تعريف تفسير الأحلام
قبل تعريف تفسير الأحلام علينا التفريق بين أربعة مصطلحات وهي:
- التأويل
هو تفسير إشارات واستلهام معاني من مفردات وحوادث ووقائع، مما لا يخضع للمعايير التفسيرية المُحكمة التي لا يملك المُفسِّر فيها حق الخروج عن مُقتضى الدلالات اللغوية، ويغلب عليه جانب الإلهام المُعتمد على قوى عقلية أو على قوة روحية متميزة.[١]
- التعبير
مختص بتفسير الرؤيا، وهو العبور من ظواهرها إلى بواطنها وهو أخصُّ من التأويل، فإنَّ التأويل يقال فيه وفي غيره.[٢]
- التفسير
توضيح جلي وبيان واضح لمعاني المُفردات، ويخضع المُفسِّر لضوابط لُغوية، بحيث لا يملك المُفسِّر أن يخرج عن إطار الدلالة اللغوية.[٣]
- الحلم
ما يراه الإنسان في المنام ويَغلُب عليه ما يراه من الشرِّ أو الشيء القبيح وهو من الشيطان.[٤]
- الرؤيا
ما يراه الإنسان في المنام ويغلب عليه ما يراه من الخير والشيء الحسن، وهي من الله -تعالى-.[٤]
وبناءً على ما سبق يمكن تفسير الأحلام بأنّه: شيء يَكسبه المُعبّر حسب فهمه أو بالتمرن، وهو على شقين:[٥]
- أحدهما؛ الكشف غالباً عما يُؤّول إليه الحلم مما تطلبه النفس وما تميل إليه، مع مؤثرات من العقل الباطن وأحوال الجسم من تعب وضغط وتخمة.
- وثانيهما؛ محاولة للعبور إلى باطن الرؤيا إن كانت صالحة، لأنَّها قد تكون نوعاً من الإخبار بالغيب، وهي جزء من النبوة.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الرؤيا ثلاثة: منها تهاويل من الشيطان ليحزن ابن آدم ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة)،[٦] وعرَّف الخالدي الحلم بقوله: هو ردّ صورته الظاهرية المنامية، إلي حقيقته المادية الواقعية، ورجوع به إلى حقيقته، وانتهاء به إلى نهايته الحسية، وبيان انطباقه على الواقع، وذكر مآله ومصيره.[٧]
ضوابط تفسير الأحلام
لا شكَّ بأنَّ تفسير الأحلام علم اجتهادي لا يُجزم به، ويحتاج إلى المرونة، بالإضافة إلى المَلَكة والحذق، وله قواعد وضوابط منها:[٨]
- أن يكون التأويل على المحمل الحسن.
- أن يذكر العوامل التي تُخرجه من الضرر المتوقع.
- أن ينظر في حال الرائي وزمانه ومكانه.
- أن يتيقن بأنَّ التفسير هو علم ظني لا يقيني.
- أن يعلم بأنَّ رؤياه قد تكون له وقد تكون لغيره.
- أن يتوقع بأنَّ المنام قد يُفسر بعكسه.
مثال على ذلك تأويل من رأى أنَّه يؤذن على منارة؛ فيحتمل أنّه يُرجى له الحج لقوله -تعالى-: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ)،[٩] ومن رأى أنّه أذنَّ في قافلة فإنّه يُسرق لقوله -تعالى-: (ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ)،[١٠] ومن أذنَّ في بريَّة أو مُعسكر فهو جاسوس لقوله -تعالى-: (فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ).[١١]
أهم كتب تفسير الأحلام
- تفسير الأحلام الكبير لأبو سعد الواعظ.
- منتخب الكلام في تفسير الأحلام لمحمد بن سيرين البصري.
- تعطير الأنام في تعبير المنام لعبد الغني النابلسي.
- الإشارات في علم العبارات لابن شاهين.
- البدر المنير في علم التعبير وشرحه للإمام الشهاب العابر الحنبلي.
المراجع
- ↑ محمد فاروق النبهان، المدخل إلى علوم القرآن الكريم، صفحة 71.
- ↑ زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري، التوقيف على مهمات التعاريف، صفحة 99.
- ↑ محمد فاروق النبهان، المدخل إلى علوم القرآن الكريم، صفحة 71.
- ^ أ ب أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري، معجم الفروق اللغوية، صفحة 198.
- ↑ محمد محمود الحجازي، التفسير الواضح، صفحة 161. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع الصغير وزياداته، عن عوف بن مالك، الصفحة أو الرقم:3534، الحديص صحيح.
- ↑ صلاح عبد الفتاح الخالدي، التفسير والتأويل في القرآن، صفحة 49.
- ↑ أحمد بن عبد العزيز قشوع (1435)، تأملات في رؤيا يوسف عليه السلام (الطبعة 1)، جدة:مكتبة الملك فهد الوطنية، صفحة 36. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية:27
- ↑ سورة يوسف، آية:70
- ↑ سورة التوبة، آية:5