كيف وصل الإسلام إلى أندونيسيا

كتابة:
كيف وصل الإسلام إلى أندونيسيا

دخول الإسلام لإندونيسيا

تذكر بعض الروايات التاريخيّة أنّ أوّل دخولٍ للإسلام إلى إندونيسيا كان بواسطةٍ أفرادٍ قليلين من التجّار العرب المسلمين، وذلك في القرن الأوّل الهجري، الموافق للقرن السابع الميلادي، وأوّل المناطق التي دخلها الإسلام في إندونيسيا؛ هي السواحل الشماليّة لجزيرة سومطرة، ثمّ بدأت دائرة الإسلام تتّسع تدريجيًّا في أرجاء إندونيسيا.[١]

وتشير رواياتٌ إلى أنّ عددًا من التجار المسلمين من عُمان، وحضرموت أقاموا مراكز تجاريّة على سواحل سومطرة وجزيرة الملايو، وكان ذلك في أواخر القرن الثاني الهجريّ أوائل القرن الثالث الهجري؛ أي ما يوافق القرن الثامن والتاسع للميلاد، منذ أن بدأت بعمل تجارة وتأسيس مراكز تجارية على سواحلها.[٢]

وقد كان هؤلاء التجّار المسلمون على المذهب الشافعي، كما دخل إلى إندونيسيا عددٌ من التجار الهنود المسلمين، وكانوا يتبعون للمذهب الحنفي، وتوافدوا إلى إندونيسيا للتجارة، من الهند ومن شبه جزيرة الكجرات، وتذكر بعض المصادر والكتب التاريخية أنّ الإسلام بدأ بالانتشار في إندونيسيا منذ العصر العباسي، أيّام خلافة هارون الرشيد؛ حيث جاء عددٌ من التجار الإندونيسين إلى بغداد عاصمة الدولة العباسيّة، وعادوا إلى إندونيسيا مسلمين، وأسهموا في نشر الإسلام فيها.[٢]

التعريف بإندونيسيا

تعدّ إندونيسيا من أكبر الدول من حيث التعداد السكانّ والمساحة، وقد أطلق عليها المؤرّخ والجغرافيّ المسعودي اسم: جزر المهراج، فيما سمّاها آخرون بأسماء جزرها التي تشكّلها؛ كجزيرة جاوة وسومطرة، وبالنسبة لاسمها الحالي: إندونيسيا؛ فهو يتكوّن من مقطعين وهما إندو وتعني الهند، أمّا نيسيا فتعني الجزر، وهذا ما دلّت عليه الكتب الجغرافية؛ حيث كانت تذكرها باسم جزر الهند الشرقية، ويطلق عليها أحيانًا اسم: الأرض الخضراء.[٢]

كما تعتبر إندونيسيا من أكبر الدولة الإسلامية في العالم من حيث عدد السكان المسلمين فيها، ويزيد عدد سكانها ما عن 238 مليون شخص، وتقع تحديداً في الجزء الجنوبي الشرقي من قارة آسيا، ويزيد عدد جزرها عن سبعة عشر ألف جزيرةٍ، يتنوّع سكّانها في العرق واللغة، وأكثرها جُزرها ازدحامًا بالسكان: جزيرة جاوة، أمّا عاصمتها؛ فهي مدينة جاكارتا التي تقع على الحدود برية مع كلٍ من منطقة تيمور الشرقية، وغينيا الجديدة إضافةً إلى ماليزيا، وتحيط بها مجموعةٌ من الدول والتي تضمّ كلاً من الفلبين، وسنغافورة، إضافةً إلى بعض أراضي دولة الهند وتحديداً الواقعة في جزر أندامان ونيكوبار.[٣]

تاريخ إندونيسيا

تعتبر إندونيسيا من أكثر الدول التجارية أهميةً منذ العصور قديمة حتى الآن؛ لأنّها تحتوي على الكثير من الموارد الطبيعية، والأصناف الزراعية المتنوعة، وكانت مقصدًا للتجار من أنحاء العالم؛ حيث كانت التجارة متمركزةً فيها إضافةً إلى الهند والصين، وقد استعمرت اليابان أندونيسا، وتلاهم في ذلك الهولنديّون، إلى أن حظيت إندونيسيا باستقلالها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بانتهاء الاستعمار الهولندي لها.[٣]

وتعاني أندونيسيا اليوم رغم مساحتها الواسعة وتعدادها السكانيّ الكبير، ومواردها الطبيعيّة، من ارتفاعٍ في نسب البطالة والأميّة، وانخفاض مستوى معيشة الأفراد، ويلجأ كثيرٌ من أفرادها إلى السفر للعمل في مهنٍ مختلفةٍ في الخارج؛ نظرًا للظروف المعيشية الصعبة فيها.[٢]

المراجع

  1. أحمد معمور العسيري، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر، صفحة 300. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "قصة الإسلام في إندونيسيا"، قصة الإسلام، 11/4/2010، اطّلع عليه بتاريخ 20/6/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 66-70. بتصرّف.
2809 مشاهدة
للأعلى للسفل
×