كيف وصل الإسلام إلى المغرب

كتابة:
كيف وصل الإسلام إلى المغرب

كيف وصل الإسلام إلى المغرب؟

بعدَ هجرةِ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، وتوسيع رقعة الإسلام في شبه الجزيرة العربيّة، أكمل الخلفاء الراشدون -رضي الله عنهم- مسيرة الفتوحات الإسلاميّة، كان هدفهم الأسمى هو تَوسيع رُقعة الإسلام إلى خارج شبه الجزيرة العربيّة؛ فانطلقت الجيوش الإسلاميّة شرقًا وغربًا ناشرةً الإسلام، ففتح المسلمون بلاد العراق، والشام، ومصر، حتى اتّجهت أنظار المسلمين وحملاتهم إلى بلاد المغرب.[١]

الفتوحات الإسلامية في المغرب

كان الفتح الإسلاميّ للمغرب من أصعب الفتوحات وأطولها مدَّةً حيث استغرقت مدّة الفتوحات ما يقارب السبعين سنةً؛ وذلك نتيجةً لعوامل عدَّةٍ، منها الطبيعة الجغرافية الجبليّة لبلاد المغرب، إضافةً إلى قوَّة وشدَّة سكّانها من البربر وغيرهم، وقد تعدّدت الحملات التي خرجت لفتح المغرب، منها ما كانت حملاتٍ استطلاعيَّةٍ استكشافيّة، وأوّلها حملة عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، ومنها مراحل فتحٍ حقيقيّ لهذه البلاد.[٢]

أمّا حملات الفتح الفعليّة التي أدّت إلى بداية فتح المغرب وانتشار الإسلام فيه، وضمّه إلى البلاد الإسلاميّة، فكانت على يد ثلاثةٍ من القادة المسلمين الأجلاء، ولم يَكن دخولُ الإسلام إلى هذه البلاد بالأمر السهل؛ فقد واجهت الجيوش الإسلامية الجيوش البيزنطيّة القوية وحاربت القبائل - سكان البلاد الأصليين من البربر والأمازيغ وغيرهم، وهؤلاء القادة هم:[٣]

  • حملة عقبة بن عامر: وقد كانت له ولايتان على بلاد المغرب، بنى في الأولى القيروان، وفتح في الثانية المغرب الأقصى.حملة
  • حملة حسان بن النعمان: حيث أرسله الخليفة عبد الملك بن مروان؛ لقتال البربر، ودخل إلى قَرْطَاجَنَّةَ وخاض فيها معركة ضد الفرنجة وانتصر فيها، وقاد معارك كثيرةً في أنحاءٍ عدَّةٍ من المغرب ضد الفرنج والبربر، إلى فتح رقعةً واسعةً منها، وأخضعها للإسلام.
  • حملة موسى بن نصير: حيث أُرسل إلى المغرب بعد رحيل حسان بن النعمان عنها؛ لقتال قبائل البربر التي خرجت على الدولة الإسلاميّة وأفسدت بعد رحيل حسان بن النعمان، وفتح طنجة، وبنى أسطولًا بحريًّا، وكلّف ابنه عبد الله بالتوجّه لفتح جزيرة صقلية.[٤]

قادة الفتح الإسلامي في المغرب

عُقبة بن عامر الفهريّ

وهو مُؤسس مدينة القَيروان في تونس، صحابيٌّ جليلٌ وقائد جيوش المسلمين في شمال أفريقيا، ولقد انطلق من مصر باتجاه بلاد المغرب الأدنى -تونس- وبلاد المغرب الأقصى -المغرب-، وتمكن من فتحها بعد محاولاتٍ عديدةٍ، وكان عام 670 م الموافق لعام 62 بعد الهجرة تاريخًا هامًّا للمغرب؛ ففي هذا التّاريخ دَخَل القائد عُقبة بن نافع المغرب، ووصل إلى مدينتيّ طنجة وسبتة.[٥]

حسّان بن النعمان

وهو القائد المسلم الذي خَلُف القائد عقبة بن نافع الفهريّ بعد استشهاده على يدّ البزنطيين أثناء عودته من المَغرب واستقراره في الجزائر؛ فقاتل حسّان بن النعمان الجيش البيزنطيّ، ووسع من انتشار الإسلام في المغرب، وعمل على نشر اللُّغةِ العربيّةِ بين سُكانها الأصليين من البربر، وأسهم في فتح رُقعةٍ واسعةٍ من بلاد المغرب.[٦]

موسى بن نُصير

وهو القائد الفَذُّ المُلهم موسى بن نصير، والذي أَتمّّ نشر الإسلام في كافّةِ المغرب، ومنذ ذلك الحين والمغرب دولةٌ مُسلمةٌ؛ حيث أصبح غالبيّة سكانها من المسلمين بعد الفتوحات الإسلامية؛ وموسى بن نُصير هو مُعلم القائد طارق بن زياد، فاتح بلاد الأندلس، وناشر الإسلام فيها.[٤]

المراجع

  1. محمد بن رزق الطرهوني، التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا، صفحة 29-30. بتصرّف.
  2. طه عبد المقصود عبد الحميد أبو عُبيَّة، موجز عن الفتوحات الإسلامية، صفحة 40-48. بتصرّف.
  3. أحمد بن خالد الناصري، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، صفحة 134-151. بتصرّف.
  4. ^ أ ب تامر بدر (8/3/2014)، "موسى بن نصير"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/6/2022. بتصرّف.
  5. نور الدين قلالة، "عقبة بن نافع.. الفاتح المُستجاب"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 26/6/2022. بتصرّف.
  6. أبو الحسن بن الأثير، الكامل في التاريخ، صفحة 415-418. بتصرّف.
3205 مشاهدة
للأعلى للسفل
×