محتويات
المرحلة بعد الولادة
تبدأ مرحلة النفاس بعد ولادة الطفل مباشرةً، وتنتهي عندما ييبدأ جسمك العودة إلى حالته السابقة ما قبل الحمل، وتستمر هذه المرحلة غالبًا مدةً تتراوح بين 6-8 أسابيع.[١]
تفضّل أغلب النّساء البقاء في المنزل بعد الولادة أكثر من المستشفى؛ إذ يشعرن بثقة وحريّة أكبر، وقد لا تحتاج المرأة إلى البقاء مدّةً أكثر من 24-48 ساعةً بعد الولادة إن لم تمرّ بأيّ مشكلات صحّيّة أخرى، وقد تشعر بعدّة تغيّرات جسديّة ونفسيّة وعاطفيّة، وهذا أمر طبيعيّ تمامًا، إذ تنتقل من مرحلة الحمل التي اعتادت عليها مدّة 9 أشهر إلى مرحلة الأمومة.[٢]
التغيرات في مرحلة ما بعد الولادة
لعلّ معظم هذه التغيّرات تحدث في الأسابيع الستّة الأولى ليبدأ الجسم بالتعافي وشفاء نفسه بنفسه، ومن أهمّ هذه التغيّرات ما يأتي:[٣]
- التخلّص من المياه الزّائدة في الجسم، والتي تجمّعت خلال الحمل.
- تقلّص الرّحم وعودته إلى حجمه السّابق.
- التقلّبات الهرمونيّة والعاطفيّة.
قد تكون هذه التغيّرات مزعجةً أحيانًا، لكن ما إن اعتادت عليها الأم ستغدو طبيعيّةً، ومن الضّروريّ معرفة الطبيعيّ من غيره للحصول على المساعدة الطبيّة اللازمة عند الضّرورة.[٣]
كيف يمكن العناية بالجسم بعد الولادة؟
لعلّ أهمّ ما تريد المرأة الحصول عليه بعد الولادة هو إنقاص الوزن، إلّا أنّه لن يحدث بين عشيّةٍ وضُحاها، ومن المهمّ التحلّي بالصّبر والقوّة في تلك المرحلة، وما إن يعطي الطّبيب صلاحيّة ممارسة التمارين يمكن حينها الانطلاق لممارسة بعض التّمارين الخفيفة لبضع دقائق يوميًّا، وزيادة المدّة تدريجيًّا مع الوقت.[٤]
ومن المهمّ التّأقلم مع كل ما يمرّ به الجسم من تغيرّات واختلافات، والتي قد تتضمن الآتي:[٥]
- ألم البطن: يحدث ألم البطن بسبب انكماش الرّحم وعودته إلى حجمه الأصليّ، وتزيد حدّته عند الإرضاع، وقد يساعد وضع الكمّادات السّاخنة على البطن في تخفيفه، وإذا تفاقم الشّعور بالألم يجب حينها مراجعة الطّبيب.
- الاكتئاب والإحباط: تعاني 70-80% من النّساء من تقلّبات المزاج ونوبات الحزن في الأسابيع القليلة الأولى بعد الإنجاب، ويعود سبب ذلك إلى التقلّبات الهرمونيّة التي تحدث في الجسم، وللأسف قد تتطوّر مشاعر الحزن هذه إلى اكتئاب ما بعد الولادة، فإن لم تتحسّن نفسيّة الأمّ خلال أسابيع يجب حينها مراجعة الطّبيب.
- الإمساك: تلجأ العديد من النّساء إلى تناول المسكّنات في المستشفى وبعد الخروج منها للسيطرة على الألم، والتي تسبّب بدورها إبطاء حركة الأمعاء والإمساك، ويمكن الوقاية من الإصابة بالإمساك من خلال الإكثار من شرب الماء، وتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، وإن استمرّ مدّة 4 أيام أو أكثر يجب حينها استشارة الطّبيب لوصف المليّنات.
