محتويات
التسمم بأول أكسيد الكربون
أوّل أكسيد الكربون غاز خطير شفاف دون رائحة أو طعم لا يستطيع أي إنسان أو حيوان إدراك أنّه يستنشقه، ويسبب استنشاقه حدوث مشكلات خطيرة قد تودي بحياة من يستنشقه؛ لذا يُطلَق عليه اسم القاتل الصامت. وينتج غاز أول أكسيد الكربون من بعض الأجهزة المستخدمة في المنزل؛ مثل: المولدات وشوايات الفحم. وتكمن خطورة هذا الغاز في أنّه يستطيع الاتحاد ببروتين الهيموجلوبين -المكوّن الأساسي لكريات الدم الحمراء- 2000 مرة أكثر من الأكسجين، لذا عند استنشاقه يرتبط بقوة بكرات الدم الحمراء ويأخذ مكان الأكسجين فلا يستطيع الأكسجين أن ينتقل من الرئة إلى خلايا الجسم المختلفة فتصاب بالاختناق وقد تموت.[١]
أعراض التسمم بأول أكسيد الكربون
في البداية يشعر الشخص الذي استنشق الغاز بأعراض تشبه أعراض نزلة الأنفلونزا لكن دون ارتفاع الحرارة، وعند حضور أكثر من شخص في المكان نفسه يصابون جميعهم بالأعراض ذاتها؛ مما يدل على التسمم بالغاز، وحينها يجب إغلاق أيّ مصدر للغاز، وفتح الشبابيك لتهوية المكان؛ لأنّ مع استمرار استنشاق الغاز لعدة ساعات تتطور الأعراض وتصبح أكثر حدة، وتتضمن فقدان التوازن، واضطرابات الرؤية، واضطراب الذاكرة، وفي النهاية قد يفقد الشخص وعيه.
تجدر الإشارة إلى وجود أعراض أخرى قد تظهر متأخرًا حتى بعد استنشاق الغاز بعدة أشهر؛ مثل: الارتباك، واضطرابات الذاكرة، وصعوبة تنسيق الحركة. كما قد يسبب استنشاق الغاز مشكلات خطيرة في القلب أحيانًا. وفي الحقيقة فإنَّ بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بأعراض تسمم غاز أول أكسيد الكربون دون غيرهم؛ مثل: مرضى القلب، ومرضى الجهاز التنفسي، وكذلك النساء الحوامل، والرضع، والأطفال الصغار. أمّا الحيوانات الأليفة فهم أكثر حساسية تجاه غاز أول أكسيد الكربون؛ لذا فعند مرض الحيوان أو وفاته دون سبب واضح يجب أن يشكّ مالكه في إمكانية إصابته بالتسمم بالغاز.[١]
أسباب التسمم بأول أكسيد الكربون
العديد من المحركات والأجهزة تُصدر غاز أول أكسيد الكربون في الهواء، لكن عادةً تصدره بكميات بسيطة لا تستدعي القلق، لكنّ تشغيل هذه المحركات في مكان مغلق بالكامل أو جزئيًا يسبب تراكم الغاز لمستويات خطيرة تؤذي الإنسان، كما يحدث التسمم نتيجة استنشاق دخان الحرائق.[٢] ومن أشهر الأجهزة التي تصدر غاز أول أكسيد الكربون السخّان المعتمد على الوقود، وسخان الماء، وشوايات الفحم، والمدفأة، والسيارة أو الشاحنة البطيئة بمرآب مغلق، وموقد الغاز أو الموقد المسطح. وهذه الأجهزة تُصدر كميات آمنة من الغاز إلّا عند تشغيلها في أماكن مغلقة أو سيئة التهوية.[٣] ويُسبِّب استنشاق كميات كبيرة من الغاز أن يحلّ أول أكسيد الكربون بدلًا من الأكسجين في كريات الدم الحمراء، الأمر الذي يمنع وصول كميات كافية من الأكسجين إلى خلايا الجسم وأنسجته.[٢]
تشخيص التسمم بأول أكسيد الكربون
يشخص الطبيب الإصابة بتسمم غاز أول أكسيد الكربون اعتمادًا على الأعراض، لكنّ هذه الأعراض شائعة تتشابه مع العديد من الاضطرابات المرضية الأخرى؛ لذا يجب الانتباه إلى الصفات التي تميزها؛ مثل: أنّها تصيب مجموعة من الأشخاص الذين يعملون أو يسكنون معًا في المكان نفسه، أو أنّ هذه الأعراض تتراجع بالابتعاد عن مكان تسرب الغاز وتظهر فور العودة للمكان، أو أنّ هذه الأعراض موسمية تظهر مع موسم استخدام السخان أو المدفأة. ولتأكيد التشخيص يطلب الطبيب فحص دم لقياس مستوى كربوكسي هيموجلوبين (Carboxyhemoglobin)، كما قد يجري تخطيط لكهربائية القلب (ECG) لتقييم كيف يضخ القلب الدم عبر الجسم.[١]
