محتويات
كيف يكون الابتلاء في الدين؟
إنّ الله -سبحانه وتعالى- جعل الابتلاء اختباراً لعباده، ليميّز من آمن منهم ويرسخ الإيمان في قلبه، ومن لم يكن لقلبه نصيبٌ من الإيمان، وإن هذه الابتلاءات والمصائب منها ما يكون في مال الإنسان، أو في بدن وصحّة الإنسان، أو ما يكون في وطن أو مسكن أهل الإنسان، ومنها ما يكون في دين الإنسان، وهذا هو أخطر أنواع الابتلاءات.[١]
إنّ الابتلاء في الدين هو أعظم المصائب وأخطرها، وذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلّم- كان يدعو بذلك، حيث يقول: (ولا تَجْعَل مصيبتنا في ديننا)،[٢] وإن الابتلاء في الدين يكون على قسمين، وهما كما يأتي:[٣]
- يُبتلى المرءُ في دينهِ بالمعاصي، كأكل الحرام وارتكاب المنكرات والفواحش والخطايا والآثام.
- يُبتلى المرءُ بما هو أعظم من ذلك مثل الكفر والشرك والنفاق وما قارب ذلك، فهذا مهلكٌ للإنسان كإهلاكِ الموتِ للبدن.
بيان معنى الابتلاء
إنّ الابتلاء: هو اختبارٌ وامتحانٌ من الله -سبحانه وتعالى- ويكون بالسراء والضراء، والامتحان: هو بما يتعرض له المرء في الحياة الدنيا من الفتن، بالخير والشر، وهذا من سنن الله -تعالى- أن يبتلي الناس ليتبين المؤمن الطائع من المنافق العاصي، فهذه سنّة الله -سبحانه وتعالى- منذ خلق الخلق.[٤]
الآيات الواردة في الابتلاء
لقد ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تتحدث عن الابتلاءات والفتن التي تقع في الناس، ومنها ما يأتي:[٥]
- قال الله -تعالى-: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).[٦]
- قال الله -تعالى-: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).[٧]
- قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا* إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا* هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا).[٨]
- قال الله -تعالى-: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ* وَلَا يَسْتَثْنُونَ* فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ* فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ).[٩]
- قال الله -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ).[١٠]
فوائد الابتلاء من الله -تعالى-
- إنّ للابتلاء فوائد عظيمة يلتمسها المسلم في الدنيا والآخرة، ومنها ما يأتي:[١١]
- إنّ الله -سبحانه وتعالى- يبتلي عباده، ليذكّرهم به، ويرجعوا إليه قبل أن ينتهي أجلهم.
- أن الله -سبحانه وتعالى- يبتلي العباد، ليطهرهم من ذنوبهم، ويغفرهم لهم، ويدخلهم الجنة.
- عندما يبتلي الله -تعالى- المؤمنين يرفعهم درجات في الجنّة، ويجعلهم في عليين.
المراجع
- ↑ [عبد الرحيم السلمي]، كتاب تأصيل علم العقيدة، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3502 ، حسن.
- ↑ "خطيب المسجد الحرام: الابتلاء في الدين أعظم المصائب"، تواصل، صفحة 1-2. بتصرّف.
- ↑ "معنى الإبتلاء"، إسلام ويب. بتصرّف.
- ↑ "آيات عن البلاء والإبتلاء"، الألوكة. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:155-157
- ↑ سورة ال عمران، آية:186
- ↑ سورة الاحزاب، آية:9-11
- ↑ سورة القلم، آية:17-20
- ↑ سورة هود، آية:7
- ↑ [مجدي الهلالي]، كتاب كيف نحب الله ونشتاق إليه، صفحة 34. بتصرّف.