- البواسير: التي تُصاب بها نسبة كبيرة من النّساء أثناء الحمل، أو أثناء الولادة نتيجة الضّغط والدّفع، ويجب أن تتقلّص البواسير مع مرور الوقت، وإلّا يجب استشارة الطّبيب.
- تغيّر مستوى الهرمونات: التي تعد مسؤولةً عن زيادة التعرّق في اللّيل، والحمّى، وتساقط الشّعر عند أغلب النّساء، وتكون هذه التغيّرات مؤقّتةً وسرعان ما تعود إلى طبيعتها.
- آلام في منطقة المهبل وما حولها: فقد تتمزّق هذه المنطقة أثناء الولادة، وقد يضطر الطّبيب إلى إحداث شقّ بين منطقة الشّرج والمهبل لتوسيع فتحة الولادة، ممّا يؤدّي إلى انتفاخ المنطقة وتوّرمها في ما بعد، ويستمرّ الألم عدّة أسابيع، ويمكن التخفيف من حدّته عن طريق الجلوس على كيس من الثّلج عدّة مرّات في اليوم مدّة 10 دقائق، خاصّةً بعد الذّهاب إلى الحمّام، وقد يصف الطّبيب مراهم وغسولات خاصّةً بالمنطقة، ويجب إخباره في حال استمرار الألم وتفاقمه.
- التهاب الحلمات والثديّين: خاصّةً في الأيّام الأولى من الرّضاعة، ويكون السبب جلوس الطّفل وإرضاعه بوضعية خاطئة، لذلك من المهمّ تغيير الوضعيّة واستشارة خبراء الرّضاعة.
- النّزيف والإفرازات المهبليّة: يتخلّص الجسم من الدمّ والأنسجة الزّائدة في مرحلة الحمل عن طريق إخراجها على شكل نزيف أو إفرازات مهبليّة، وتكون الإفرازات ثقيلةً في أوّل 10 أيّام، وتقلّ كمّيّتها بعد ذلك وتستمرّ مدّةً تصل إلى ستّة أسابيع تقريبًا، ومن المحتمل إخراج تجلّطات دمويّة في تلك المدة، لكن إن كانت كبيرة الحجم -أي أكبر من حجم عملة نقديّة- يجب حينها مراجعة الطّبيب.
- احتباس الماء: الذي يسبّبه ارتفاع هرمون الإستروجين في مرحلة الحمل، ويستمرّ الاحتباس مدّة أسبوع إلى 10 أيّام من بعد الولادة، ويتمثّل بحدوث تورّم في اليدين والسّاقين والقدمين.
كم تبلغ مدة الراحة اللازمة بعد الولادة؟
قد تكون الولادة صعبةً عند بعض النّساء وسهلةً لبعضهنّ، وقد تكون قيصريّةً أو طبيعيّةً، وفي كلتا الحالتين تستغرق بضع ساعات، إلّا أنّ الجسم يكون قد تعرّض خلالها لصدمة وتغيّرات عديدة مفاجئة، فيحتاج إلى مدّة طويلة للتعافي.[٣]
وقد يستغرق التّعافي والشفاء التام من الحمل والولادة عدة أشهر طويلة، إلّا أنّ معظم النّساء يشعرن بالتحسّن بعد 6-8 أسابيع، وتشعر المرأة في تلك المدّة أن جسدها قد انقلب عليها، لذلك فإن أفضل ما يمكن القيام به هو التأقلم مع الوضع الجديد والحصول على الراحة.[٣]
ما الأطعمة الواجب تجنبها بعد الولادة؟
لا بدّ من مراعاة النّظام الغذائي للأمّ بعد الولادة، خاصّةً إن كانت مُرضعًا؛ لكي لا تنتقل الأطعمة المُضِرَّة إلى الرّضيع من خلال الحليب، ومن أهمّ ما يجب تجنّبه ما يأتي:[٦]
- الكحول: اختلفت آراء العلماء في ما يتعلّق بشرب الكحول في مرحلة النّفاس، إلّا أنّه من المهمّ تجنّبها خوفًا على صحّة الطّفل.
