محتويات
علاقة الآباء بالأبناء
تعتبر الأسرة أساس بناء المجتمعات، فهي البيئة التي تربي أجيالًا تميز بين الخطأ والصواب، وتعلِّمهم كيف يكون الفرد عنصرًا فعالًا ومؤثِّرًا في وطنه، لذا، وظَّفت العديد من الجهات التربويَّة تركيزها على علاقة الآباء بأبنائهم، وكيفيَّة توطيدها بالصورة الإيجابية المبنيَّة على المحبة والثِّقة، والتي تحثُّهم على التزام القوانين التي يتبعها أفراد الأسرة.[١]
ولتحقيق الرغبة في تقوية العلاقة مع الأبناء، وزيادة التفاهم والتواصل معهم، يجب عليك بذل الكثير من الجهد، واستغلال أوقات الفراغ لبناء التواصل الإيجابي، فالأبوَّة والأمومة ليست سهلة، بل إنَّها قد تكون أصعب وظيفة على وجه الأرض، غير أنَّ اللحظات التي يتواصل فيها الآباء مع أبنائهم هي واحدة من أسعد اللحظات في حياتهم، وهو ما يجعل مهمَّة الوالدين تستحق التضحيات فعلًا.[١][٢]
أهمية بناء علاقة إيجابية مع الأبناء
تكمن أهمية بناء علاقة إيجابيَّة مع الأبناء في العديد من الجوانب، من أبرزها:[٣]
- تطور الطفل، تعدّ العلاقة الإيجابيَّة المبنية على الحب والتفاهم مع الأبناء، أساسًا في تطوُّر الطفل، وانفتاحه على العالم من حوله، وتعلُّمه لكل ما هو جديد، لذا يعلم الطفل ما يحدث عند بكائه أو ضحكه، وكيف يميِّز الأشخاص الذين يكنون له الحب، ويتعلم ما إنْ كان العالم من حوله آمنًا، وغير ذلك الكثير.
- زيادة الثقة واستمرار التواصل مع الأبناء طوال مراحل حياتهم.[٢]
- تسهيل وظيفة الآباء، فالعلاقة القويَّة والإيجابيَّة بين الآباء والأبناء تزيد من مقدار التواصل فيما بينهم، والرغبة في سماع النصائح، والمُساعده على اتِّباع القوانين والتوجيهات.[٢]
- زيادة الثّقة مع الآباء، بزيادة رغبتهم بالحديث حول المشكلات التي يواجهونها مع الأصدقاء، أو في المدرسة.[٢]
كيف يمكن بناء علاقة قوية مع الأبناء؟
العديد من العادات التي قد يتبعها الآباء مع أبنائهم يمكنها بناء التواصل فيما بينهم، وتقوية العلاقة، ومن هذه العادات الإيجابية نذكر ما يأتي:[١][٣]
- اللعب والمزاح مع الأبناء: من الجيد جعل اللعب والمزاح جزءًا من الروتين اليومي، فهو يساهم في تعزيز التعاون عند الأبناء، إلى جانب دور الضحك في تحفيز الإندورفين ( Endorphins) والأوكسيتوسين (Oxytocin)، المهمان في التخفِّف من القلق والانزعاج.
- التواصل مع الأبناء قبل الانتقال: في بعض الحالات، يتوجَّب على الآباء الانتقال من وضع معين إلى آخر، وهو ما يستدعي الجلوس والتفاهم مع الأبناء قبل القيام بأيْ خطوة، وفهم رغبتهم في عدم التخلِّي عما يفعلونه في الوقت الحالي، ومساعدتهم على تنظيم أوضاعهم.
- السماح بالتعبير عن المشاعر: يجب على الأهل التعامل مع العواطف الهيَّاجة التي يبديها الطفل بكل رحبٍ صدر وتفهُّم، فمن المُمكن أنْ يُعبِّر الطفل عن مخاوفه بالغضب وإذراف الدموع، وهذا يستدعي منك تفهم الألم الذي يمرّ به الطفل، وإشعاره بالأمان.
- التمهل ومشاركة الطفل جميع اللحظات: يجب على الآباء جعل جميع المواقف والتفاعلات مع أبنائهم فرصة للتواصل، فبعض التصرفات العفويَّة التي تعبِّر عن الحب؛ كشمّ شعر الابن، والاستماع لضحكته، والنظر إلى عينيه، يجعل الطفل يُدرك تعلق والديه به، وهذا من شأنه تعزيز التواصل الإيجابي فيما بينهم.
- الحضور دائمًا: فالتواجد في جميع لحظات الطفل والتفاعل معه، وجعل ذلك عادة يومية، يساهم بصورة كبيرة في تقوية العلاقة معه.
