محتويات
الأطفال والطلاق
قد يكون الطلاق من أصعب القرارات التي يتخذُها الأهل خاصّة إلا كان هُناك أطفال؛ لمّا قد يؤثر عليهم نفسيًا وعاطِفيًا؛ فقد لا يُدرك الأطفال تمامًا ما الذي يحدّث لذا يجب على الأهل السعي في عدّم تأثير هذا القرار أطفالِهم والحرص على أن يكون الطّلاق خالٍ من المشكلات والشِجارات وبعيدًا عن التأثيرات السّلبية على نفسيّة الطِفل وسلوكه؛ فمّا أهم تبعات الطّلاق على الطّفل؟ وكيف يُمكن للأهالي التحدُّث مع أطفالِهم؟ وكيف يُمكن للأم والأب المُطلقين التعامُل مع أطفالِهم، تابع القراءة للتعرُّف أكثر.
كيفية التحدث مع الأولاد بشأن الطلاق؟
- التحدُّث مع الأطفال بشأن الطلاق قد يكون صعبًا نتيجة َعدّم استيعاب الأطفال حجم الحدّث وما هو تأثيره على المدّى القريب والبعيد؛ ولكن يُمكن أن تُساعِد النصائِح الآتية في تمهيد الأمر للطفل: [١]
- ُنصح بالتحدُّث مع الطِفل عن الطلاق قبل أُسبوع أو أُسبوعين من حدوثه؛ وذلك لتهيئة الطِفل حول الموقف وكيفية التعامُل معه.
- التخطيط المُسبق للكيفية التحدُّث والتّوقيت الأنسب لذلك؛ كمّا يُنصح بمعرفة الإجابة المُسبقة لكافة تساؤلات الطِفل المتوقعة حول من سينتقل من المنزل؟ ومع من سيعش الطِفل؟ ومتى سيتم الطلاق.
- يُنصح باختيار الموعد المُناسِب للحديث عن الطلاق؛ إذ يُمكن التحدُّث في أيام العطلة أو أية يوم خالٍ من أية التزامات.
- التحدُّث مع مُعلم الصف قبل بيوم من التحدُّث للطِفل؛ وذلك لتقديم الدّعم والمُساعدّة للطِفل في حالة مُلاحظة تغيرات على سلوك الطِفل؛ كمّا يُنصح بعدّم تحدُّث المعلم مع الطِفل إلا إذا بدأ الطِفل بالتحدُّث في الأمر.
- التحدُّث مع الطِفل عن صعوبة اتِخاذ هذا القرار؛ يجب على الأطفال أن يكونوا على دراية بصعوبة الأمر على الأهل وأنّ هذا النوع من القرارات لم يُتخذ بسهولة.
- تجنُب التحدُّث عن سبب الطلاق أو التّلميح بأنّ سلوك الطّفل كان له دورًا في هذا القرار؛ كما ويُنصح الأهل بعدّم إلقاء اللوم على بعضِهم البعض أثناء الحديث عن الطِلاق، وبتجنُب الشجارات أيضاً أمام الأطفال؛ الأمر الذي يُمكن أن يزيد من صعوبة الأمر.
- يجب على الطِفل التحدُّث عن مشاعره؛ إذ يُنصح بإعطاء الطِفل مساحته للتحدُّث عن مشاعره سواء كانت حُزن غضب أو قلق؛ وذلك للتعامُل مع هذه المشاعِر بالطريقة الصحيحة.
كيف يؤثر الطلاق على الأطفال نفسيًا وعاطفيًا وسلوكياً؟
يُمكن أن يؤثر الطلاق على الطِفل من عدّة نواحي يجب أخذُها بعين الاعتِبار؛ ومن أهم هذه التأثيرات:
تأثير الطلاق النفسي
قد يؤثر الطلاق على الناحية النّفسية للطِفل؛ ومن أهم هذه التأثيرات:[١]
- زيادة احتمالية إصابة الطّفل بالاكتئاب: في بداية الطلاق قد يشعر الطِفل بمشاعِر الحُزن والإحباط التي قد تُؤدي في حال استمرارها إلى زيادة احتمالية الإصابة يالاكتئاب؛ ومن الجدير بالذّكر أن الاكتئاب يُمكن أن يصيب الأطفال بأية عمر ولكنه أكثر شيوعًا لمن هم بعمر الحادية عشر أو أكثر، ووفقًا لدّراسة أُجريت في عام 2016 فإنّ الأطفال الذين لديهم والدين مُطلقين عادةً ما يكونون أكثر عُرضةً للإصابة بالاكتِئاب والعزلة الاجتماعية؛ كمّا أنّ نسبة قليلة منهم قد تكون مُعرضة لمُحاولات الانتِحار.[٢]
- قلق الانفصال: قلق الانفِصال من الحالات النفسية التي يُمكن أن يُعاني منها الطِفل عندّ انفصال أحد الوالدين عنه؛ وهو من أنواع القلق التي يُمكن أن تبدأ بالظهور في سن صغير جداً يصِل إلى سنة ونِص ولكن يُمكن أن يظهر إلى الأطفال الأكبر سناً؛ ومن أهم أعراضه: كثرة البُكاء والتمسُك بأحد الوالدين.
