كيف يتم الحقن المجهري

كتابة:

الحقن المجهري

قبل أن يتمكّن الحيوان المنوي من تخصيب البويضة يجب أن يعلق رأسه على الجزء الخارجي من البويضة، وبمجرّد أن يعلق يُدفع الحيوان المنوي عبر الطبقة الخارجية للبويضة إلى الطبقة الدّاخلية السيتوبلازم حيث حدوث الإخصاب.

وفي بعض الأحيان لا تستطيع الحيوانات المنوية اختراق الطبقة الخارجية للبويضة لعدّة أسباب؛ فقد تبدو الطبقة الخارجية للبويضة سميكةً أو لا تُخترَق، أو قد لا تستطيع الحيوانات المنوية السباحة، وفي هذه الحالات يُجرى الحقن المجهري.

يسمّى حقن الحيوانات المنوية داخل البويضة بالحقن المجهري، ويُجرى من خلال التخصيب الصناعي في المختبر، وخلال الحقن المجهري يُحقَن حيوان منوي واحد في السيتوبلازم داخل البويضة.[١]


كيفية الحقن المجهري

يُنفّذ الحقن المجهري بعدّة خطوات، وتتضمّن هذه الخطوات ما يأتي:[٢]

  • تنشيط المبايض: تُحفَّز المبايض بمساعدة الأدوية لتعزيز نمو البصيلات التي تحتوي على البويضات في المبيض.
  • التحكّم: يُراقَب المبيض باستخدام الموجات فوق الصّوتية وفحوصات الدّم للسيطرة على حجم البصيلات المحفّزة وكمّيتها.
  • إطلاق البويضات: يُجرى للمساعدة في المرحلة النهائية من نضوج البويضات ولإطلاق البويضات من البصيلات، وتُحقن المرأة بهرمون موجهة الغدد التناسلية البشرية (الجونادروتروبين).
  • تجميع البويضات: تُجمَع البويضات من المبيض عن طريق حقنة موجهة عن طريق الموجات فوق الصّوتية بعد 35-38 ساعة من إطلاق البويضات، وتبدو المرأة تحت التخدير خلال هذا الإجراء.
  • اختيار الحيوانات المنوية: تُختار الحيوانات المنوية التي تتحرّك للتلقيح، وأثناء عملية الاختيار تُستخدم مادّة وسيطة تسمّى مبطئة الحيوانات المنوية، وتحتوي هذه المادة على الهيالورونان الذي يرتبط بالحيوانات المنوية التي تحمل الحمض النووي السليم، ممّا يسمح باختيار الحيوانات المنوية اللازمة للحقن، والتي تبدو الأفضل وسليمة وناضجة.
  • تقييم البويضات: تُزال الخلايا المتراكمة والمحيطة بالبويضة بواسطة إنزيم لطيف لا يتلفها؛ حتّى يتمكّن فنّي المختبر من ملاحظة نضوج البويضة، إذ إنّ البويضات الناضجة وراثيًا تُستخدم للحقن المجهري فقط.
  • الحقن المجهري: إذ يتضمّن حقن حيوان منوي واحد مباشرةً في البويضة الناضجة لتخصيبها.
  • التخصيب: تُوضَع البويضات المخصبة في أطباق خاصّة، وتُوضَع في حاضنات، ويتحقّق منها فنّي المختبر بعد 16-18 ساعةً من التخصيب.
  • الاستنبات: تُترَك البويضات المخصبة لتنمو في المختبر لمدّة تتراوح بين 2-5 أيام.
  • نقل الأجنة: تُحمَل الأجنّة في قسطرة خاصة، وتُمرَّر هذه القسطرة من خلال عنق الرّحم إلى الرّحم وتُطلق برفق، وبصورة عامّة يُنقَل جنين واحد، وفي حالات استثنائية يُنقل جنينان.
  • التزجيج: يُحتفظ بالأجنّة ذات النوعية الجيدة والتي لم تُنقل إلى الرّحم عن طريق تجميدها وتخزينها، وتُستخدَم الأجنّة المجمدة في عملية نقل الأجنة التالية إذا لم تنجح العمليّة الأولى.
  • طور الجسم الأصفر وفحص الحمل: يعني طور الجسم الأصفر مدّة أسبوعين بين نقل الأجنة وإجراء فحص الحمل، ويجب على المرأة أن تحدّ من نشاطها خلال 24 ساعةً التالية لحقن الأجنة، ويُجرى فحص الحمل عن طريق الدّم بعد 14 يومًا من إجراء نقل الأجنّة.