علاج التسمم بأول أكسيد الكربون
يجب على المصاب بتسمم أول أكسيد الكربون عدم محاولة علاج نفسه بنفسه، بل يجب الخروج من المكان على الفور والإتصال بالطوارئ أو الذهاب إلى المستشفى، لكن يجب عليه عدم قيادة السيارة بنفسه؛ لأنّه قد يصاب بالإغماء أثناء القيادة. وعندما يتأكد الطبيب من الإصابة بتسمم غاز أول أكسيد الكربون يبدأ بالعلاج فور دخول المصاب المستشفى، فالعلاج المبكر ضروري لمنع وقوع المضاعفات الخطيرة المهددة للحياة، ويتضمن العلاج ما يأتي:[٣]
- العلاج بالأكسجين: أفضل وسيلة لعلاج تسمم أول أكسيد الكربون استنشاق الأكسجين النقي لرفع مستوى الأكسجين في الدم؛ لكي يستطيع إزالة الغاز من الدم، لذا يضع الطبيب قناعًا على فم المصاب وأنفه، ويطلب منه استنشاق الأكسجين، وإن كان المصاب غير قادر على استنشاقه بنفسه يبدو الحل استخدام جهاز التنفس الصناعي.
- غرفة الأكسجين أو العلاج بالأكسجين عالي الضغط: فيه يضع الطبيب المصاب داخل غرفة ذات ضغط مرتفع من الأكسجين يساوي ضعف ضغط الهواء الطبيعي، ويساعد هذا العلاج في رفع مستوى الأكسجين في الدم سريعًا؛ لذا يستخدم في الحالات الشديدة أو التسمم لدى النساء الحوامل.
مضاعفات التسمم بأول أكسيد الكربون
تعتمد المضاعفات الناتجة من التسمُّم بأول أكسيد الكربون على شدة التعرُّض للغاز ومدة التعرُّض له، ومن بين هذا المضاعفات التي قد تؤدي إلى الوفاة أحيانًا:[٢]
- موت الجنين أو الإجهاض.
- تلف دائم في الدماغ.
- تلف القلب، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة باضطرابات مهدِّدة للحياة.
الوقاية من التسمم بأول أكسيد الكربون
للوقاية من التسمم بالغاز يجب اتباع النصائح الآتية:[٤]
- تركيب جهاز كاشف لغاز أول أكسيد الكربون وتغيير بطاريته أولًا بأول، ووضع الجهاز في مكان يُسمَع إنذاره أثناء النوم، كما يفضّل أن يبدو من النوع الذي يوضح مستوى الغاز بالأرقام حتى تسهل متابعته، ويُفضّل استبدال الجهاز كل خمسة أعوام.
- فحص السخان والمدفأة والغاز وتصليحها كل مدة بواسطة تقني اختصاصي.
- التأكد من جودة لحام الأجهزة التي قد تصدر الغاز.
- التحقق من وضع الأجهزة التي تصدر الغاز في مكان جيد التهوية أو استخدام مداخن للتخلص من الغاز أولًا بأول.
- الحرص على تنظيف المدخنة كل عام؛ لأنّها قد تنسدّ وتسبب تراكم الغاز في المنزل.
- عدم إصلاح أيّ كسر في الأنابيب بواسطة شريط لاصق أو أي شيء آخر؛ لأنّ هذه المواد لا تمنع تسرب الغاز.
- تفادي حرق الفحم داخل المنزل إطلاقًا، فالفحم بكل أنواعه يصدر غاز أول أكسيد الكربون عند حرقه.
- الابتعاد عن استخدام غاز الرحلات المتنقل داخل المنزل نهائيًا.
- تجنب استخدام المولد داخل المنزل أو المرآب المغلق.
- فحص العادم الذي يصدر من السيارة أو الشاحنة كل عام، فالتسرب البسيط قد يسبب التسمم مع مرور الوقت.
- عدم تشغيل الشاحنة داخل مرآب مغلق نهائيًا.
المراجع
- ^ أ ب ت Yvette Brazier (2017-12-11), "Carbon monoxide (CO), the silent killer"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-5-9. Edited.
- ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (2019-10-16), "Carbon monoxide poisoning"، mayoclinic, Retrieved 2020-5-9. Edited.
- ^ أ ب April Kahn (2017-4-26), "Carbon Monoxide Poisoning"، healthline, Retrieved 2020-5-9. Edited.
- ↑ "Carbon Monoxide Poisoning", cdc,2018-3-21، Retrieved 2020-5-9. Edited.