- الكافيين: إذ إنّ شرب أكثر من 3 أكواب من القهوة أو الصودا في اليوم يزعج الطّفل ويمنعه من النّوم.
- بعض أنواع الأسماك: مثل سمك أبو سيف، وسمك القرش، وسمك القرميد، وسمك الإسقمري؛ وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من الزئبق، الذي يعدّ مادّةً سامّةً لكلّ من الأمّ والطفل في تلك المرحلة، ومن المهمّ معرفة أنّه قد تحتوي التّونا أيضًا على نسبة منخفضة من الزّئبق، فيجب عدم تناول أكثر من 6 أونصات منها في الأسبوع.
نصائح تسرع التعافي بعد الولادة
تعدّ هذه المرحلة مهمّةً جدًّا في حياة المرأة، إذ إنها تمضي أوقات ممتعةً في العناية بطفلها وبنفسها، وتعزّز علاقتها بمولودها الجديد، ولا بدّ من التكيّف مع هذه المرحلة وما ترافقها من تغيّرات وتحدّيات، خاصّةً إن كان أول طفل لها، وعلى الرّغم من أهميّة اعتناء الأم بطفلها، إلّا أنّه من الأهمّ الاعتناء بجسمها ونفسها، كي تتمكّن من البقاء إلى جانب طفلها بكامل قوّتها وطاقتها.[٤]
لهذا وُجِدَت إجازة الأمومة لتتيح الفرصة للأم للتأقلم مع الوضع الجديد، فمع حاجة الطفل إلى المراقبة طوال اليوم من إرضاع وتغيير وتنظيف ستحتاج الأم إلى وقت للرّاحة، ومن أهم ما يمكن القيام به للعناية بالجسم ما يأتي:[٤]
- الحصول على قسط كافٍ من الرّاحة: فالحصول على القدر الكافي من النوم أمر مهم لصحّة المرأة، وقد يكون الأمر صعبًا في البداية مع حاجة الطفل إلى الإرضاع كل ساعتين أو ثلاث ساعات، لهذا يمكن النوم عندما يخلد الطّفل إلى النّوم.
- طلب المساعدة: فمن المهمّ الحصول على المساعدة من الأهل والأصدقاء في هذه المرحلة التي يحتاج فيها الجسم للتعافي، وقد تكون المساعدة من خلال ترتيب المنزل، أو إعداد الطّعام، أو الاعتناء بالأطفال الآخرين، أو غيره.
- تناول الوجبات الصحيّة: إذ يعدّ الالتزام بنظام غذائيّ صحّي مهمًّا جدًّا في هذه المرحلة لصحّة كلّ من المرأة والرّضيع، ويكون ذلك بالإكثار من تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والسّوائل.
- ممارسة التّمارين الرياضيّة: يجب استشارة الطّبيب حول التمارين التي تساعد على إنعاش الجسم والحفاظ عليه ولا تُجهده في نفس الوقت، ويمكن البدء بالمشي حول المنزل حتّى الاعتياد على بعض التمارين.
المراجع
- ↑ Wendy Haaf (2016-4-29), "Everything you need to know about taking care of your postpartum body"، todaysparent, Retrieved 2020-8-6. Edited.
- ↑ "The New Mother: Taking Care of Yourself After Birth", stanfordchildrens, Retrieved 2020-8-6. Edited.
- ^ أ ب ت ث CINDY SCHMIDLER (2018-10-6), "Caring for Yourself After Vaginal Birth"، healthpages, Retrieved 2020-8-6. Edited.
- ^ أ ب ت Valencia Higuera (2016-12-20), "Recovery and Care After Delivery"، healthline, Retrieved 2020-8-6. Edited.
- ↑ "Recovering from Delivery (Postpartum Recovery)", familydoctor, Retrieved 2020-8-6. Edited.
- ↑ "New Mom’s Guide to Nutrition After Childbirth", webmd, Retrieved 2020-8-6. Edited.