كيف يعمل العقل الباطن

كتابة:
كيف يعمل العقل الباطن

كيف يعمل العقل الباطن؟

تتناول العديد من الأبحاث موضوع عمل العقل الباطن (بالإنجليزية: Unconscious mind) إلّا أنّها لم تتوصّل إلى طريقة عمله بدقّة أو كيفية تشكُّل العواطف داخله، وتُعدّ قضية تشكّل العواطف في العقل الباطن إحدى مجالات البحث الرئيسية؛ وذلك لأنَّ الدماغ يُخزّن المعلومات بشكل مُترابط على هيئة حُزم ضمن مجموعة كبيرة من المسارات المُترابطة، وتُنشَّط تلك الحزم بطريقةٍ ما عند الحاجة إليها، كما يُؤكّد الباحثون أنَّ العقل الباطن يستولي على النصيب الأكبر من عمل الدماغ، وما تزال دراسته مستمرةً إلى الآن.[١]


يجدر بالذكر أنّه من الممكن أن يخلق العقل الباطن بما فيه من أفكار، ومشاعر، وأحاسيس، بعض التأثيرات والمشكلات للإنسان منها؛ الغضب، والانحياز لفكرة معينة، والسلوكيات القهرية، بالإضافة إلى المشكلات في العلاقات الاجتماعية أو التفاعلات الاجتماعية المُعقدّة.[٢]


خصائص العقل الباطن

يمتلك العقل الباطن العديد من الخصائص والسمات المميزة له، ووفقاً لسيغموند فرويد فإنّ العقل الباطن ليس مجرّد فوضى غير عقلانيّة أو غير منطقيّة، وفيما يأتي بعض الخصائص التي حدّدها فرويد للعقل الباطن:[٣]

  • اتسام العقل الباطن بمستوى عالٍ من التنظيم، فهو نظام مُعقدّ يعمل وِفقاً لقوانين معينة.
  • تعايش الأفكار المتناقضة داخل العقل الباطن جنباً إلى جنب.
  • عدم امتلاك محتويات العقل الباطن من مشاعر وأفكار أيّة درجة من درجات اليقين التي تعمل بها الأفكار الواعية.
  • تواجد الأفكار في العقل الباطن دون أيّ ترتيب زمني.


مستويات العقل والوعي

حدّد فرويد مستويات العقل والوعي وقسّمها إلى 3 مستويات، ووضّح أنّ لكلّ مستوى دوره ووظيفته الخاصّة، وفي ما يأتي نبذة عن تلك المستويات:[٤]

  • ما قبل الوعي: (بالإنجليزية: Preconscious)؛ يتشكّل من المعلومات التي يُمكن أن تدخل إلى العقل الواعي.
  • العقل الواعي: (بالإنجليزية: Conscious mind)؛ يحتوي العقل الواعي على جميع الأفكار، والذكريات، والمشاعر، والأحاسيس، والرغبات التي تُدرَك في أيّة لحظة، كما يُمثّل جانباً من معالجة الدماغ للأمور التي يُمكن التفكير بها والتحدّث عنها بعقلانية، كما يشمل العقل الواعي الذاكرة بالرغم من أنّها لا تُعدّ جزءاً دائماً منه.
  • العقل الباطن.


مفهوم العقل الباطن

يُعدّ العقل الباطن مُستودعاً من المشاعر، والأفكار، والرغبات، والغرائز، والذكريات، التي تخرج عن مستوى الوعي،[٥] ويُشار إلى أنَّ معظم تلك المشاعر والأحاسيس تكون مُزعجةً بالنسبة للإنسان، إذ يحتاج إلى إبعادها عن مستوى العقل الواعي؛ وذلك لأنّها أفكار غير مقبولة أو قائمة على الغرائز البيولوجية للدوافع البدائية أو أنّها أفكار مؤذية تُهدّد كيان الإنسان.[٦]


يعتقد فرويد أنَّ الرغبات والأحداث التي كانت مُخيفةً ومؤذيةً بالنسبة لمرضاه احتُجزت في العقل الباطن باستخدام مجموعة من الطرق والآليات الدفاعية التي يستخدمها الدماغ؛ وذلك لتجنُّب معرفة دوافع تلك المشاعر اللاواعية، ومن تلك الآليات آلية الكبت، كما أشار فرويد إلى أنّه يُمكن الكشف عن تلك الآليات التي استخدمها الدماغ من خلال التحليل النفسي وبالتالي يُمكن جعل العقل الباطن واعياً، ويجدر بالذكر أنَّ العقل الباطن يكشف عن نفسه بعدّة طرق مثل: زلّات اللسان والأحلام.[٦]


المراجع

  1. "Unconscious", www.psychologytoday.com, Retrieved 23-3-2021. Edited.
  2. Kendra Cherry (20-7-2020), "What Is the Unconscious?"، www.verywellmind.com, Retrieved 23-3-2021. Edited.
  3. "What is the Unconscious?", www.freud.org.uk, Retrieved 23-3-2021. Edited.
  4. Kendra Cherry (9-12-2020), "The Preconscious, Conscious, and Unconscious Minds"، www.verywellmind.com, Retrieved 23-3-2021. Edited.
  5. Marisa Peer (6-6-2019)، "The Differences Between Your Conscious and Subconscious Mind", marisapeer.com, Retrieved 23-3-2021. Edited.
  6. ^ أ ب Saul McLeod (2015), "Freud and the Unconscious Mind"، www.simplypsychology.org, Retrieved 23-3-2021. Edited.
5739 مشاهدة
للأعلى للسفل
×