اليكم بالتفصيل كيف يحدث الاسهال وما هي العلامات والاعراض المرافقة لحدوثه ومن منها التي تستدعي التوجه للطبيب فواراً:
كيف يحدث الإسهال؟
تدخل العضيات (الفيروسات - الجراثيم - الطفيليات) المسببة للإسهال الجســم عن طريق الفم (الشراب أو الطعام الملوثان أو عدم الاعتناء الجيد بنظافة زجاجة الحليب عند الأطفال الرضع الذين يرضعون بالزجاجة) وبعد دخول هذا العامل الممرض يصل إلى الأمعاء ويؤدي إلى الإسهال بأحد الآليتين التاليتين:
أ. إصابة خلايا الزغابات المعوية المسؤولة عن الامتصاص:
وهذا يؤدي إلى نقص سطح الامتصاص وزيادة ضياع السوائل في البراز مع سوء امتصاص الماء والشوارد مثل الصوديوم والبوتاسيوم وخاصة أن كل الماء تقريباً (عدا نسبة قليلة منه) يمتص في الأمعاء الدقيقة. ومن الجراثيم المسببة لذلك الشغيلا والسالمونيلا.
ب. الإسهال الإفرازي:
حيث تقوم بعض الجراثيم بإفراز ذيفانات وسموم معوية (مثل الكوليرا والعصيات الكولونية)، وهذه السموم تحرض الخلايا المعوية على زيادة طرح الصوديوم والبوتاسيوم والبيكربونات إلى لمعة الأمعاء حاملة معها الماء.
الأعراض والعلامات السريرية المرافقة
عادة ما يكون الإسهال هو الشكوى الرئيسية التي تجعل الأهل يحضرون الطفل للطبيب وقد يقتصر الأمر أحياناً على الإسهال فحسب لكن غالباً ما توجد أعراض أخرى مرافقة، وأهم هذه الأعراض هي:
1. الحمى:
تكون الحمى خفيفة عادة وقد تكون شديدة في بعض الأحيان وتصل إلى 40 درجة مئوية.
2. الألم البطني:
وهو من الأعراض الهامة المرافقة للإسهال عادة (المغص)، ويمكن للطفل الكبير أن يشكو من الألم البطني ويحدد مكانه أما الطفل الصغير فلا يستطيع ذلك لكنه يعبر عن الألم البطني بالبكاء أو سحب رجليه باتجاه بطنه.
3. الغثيان والتقيؤ:
يترافق هذان العرضان عادة مع الإسهالات الفيروسية، قد يكون التقيؤ خفيفاً مرة أو مرتين لكنه قد يكون شديداً أحياناً ومعنداً (مقاوم للشفاء او العلاج او السيطرة) ويساهم هذا الأمر أيضاً في ضياع المزيد من السوائل من الجسم.
4. الزحار:
يقصد به الشعور المتكرر بالحاجة للتبرز ويترافق أحياناً مع الإسهال الناجم عن بعض الجراثيم مثل الشيغيلا أو بعض الطفيليات (المتحول الزحاري).
5. العطش:
خاصة إذا كان الإسهال شديداً وهو من العلامات الأولى الدالة على التجفاف.
6. أعراض أخرى مختلفة:
حسب سـبب الإسهال مثل السعال والتهاب البلعـوم… إلخ.
أما عند فحص الطفل فقد يجد الطبيب العلامات التالية:
- الحمى.
- علامات التجفاف كلها أو جزء منها مثل غؤور العينين وغؤوراليافوخ وتسرع النبض وجفاف الأغشية المخاطية.
- انتفاخ البطن.
- التهاب منطقة الحفاض.
يتنوع الإسهال بصفاته التي يجب الاستفسار عنها ويجب على الأم أن تعرفها لأن هذا الأمر هام جداً وقد يوجهنا نحو تشخيص سبب الإسهال.
أهم هذه الصفات هي:
- قوام البراز (مائي - مخاطي - لين).
- هل يحتوي على الدم (خيوط دموية أو الدم الممزوج مع المخاط) حيث يوجه هذا الأمر نحو بعض أنواع الجراثيم مثل العصيات الكولونية الغازية.
- لون البراز (أخضر - أصفر - بني - قاتم).
- رائحة البراز.
والحقيقة كلما كان الطفل أصغر عمراً (خاصة الأطفال الرضع تحت عمر السنة) كانت الأعراض أكثر شدة وخطورة، وقد يبدو الطفل مريضاً بشدة وبحالة عامة سيئة مع الحمى ورفض الطعام أو رفض الرضاعة وهذه الحالة تشير غالباً إلى حدوث انتشار للجراثيم من الأمعاء إلى الدم وحدوث ما نسميه إنتان الدم. ومن جهة أخرى فإن معظم الحالات تكون خفيفة ومحددة لذاتها وتكون الشكوى الرئيسية فيها هي الإسهال فقط.
لماذا تحدث الإصابة بالإسهال؟
الأسباب الهامة التي تؤدي لإصابة الطفل بالإسهال:
1. عدم العناية بالأطفال ونظافتهم وعدم الانتباه إلى ما يأكلونه أو يشربونه خارج المنزل.
2. عدم الاهتمام الكافي عند تحضير زجاجة الحليب عند الأطفال الذين يرضعون الحليب الاصطناعي ويتجلى ذلك مثلاً بعدم غلي الماء وتبريده أو عدم غلي زجاجة الحليب أو عدم غسيل الأم ليديها قبل إعداد وجبة الطفل.
3. عدم غسيل الخضار بشكل جيد.
4. ري الخضار بمياه الصرف الصحي.
5. عدم توافر مياه الشرب النظيفة في بعض المناطق.
6. عدم الاعتناء بقواعد النظافة الشخصية مثل غسيل اليدين بعد الخروج من التواليت وكذلك بعد تغيير حفاض الطفل وقبل إعداد وجبته.
7. عدم تعويد الأطفال على اتباع قواعد النظافة.
إن عدم غسل الخضار بشكل جيد من الأسباب الهامة للإصابة بالإسهال.