كيف يرى مريض عمى الالوان

كتابة:
كيف يرى مريض عمى الالوان

عمى الألوان

يُعدّ عمى الألوان مرضًا يؤثّر على قدرة الشخص على تمييز الألوان، ويُعرف أيضًا باسم نقص اللون، وغالبًا ما يحدث عمى الألوان عندما لا يملك الشخص القدرة على التمييز بين ألوان معينة، ويحدث هذا عادةً بين الأخضر والأحمر، ونادرًا بين الأزرق والأصفر، وتمتلك شبكية العين نوعين من الخلايا التي تكتشف أشكال الضّوء، ويُطلق عليهما قضبان ومخاريط.

تكتشف القضبان الضوء والظلام فقط، وتكون حسّاسةً للغاية لمستويات الإضاءة المنخفضة، أمّا خلايا المخروط فتكتشف الألوان وتتركّز بالقرب من مركز الرؤية، وتوجد ثلاثة أنواع من المخاريط التي ترى الألوان، وهي: الأحمر، والأخضر، والأزرق، ويستخدم الدّماغ المعلومات العائدة من هذه الخلايا المخروطية لتحديد إدراك الشخص للون.

يحدث عمى الألوان عندما تكون واحدة أو أكثر من الخلايا المخروطية اللون غائبةً أو لا تعمل، أو تكتشف لونًا مختلفًا عن اللون الطّبيعي، ويحدث عمى الألوان الحاد في حال عدم عمل جميع هذه المخاريط، أمّا عمى الألوان المعتدل فيحدث عندما تكون جميع الخلايا المخروطيّة الثلاثة موجودةً، مع عدم عمل واحدة من هذه الخلايا بطريقة صحيحة.

توجد درجات مختلفة من عمى الألوان؛ فيمكن لبعض مرضى عمى الألوان المعتدل رؤية الألوان بصورة طبيعيّة في ظروف ضوئيّة جيدة، لكنّهم يواجهون صعوبةً في الإضاءة الخافتة، ولا يمكن للمرضى الآخرين التمييز بين ألوان معينة في أي ظروف ضوئية، ويصيب عمى الألوان عادةً كلتا العينين بالتّساوي، ويبقى موجودًا طوال حياة المريض.[١]


كيفية رؤية مريض عمى الألوان

يمكن أن يعاني الشّخص المُصاب بمرض عمى الألوان من التغيير في الرّؤية، ويكون ذلك بمعاناته من صعوبة التمييز بين اللونين الأحمر والأخضر، ويمكن أن تبدو الألوان أقلّ سطوعًا من الوضع الطبيعي، كما يمكن ألّا يستطيع الشّخص أن يميّز بين درجات اللون الواحد، إذ يرى المريض كل درجات اللون بنفس الطّريقة.

تبرز أعراض مرض عمى الألوان في سنّ مبكّرة، ويكون ذلك عادةً حينما يبدأ الأطفال بتعلّم الألوان في المرحلة قبل المدرسية، لكن يمكن لبعض الأشخاص أن لا يعرفوا بمعاناتهم بمرض عمى الألوان إلّا بعد تقدّمهم بالعمر؛ وذلك يعود إلى ربطهم الألوان بأشياء وكائنات معيّنة، ممّا يسهّل عليهم التعرّف على هذه الألوان من غير الحاجة إلى تمييزها باستخدام العين، فمثلًا يمكن أن يعرف الشّخص أنّ العشب ذو لون أخضر، لذلك حينما يرى أي شيء له لون العشب يعرف تلقائيًّا أنّه أخضر.

كما يمكن أن تكون الأعراض منخفضة الحدّة، فلا يعاني المريض من أي صعوبة في التمييز بين الألوان، ولا بدّ من مراجعة الطبيب المختصّ إذا لاحظ الوالدان أنّ طفلهما يعاني من صعوبة في تمييز الألوان، وبذلك سيكون بمقدورهم التأكّد من صحّة الطفل، واستبعاد الأمراض الصحّية الأخرى الأشدّ خطرًا.[٢]


أسباب الإصابة بعمى الألوان

يعدّ السبب الوراثي أكثر أسباب الإصابة بمرض عمى الألوان شيوعًا، ويمكن تفصيل أسباب المرض كما يأتي:[٣]