قد يشعر العديد من الأطفال بمشاعِر الاحباط والخوف والارتِباك بسبب الطلاق؛ ومن أهم هذه التأثيرات بُمختلف الأعمار الآتي:[٣]
- الأطفال الصغار في العمر: قد يشعُر الأطفال في هذا العُمر بمشاعِر قلق وخوف من تأثير الطلاق على حبهم وتعاملُهم معهم.
- الأطفال في سن الدراسة: الأطفال في هذا العمر قد يشعرون بأنّ الطلاق كان بسببهم وأنه بسبب خطأ ما قاموا به سبّب هذا الطلاق.
- المُراهقين: المُراهقين قد يشعرون بالغضب الشديد الذي يؤدي إلى إلقاء اللّوم على أحد الوالدين أو كلاهُما بسبب المشكلات التي أدت إلى الطلاق.
تأثير الطلاق السلوكي
قد يتغير سلوك الطِفل سلبيًا بسبب الطلاق؛ ومن أهم هذه السلوكيات:[٤]
- السلوك العدواني والمُعادي.
- الاعتِداء على الأشخاص.
- نشأة السلوك الإجرامي؛ وخاصّة عندّ المُراهِقين.
- المشاكِل الاجتِماعيّة.
كيفية تعامل الأب والأم المطلقين مع الأولاد؟
بعد أن يتم الطلاق يجب على الأهل التعامُل مع الأطفال بطريقة صحيحة حتى لا تُشعرهم بالنقص؛ إذ أنّ العديد من الأطفال يُمكنُهم التكيُّف مع الطلاق ما دام هُناك دعمًا نفسيًا وعاطفيًا من قِبل الوالدين، كما أنّ الدعم من كلا الوالدين يُساعِد على التقليل من آثار صدمة الطلاق على الأطفال؛ كمّا يُساعِد الأهل في المُضي في حياة مع أشخاص آخرين دون التأثير على عِلاقتِهم مع أطفالِهم. ويُمكن للوالدين التعامُل مع أطفالِهم بعد الطلاق من خِلال الآتي:[٥]
- تجنُب الشجارات؛ يُنصح عندّ اللّقاء بعد الطلاق بتجنُب الشجارات والصُراخ أمام الأطفال.
- الحذر عندّ دخول عِلاقة جديدة أو الزواج مرة أُخرى؛ إذ يجب على الشُركاء الجُدد من تقبّل الأزواج السابقين والأطفال لتجنُب زيادّة المشكلات على الطرفين.
- قضاء كِلا الوالدين وقتاً كافيًا مع الأطفال؛ وعندّ قضاء الأطفال مع أحد الوالدين يجب إعطاء الطِفل الحرية الكاملة للتحدُّث مع الوالد الآخر دون مُضايقتُهم.
- احترام الوالدين لبعضِهم البعض أمّام الأطفال؛ فهذا الاحتِرام والتعامُل يزيد من احتِرام الطِفل لنفسه.
- عدّم التغيُب عن أي نشاطات مدرسية تخصُّ الأطفال؛ إذ أنّ وجود الوالدين في أي نشاط مدرسي أو رياضي أو ترفيهي يقوم به الطِفل يُساعِد على دعمهم.
- تجنُب استِخدّام الطِفل كأداء لإرسال رسائِل للطرف الآخر؛ وتجنُب سؤال الطِفل عن الحياة الشخصيّة للطرف الآخر.
- التأكُد من توفير كافة احتِياجات الطِفل من كِلا الوالدين؛ والتواصل معهم باستمرار حول الجانب الصحي والأكاديمي.
- السكن بالقُرب من الأطفال جُغرافيًا؛ بحيث يسهل التواصل ولقاء الطِفل.
- تعليم الأطفال أهمية اللجوء إلى الوالدين في أي وقت؛ للمُساعدة في حل مشاكِلهم.
المراجع
- ^ أ ب Ashley Marcin (2020-05-06), "10 Effects of Divorce on Children and Helping Them Cope", healthline, Retrieved 2020-09-16. Edited.
- ↑ Motti Haimi, Aaron Lerner, "The Impact of Parental Separation and Divorce on the Health Status of Children, and the Ways to Improve it", researchgate, Retrieved 2020-09-16. Edited.
- ↑ Amy Morin (2019-08-05), "The Psychological Effects of Divorce on Children", verywellfamily, Retrieved 2020-09-16. Edited.
- ↑ Rohit Garoo (2020-08-25), "10 Negative Effects Of Divorce On Children And Ways To Mitigate Them", momjunction. Edited.
- ↑ Kathy Hardie-Williams (2014-03-27), "How Can Parents Lessen Traumatic Effects of Divorce on Children?", goodtherapy, Retrieved 2020-09-16. Edited.