- احتضان الابن: يجدر بالوالدين الاهتمام بعناق الطفل في جميع الأوقات، وجعلها عادة يوميَّة، سواءًا عند استيقاظه، أو خروجه من المنزل، أو عند خلوده إلى النوم، وعدم إغفال الابتسامة، والتواصل البصري معه.
- إغلاق الهاتف أثناء التفاعل مع الابن: ترك الهاتف أو إغلاق الموسيقى أثناء الحوار مع الابن تعدّ طريقة مجدية في التواصل، فهي تُشعر الطفل بالاهتمام والرغبة في سماع حديثه، وتُتيح الفرصة لانفتاح الطفل في التعبير عن ما يجول في خاطره.
- الاستماع والتعاطف: يجب على الوالدين الاستماع للطفل واحترام اهتمامه، والتفاعل معه، ورؤية الأشياء من منظوره، وهو ما يساهم فعلًا في تفسير بعض السلوكيات لدى الطفل، والمساعدة على ضبط العواطف قبل الانفعال والغضب.
- الالتزام بالوعود: سواءًا في حضور نشاط مدرسي ، أو الذهاب لمكانٍ معين، إذْ يجب على الوالدين فعل ما بوسعهم لتحقيق وعودهم، وهو ما يعلِّم الطفل الثقة، ويعزِّز علاقته بوالديه.
- وضع القواعد الأسرية الثابتة والعادلة: وهي عبارة عن قوانين واضحة حول كيفيَّة تعامل أفراد الأسرة مع بعضهم البعض، والذي يساعد على بناء الثقة بين الأبناء والوالدين، خاصةً وأنَّ طريقة المعاملة لا تتغيَّر.
- إخبار الطفل بأنَّك تحبه: بصرف النظر عن عمره، يجب أنْ تكون هذه عادة يوميَّه، فعلى الآباء إبراز حبهم للأبناء بالرغم على الرغم من عدم الرضا عن بعض التصرفات.[٢]
- دعوة الطفل باسم خاص أو لقب معين: يُستخدم ذلك لتعزيز العلاقة مع الأبناء، والتعبير عن محبتهم، ويمكن أيضًا استخدام كلمات السر أو الرموز للتفاهم مع الطفل دون التسبب بإحراجه.[٢]
- وضع طقوس خاصة وقت النوم: كقراءة كتاب أو سرد القصص، فهي من الأمور التي تُشعر الطفل بالأمان، وربما يكون وقت النوم هو اللحظة الوحيدة التي يتواصل فيها الآباء مع أبنائهم، فمن الجيد استغلالها بالتواصل الإيجابي الهاديء.[٢]
- تعليم الطفل الأمور الروحانية والإيمان: من الضروريّ فتح باب الحوار مع الطفل وإخباره حول المعتقدات والأمور الروحانيَّة، واستقبال تساؤلاته والإجابة عنها بكل مصداقيَّة.[٢]
- السماح للأبناء بتقديم المساعدة: طلب المساعده من الأبناء ومشاركتهم في المهام المنزلية تعدّ فرصةً للتقارب بين الآباء والأبناء، إذْ يشعر الطفل بالقوة أثناء تقديمه يد المساعده في الأمور المختلفة، ولا يقتصر الأمر على المساعده الفعليَّة، فسؤال الطفل عن رأيه في أمرٍ ما والأخذ به، يعتبر أيضًا من التصرفات الإيجابيَّة التي يقوم بها الآباء بهدف تقوية علاقتهم بالأبناء.[٢]
- قضاء الوقت مع كل ابن على حدة: من الجيد انتهاز الفرصة للتواصل مع الأبناء بصورة فردية، كالذهاب مع الابن في نزهة قصيرة، أو مشاهدة فيلم معًا.[٢]
- احترام خيارات الطفل: إذْ يسعى الأطفال إلى بناء الشخصيَّة المستقلة في سنٍّ مبكرة، لذا يمكن للآباء المساعدة في ذلك من خلال تعزيز مهارات اتِّخاذ القرار لدى الطفل، ودعم قراراته، فاختلاف وجهات النظر ليست دائمًا مشكلة، خاصَّة في الأمور البسيطة، كاختيار ألوان الملابس مثلًا.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت Laura Markham (2017-06-26), "10 Habits to Strengthen a Parent-Child Relationship", psychologytoday, Retrieved 2020-09-18. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز Robin McClure, "How to Strengthen Parent-Child Relationships", verywellfamily, Retrieved 2020-09-18. Edited.
- ^ أ ب "Positive relationships for parents and children: how to build them", raisingchildren, Retrieved 2020-09-18. Edited.