  • الاضطراب الوراثي: يُصيب مرض عمى الألوان الوراثي الذكور أكثر من الإناث، ويشيع عمى الألوان في اللونين الأحمر والأخضر أكثر من ما يشيع في اللونين الأزرق والأصفر، ويمكن وراثة المرض بعدّة درجات من الحدّة، وعادةً ما يُصيب كلتا العينين ويستمرّ مع المريض مدى الحياة.
  • بعض الأمراض: توجد بعض الأمراض التي يمكن أن تسبّب عمى الألوان المكتسب، أبرزها فقر الدم المنجلي، والسكري، والتنكّس البقعي، ومرض الزهايمر، والمياه الزرقاء، ومرض باركنسون، وإدمان الكحول المزمن، وسرطان الدّم، وتتأثّر عادةً إحدى العينين أكثر من الأخرى، ويمكن أن يُشفى المريض إذا جرى علاج المرض المُسبّب.
  • استخدام بعض الأدوية: يمكن لبعض الأدوية أن تغيّر رؤية الألوان، مثل بعض الأدوية التي تعالج مشكلات القلب، وضغط الدّم المرتفع، ومشكلات الانتصاب، والعدوى، والأمراض العصبية، وبعض المشكلات النفسيّة.
  • التقدم بالعمر: يفقد الشخص جزءًا كبيرًا من القدرة على رؤية الألوان مع تقدّم السّن.
  • التعرّض لبعض المواد الكيميائية: يمكن أن يؤدّي التعرّض لبعض المواد الكيميائية مثل ثاني كبريتيد الكربون إلى فقدان القدرة على رؤية الألوان.


تشخيص الإصابة بمرض عمى الألوان

يعتمد اختصاصي أمراض العين على مجموعة متنوّعة من الاختبارات لتشخيص عمى الألوان، إذ يمكن لهذه الاختبارات تشخيص أنواع محددة من عمى الألوان بسرعة ودقّة متناهية، ويعدّ اختبار ايشيهارا الاختبار الأكثر شيوعًا لعمى الألوان الأحمر والأخضر، ويتكوّن الاختبار من سلسلة من الدوائر الملوّنة تسمّى لوحات إيشيهارا، تحتوي كلّ منها على مجموعة من النقاط بألوان وأحجام مختلفة، وتوجد داخل الدائرة نقاط تُشكّل شكلًا مرئيًا بوضوح لمن لديهم رؤية ألوان طبيعيّة، لكنّها غير مرئية أو صعبة الرؤية للذين يعانون من عمى الألوان الأحمر والأخضر.[٤]


علاج عمى الألوان

لا يوجد علاج يشفي من مرض عمى الألوان بصورة كاملة، لكن يمكن للأشخاص المصابين بعمى الألوان الأحمر والأخضر استخدام مجموعة معينة من العدسات؛ وذلك بهدف مساعدتهم على إدراك الألوان بصورة أفضل وأكثر دقّةً، ويجب التنويه أنّه لا يمكن استخدام هذه العدسات إلا في الهواء الخارجي تحت ظروف الإضاءة الساطعة، كما جرى تطوير العديد من الوسائل البصريّة في الفترة الأخيرة لمساعدة الشخص المُصاب على التغلّب على عمى الألوان.

توجد تطبيقات على الأجهزة اللوحية الذكية تساعد الأشخاص المُصابين بعمى الألوان على التمييز بين الألوان، وتتيح بعض هذه التطبيقات للمُصابين التقاط الصور والنقر عليها في أي مكان لرؤية لون ذلك الجزء، وتتيح التطبيقات الأكثر تقدمًا للمستخدمين معرفة اللون ودرجاته، إذ يمكن أن تكون هذه التطبيقات وسيلةً لجعل حياة مرضى عمى الألوان أسهل وأفضل.[٥]


المراجع

  1. David Turbert (17-11-2018), "What Is Color Blindness?"، american academy of ophthalmology, Retrieved 9-6-2019. Edited.
  2. Michael Charles, MD (8-3-2016), "What Causes Color Blindness?"، healthline, Retrieved 29-6-2019. Edited.
  3. mayoclinicstaff (6-11-2018), "Poor color vision"، mayoclinic, Retrieved 9-6-2019. Edited.
  4. "Facts About Color Blindness", National Eye Institute,2-2015، Retrieved 9-6-2019. Edited.
  5. "Facts About Color Blindness", National Eye Institute,2-2015، Retrieved 9-6-2019. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×