كيف يمكن إعادة بناء الحنجرة الرغامية؟

كتابة:
كيف يمكن إعادة بناء الحنجرة الرغامية؟

ما المقصود بإعادة بناء الحنجرة الرغامية؟

إعادة بناء الحنجرة الرغامية (Laryngotracheal reconstruction) هي عملية جراحية يجري فيها توسيع القصبة الهوائية الضيّقة عن طريق إزالة قطعة صغيرة من الغضروف الموجود في الأضلاع أو الغدّة الدرقيّة أو الأذن، ووضع الغضروف في الجزء الضيق من مجرى الهواء لتوسيعه بصورة دائمة، وينتج تضّيق القصبة الهوائية عن أسباب عدّة، أهمّها: العدوى، أو العيب الخَلقي، أو التعرّص لحادثة، أو الإصابة بمرض طويل الأمد يتطلب فتح القصبة الهوائية، أو التنبيب الرغامي؛ أي وضع أنبوب تنفُّس عبر القصبة الهوائية، مما يسبّب صعوبةً في التنفس، وفي الحقيقة إنَّ هذا النوع من العمليات الجراحية يُجرى في أغلب الأحيان للأطفال.[١]


ما هي دواعي إعادة بناء الحنجرة الرغامية؟

تهدف هذه العملية إلى تكوين مجرى هواء دائم ليتمكّن الطفل أو الشخص من التنفّس دون استخدام أنبوب التنفس، ويمكنها أيضًا تخفيف مشكلات الصوت والبلع، فمن أهم أسباب إجراء هذه العمليّة ما يأتي:[٢]

  • تضيّق مجرى الهواء: قد يحدث تضيّق مجرى الهواء بسبب عدوى أو مرض أو إصابة، لكن في الأغلب يكون بسبب التهيّج المرتبط بإدخال أنبوب التنفس الذي يسمّى التنبيب الرغامي عند الأطفال الذين يولدون بعيب خَلقي أو ولادةً مبكّرةً أو نتيجة إجراء طبي، ويمكن أن يشمل التضيّق عدّة مواقع، كالحبال الصوتية، أو تضيق القصبة الهوائية الموجودة أسفل الحبال الصوتية مباشرةً، أو الجزء الرئيس من القصبة الهوائية.
  • تشوّه صندوق الصوت الموجود في الحنجرة: هو من الحالات النادرة التي يحدث فيها نمو غير مكتمل للحنجرة عند الولادة، أو نتيجة نمو غير طبيعي للأنسجة في شبكة الحنجرة، وهو من الحالات التي تحدث عند الولادة، أو نتيجة تندّب من إجراء طبي، أو نتيجة الإصابة بالعدوى.
  • تلين القصبة الهوائية (tracheomalacia): يُشار إليه أيضًا بالتليُّن الرغامي، وهو حالة تحدث بسبب افتقار الطفل الرضيع لصلابة الغضروف في القصبة الهوائية، مما يصعّب الحفاظ على مجرى التنفّس ثابتًا ومفتوحًا، مما يسبب صعوبة التنفّس عند الرضيع.
  • شلل الأحبال الصوتية: هو حالة من الاضطراب الصوتي لا يتمّ فيه فتح أحد الأحبال الصوتية أو كليهما أو إغلاقهما بطريقة صحيحة، مما ينتج عنه إعاقة مجرى الهواء وصعوبة التنفّس، ويحدث هذا الاضطراب بسبب المرض، أو العدوى، أو جراحة سابقة، أو السكتة الدماغية، لكن في كثير من الأحيان يعدّ السبب غير معروف.


ما خطوات التحضير لعملية إعادة بناء الحنجرة الرغامية؟

التحضير للعملية يكون من خلال توقّف الطفل عن تناول الطعام أو الشرب في الساعات التي تسبق العملية الجراحية؛ منعًا لحدوث المضاعفات، فقد يزيد تناول الطعام أو الشراب قبل الجراحة من خطر حدوث مضاعفات خلالها، مثل استنشاق الطعام المهضوم جزئيًا إلى الرئتين، وقبل الجراحة أيضًا تُجرى العديد من الفحوصات، أهمّها:[٣]

  • الفحص بالمنظار: هو الفحص الذي يُجرى لتقييم شدّة ضيق مجرى التنفّس، ولتقييم دقيق لموقع مجرى التنفس، وقد يتم دمجه مع تنظير المعدة لفحص المريء والمعدة في حالة الارتجاع المريئي.
  • فحص وظائف الرئة: لتحديد وجود مشكلات في الرئتين، ولتحديد إذا ما كان الطفل قادرًا على الخضوع لمثل هذا النوع من العمليّات أو لا.
  • فحوصات التصوير المقطعي والرنين المغناطيسي: لتصوير الحنجرة والقصبة الهوائية والرّئتين بدقّة.
  • فحص عسر البلع: يُجرى لتقييم صعوبة عملية البلع أثناء تناول الطعام أو المشروبات.
  • فحص الصوت: هو فحص المشكلات الصوتية والتخطيط لعلاجها.
  • مراقبة درجة الحموضة في المريء: لتحديد إذا ما كان حمض المعدة يتدفّق إلى المريء والمجرى الهوائي أم لا.
  • مخطط النوم: هو فحص يحدّد وجود اضطرابات في النوم وارتباطها بمجرى الهواء.


