كيف يتشكل الوعي؟

كتابة:
كيف يتشكل الوعي؟

ما هو مفهوم الوعي؟

يمكن تعريف الوعي (بالإنجليزية: Consciousness) على أنه أحد أشكال القوى التي لها علاقة وطيدة بدماغ الإنسان، وقد تؤثر قوة الوعي بشكلٍ مباشر في البيئة والعالم الخارجي الذي يعيش ضمنه الفرد، مثل عندما يقرر بوعيٍ تحريك أحد أطرافه، كاليد مثلاً، فتتحرك، كما قد تتأثر هذه القوى بالعقل فوق المادة، ومثال هذا التأمل، أو التخاطر، كما يعتبر الوعي ومستواه مقياسًا للحكمة والبصيرة؛ فكلما زاد وعي الإنسان، زاد معه حكمته وبصيرته، حتى يصل إلى السلام الداخلي، ويبتعد عن البلبلة الداخلية الذي تؤدي إلى الجهل واندثار البصيرة.[١]

كيف يتشكل الوعي؟

وعن تشكل الوعي:[٢]

  • يبدأ الوعي الإنساني بالتشكل تزامنًا مع اللحظات الأولى التي يتفاعل فيها الإنسان مع بيئته، ولهذا التفاعل علاقة بالمشكلات؛ فالإنسان يحاول من خلال شعوره بالألم تفسير ما كان يدور من حوله من معطيات ليصل لطريقة تساعده في حل مشكلاته المختلفة، وتعتبر هذه الطريقة وسيلة من ضمن الوسائل التي تساعد الإنسان على التكيف والبقاء.
  • أما الأفكار، فهي من أسس الوعي، وهي ما يتكون لدى الإنسان منذ بداية حياته ومن خلال بيئته وتربيته، ومع مرور الوقت تصبح جزءًا منه، كما أنّ للتعلم واكتساب المعارف الجديدة دورٌ في جعل الإنسان يعي أنه قادر على تغيير الصفات غير المرغوب بها، لأنه يحتاج لاستقبال الأفكار الصحيحة البعيدة عن المعتقدات الخاطئة التي تتوارث عبر الأجيال.
  • وبناءً على كل هذا، يصل الإنسان لصورة متوازنة عن نفسه؛ فالوعي لا يستطيع أن يحيط بالعالم عن طريق حواس الإنسان الخمسة فقط؛ إنما يحتاج أيضًا إلى الخيال، وتدبر الأفكار السائدة في المجتمع بطريقة تتجاوز حدود الصندوق، ليصل إلى وعي ونقلة جديدة لنفسه وللمجتمع.

هل من الممكن أن يتطور الإنسان من غير الوعي؟

وعن أهمية الوعي في حياة الإنسان ودوره في تطوره:[١][٣]

  • صاغ مؤسس علم النفس الحديث وليم جيمس (بالإنجليزية: William James) مصطلح تيار الوعي، والذي يظهر دور الوعي المهم في حياة الإنسان، فحياتنا كالتيار دائم الحركة من ناحية المشاعر والعواطف، والذكريات، والأفكار، والقلق، والخوف، وجميعها تحدث لنا بشكلٍ متتابع، والوعي قدرة بشرية تميز الإنسان عن باقي المخلوقات؛ لأنه لديه الإرادة الحرة في مسؤولية الاختيار والتفكير، فبذلك يمكنه الموازنة بين الفعل الصحيح والخاطئ.
  • فمثلاً، لو أخذنا الأشخاص فاقدين للذاكرة كمثال، فسنجد أنهم لا يملكون القدرة على التخطيط لمستقبلهم المتصل بماضيهم، والأمر نفسه بالنسبة للأطفال؛ فمن غير المتوقع أن يستطيع أحدهم المشي على حبل مشدود، أو إتقان الجمباز، ويتطلبهم إتقان هذا في مراحل حياتهم اللاحقة التحلي بالوعي وبالإدراك، إلى جانب التدريب الذي يساعدهم في ذلك أيضًا.
  • ومن جهةٍ أخرى وفي كثير من الأحيان، نصدر قرارات وأحكام تلقائية متسرعة من غير التفكير بها، وهذا ما يسمى بالعقل اللاوعي، والذي يتشكل من المواقف والأفكار التي تسود دماغنا، فنعتقد أنّ الأفكار الواعية لوحدها هي من تتحكم في أفعالنا، ولكن الحقيقة أنّ أفكارنا وأفعالنا هي نتاج بين العقل اللاوعي والواعي، وبذلك لا بد من الموازنة بينهما حتى يستطيع الإنسان تطوير حياته ومجتمعه للأفضل.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت سوزان بلاكمور، الوعي، صفحة 12 14. بتصرّف.
  2. روابحي محمد (2013)، "رسالة ماجستير الهرمنيوطيقا والوعي الفني في الخطاب الفلسفي الغربي والمعاصر"، الهرمنيوطيقا والوعي الفني، اطّلع عليه بتاريخ 2022. بتصرّف.
  3. عبد الكريم البكار، تجديد الوعي، صفحة 14 20. بتصرّف.
3583 مشاهدة
للأعلى للسفل
×