أسباب إجراء الحقن المجهري

قد يوصي الطبيب بالحقن المجهري لعدّة أسباب، وتتضمّن هذه الأسباب ما يأتي:[٣]

  • عدد الحيوانات المنوية منخفض جدًا.
  • شكل الحيوانات المنوية غير طبيعيّ، أو أنّها لا تتحرّك بصورة طبيعيّة.
  • إجراء الحقن المجهري سابقًا ولم تُخصَّب أي بويضة، أو كان عدد البويضات المخصبة قليلًا.
  • الحاجة إلى سحب الحيوانات المنوية جراحيًا من الخصيتين أو البربخ؛ بسبب خضوع الرجل لاستئصال الأسهر، أو عند وجود انسداد يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى القذف، أو بسبب مرض أو حالة وراثيّة، أو إصابة تسبّب الانخفاض الشديد في عدد الحيوانات المنوية.
  • استخدام الحيوانات المنوية المجمّدة للتخصيب، والتي لا تبدو ذات نوعية جيدة بسبب تخزينها، أو عند استخراج الحيوانات المنوية جراحيًا.
  • فحص الأجنة لحالة وراثية، مع إمكانية تداخل الحيوانات المنوية العالقة على جدار البويضة الخارجي مع الفحص.


فاعلية الحقن المجهري

يخصّب الحقن المجهري 50% إلى 80% من البويضات التي تُمنَح من الأنثى، لكن قد تحدث بعض المشكلات أثناء عمليّة الحقن المجهري أو حقن الحيوانات المنوية داخل سيتوبلازم البويضة أو بعدها. ومن هذه المشكلات ما يأتي: [١]

  • قد تكون بعض البويضات أو كلّها معطوبة أو يوجد فيها خلل معيّن.
  • ربما لا تنمو البويضة التي لُقّحت إلى جنين حتّى بعد حقنها بالحيوانات المنويّة.
  • يُحتمل أن يتوقّف الجنين الناتج من البويضة الملقّحة عن النّمو.


تأثير الحقن المجهري في نمو الطفل

عندما تحمل المرأة طبيعيًّا توجد فرصة لإصابة الجنين بعيب خَلقي رئيس بنسبة تتراوح بين 1.5-3%، لكن تصبح هذه النسبة أعلى قليلًا عند الحمل عن طريق الحقن المجهري، وقد يبدو خطر الإصابة بالعيوب الخلقية أعلى بقليل بسبب العقم نفسه، وليس بسبب العلاجات التي تستخدم للتغلب على العقم.

ارتبطت بعض الحالات بالأطفال المولودين عن طريق الحقن المجهري؛ مثل: متلازمة بيكوث ودمان، أو متلازمة أنجلمان، أو الإحليل التحتي، أو تشوهات الكروموسومات الجنسيّة، ويُعتقد أنّ هذه الحالات تحدث عند أقلّ من 1% من الأطفال المولودين عن طريق الحقن المجهري.

إنّ بعض المشكلات التي تسبّب العقم وراثيّة، فعلى سبيل المثال، قد يعاني الأطفال الذّكور المولودون عن طريق الحقن المجهري من مشكلات العقم نفسها التي يعاني منها آباؤهم.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "What is Intracytoplasmic Sperm Injection (ICSI)?", reproductivefacts, Retrieved 8-6-2019.
  2. "Intracytoplasmic Sperm Injection (ICSI) – IVF", cityfertility, Retrieved 8-6-2019.
  3. "Intracytoplasmic sperm injection (ICSI)", hfea, Retrieved 8-6-2019.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×