ما هي إجراءات عملية إعادة بناء الحنجرة الرغامية؟

تعتمد إجراءات العملية على نوعها المُستخدَم، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:

  • إعادة بناء الحنجرة الرغامية من مرحلة واحدة (SSLTR): هي جراحة يجري فيها توسيع مجرى الهواء عن طريق وضع غضروف من الأذن، أو الغدة الدرقية، أو الضلع، وتتم بالإجراءات الآتية:[٤]
    • أثناء الجراحة: تتم إزالة أنبوب التنفس -أنبوب فغر الرغامي- إذا كان الطفل لديه واحد وستغلَق الفتحة هناك، ثم تبدأ العملية من خلال شق في الرقبة، كما يُجرى تصريف صغير في الرقبة للسماح للسائل والهواء بالتصريف بعد الجراحة، أما في حال اختيار غضروف من الأضلاع فسيتم شقّ الصدر للحصول على الغضروف ليوضع مكان مجرى الهواء ويساعد على التنفّس.
    • بعد الجراحة: يُوضَع أنبوب تنفّس من خلال الأنف، يحافظ على مجرى الهواء والغضروف في مكانه أثناء الشفاء حتى لا يتحرّك إلى أسفل، ثم يحدّد طبيب الأنف والأذن والحنجرة المدة التي يحتاجها أنبوب التنفس للبقاء في مكانه، ويُعطى الطفل الدواء للمساعدة على منع سحب أنبوب التنفس، ولإبقاء الطفل هادئًا ومرتاحًا.
  • إعادة بناء الحنجرة الرغامية مزدوجة المراحل: هي جراحة يجري فيها توسيع مجرى الهواء من خلال إدخال أجزاء من الغضروف مُشَكّلَة بدقة من الضلوع أو الأذن أو الغدة الدرقية إلى داخل القصبة الهوائية، مع اتباع الإجراءات الآتية[٣]
    • أثناء الجراحة: يوضَع الغضروف على الجدران الأمامية أو الخلفية للمجرى الهوائي أو في كلا المكانين، ويُترَك أنبوب فغر الرغامي في مكانه أسفل موقع جراحة إعادة البناء، وتوضع دعامة صغيرة في منطقة الغضروف فوق أنبوب فغر الرغامي.[٥]
    • بعد الجراحة: تستغرق هذه الجراحة 3-6 ساعات، ويبقى أنبوب فغر الرغامي في مكانه، وبعد أسبوع إلى أسبوعين يخضع الطفل لتنظير الحنجرة المجهري وتنظير القصبات لإزالة الدعامات.[٥]


نصائح للتعافي بعد عملية إعادة بناء الحنجرة الرغامية

يختلف العلاج والتعافي بعد الجراحة اعتمادًا على نوع الإجراء الذي خضع له الطفل أو الشخص؛ فقد يستغرق التعافي الكامل بضعة أسابيع إلى عدة أشهر، وغالبًا ما يبقى الشخص في المستشفى 7-14 يومًا تقريبًا بعد العملية، وتُجرى فحوصات تنظيرية منتظمة للتحقّق من شفاء مجرى الهواء، وقد يوصى بعلاج النطق للمساعدة في أي مشكلات في الصوت أو البلع.[٢]


مخاطر عملية إعادة بناء الحنجرة الرغامية

قد ينتج عن هذه العملية العديد من الآثار الجانبيّة، من أهمّها:[٣]

  • العدوى: هي من الآثار الجانبية لعمليات جراحية متعددة، ومن أهم أعراضها الاحمرار، والتورّم، وخروج إفرازات من الجرح، بالإضافة إلى حمى بدرجة حرارة 38 درجةً مئويّةً أو أعلى.
  • الاسترواح الصدري: يُعرَف أيضًا بانكماش الرئتين، وهة من المضاعفات النادرة، يحدث بسبب إصابة البطانة الخارجية أو غشاء الجنب أثناء الجراحة.
  • تحرُّك الدعامات: توضّع الدعامات أثناء الجراحة لضمان استقرار مجرى الهواء أثناء مرحلة الشفاء، أمّا في حال تحرُّك هذه الدعامات فقد تحدث عدّة مضاعفات، مثل: العدوى، أو الاسترواح الصدري، أو نُفاخ الرئتين الذي يحدث عندما يتسرّب الهواء إلى أنسجة الصدر أو الرقبة.
  • صعوبة التحدّث والبلع: قد يعاني الشخص من التهاب في الحلق أو تغييرات في الصوت بعد إزالة الأنبوب الرغامي أو بسبب الجراحة، ويمكن لاختصاصي النطق المساعدة في إدارة مشكلات التحدث والبلع بعد الجراحة.
  • الآثار الجانبية للتخدير: هي الآثار التي غالبًا ما تكون قصيرة المدّة، إلا أنَّها قد تستمرّ لأيام أحيانًا، ومن أهم الآثار الجانبية الشائعة للتخدير التهاب الحلق، والرعشة، والنعاس، وجفاف الفم، والغثيان، والاستفراغ.


المراجع

  1. "Laryngotracheal Reconstruction", hospitals.jefferson, Retrieved 16-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Laryngotracheal reconstruction", drugs, Retrieved 16-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Laryngotracheal reconstruction", mayoclinic, Retrieved 15-5-2020. Edited.
  4. "Single Stage Laryngotracheal Reconstruction (SSLTR)", cincinnatichildrens, Retrieved 16-5-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Laryngotracheal Reconstruction (LTR) — Double-Staged Repair", chop, Retrieved 16-5-2020. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×