كيف وسوس الشيطان لآدم في الجنة

كتابة:
كيف وسوس الشيطان لآدم في الجنة

كيف وسوس الشيطان لآدم في الجنة

تسلسل إبليس لغواية آدم -عليه السلام- وزوجته ليعصيا أمر الله تعالى، فأكلا من الشجرة الممنوعيْن منها بسببه، وبالتالي كان نتيجة ذلك أن نزلا من الجنة إلى الأرض، وبعد أن تاب الله -تعالى- عليهما أمر آدم أن يدعو الناس إلى عبادة الله وحده، وإلى عمارة الأرض بالإيمان والعمل الصالح.[١]

أساليب إغواء إبليس لآدم في الجنة

أخبره بوجود شجرة الخلد

بداية بدأ بإعلامهما بأن هناك في الجنة شجرة لها كامل الأثر في تخليد الإنسان، وبأنها هي ذات الشجرة التي منعهما الله تعالى عنها، قال تعالى: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى)،[٢] فنلاحظ استخدام إبليس لأسلوب الاستفهام التشويقي الذي يجعل المسؤول متطلّعا لما هو آت.

وتحايل إبليس في وسوسته بأنه ناصح لآدم -عليه السلام- وزوجته يريد ما هو نافع لهما، قال تعالى: (مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ* وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ)،[٣] مستخدمًا في وسوسته أسلوب القسم بالله تعالى، واستخدم الاستمرارية والإصرار في وسوسته حتى يعصي آدم الله تعالى فينزل من الجنة التي طُرد منها إبليس.[٤]

خدعهما بالحلف كذبا

عزّز إبليس نصيحته لآدم -عليه السلام- وزوجته باستخدام أسلوب القسم، قال تعالى: (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ* فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ).[٥]

وقد بيّنت الآيات الكريمة الغرور الذي نبع عنه قسم إبليس -لعنه الله-، وإبطانه الغش والخداع لهما، وإظهار النصح والإرشاد لهما، فوقع آدم -عليه السلام- وزوجته وحواء في معصية الله -تعالى- جرّاء انقيادهما لوسوسة إبليس، فكان نتيجة ذلك نزول آدم وزوجته للأرض لعصيان أوامر الله على الرغم من التحذير من خداع إبليس ومكره.[٦]

وبعد أكلهما من الشجرة سرعان ما كشفت عنهما سوآتهما، وابتدآ يستران انفسهما بورق الشجر، لكن دون جدوى، قال تعالى: (وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ* وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ).[٧][٦]

ادعاءه المعرفة لأنه خلق قبله

كان إبليس قد استغل فكرة وجوده قبل آدم، إذ إن الله -تعالى خلق إبليس قبل آدم -عليه السلام-، وكان يعلم أمر الجنة وما فيها من أمور وخفايا، فقال أهل العلم في قسم إبليس -لعنه الله- لآدم -عليه السلام- وزوجته بأنه أقسم بأنّه أعلم منهما بأمر الجنّةّ، فإن اتّبعا أمره وساروا على نصحه وإرشاده فسيسعدان، لأنه الأقدم منهما، وبالتالي الأعلم منهما.[٨]

المراجع

  1. احمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 49-53. بتصرّف.
  2. سورة طه، آية:120
  3. سورة الأعراف، آية:20
  4. محمد ابو زهرة، زهرة التفاسير، صفحة 4801. بتصرّف.
  5. سورة الاعراف، آية:22-23
  6. ^ أ ب ابو حفص النسفي، كتاب التيسير في التفسير، صفحة 309-310. بتصرّف.
  7. سورة الاعراف، آية:22--23
  8. الطبري، كتاب تفسير الطبري، صفحة 109-110. بتصرّف.
5734 مشاهدة
للأعلى للسفل
×