

6500 مشاهدة
للأعلى للسفل
×