كيف يمكن حماية ابني المراهق من التدخين

كتابة:
كيف يمكن حماية ابني المراهق من التدخين

التدخين

يُعدّ التدخين من الظواهر الأكثر انتشارًا في العالم، والتي بمجرّد أن يبدأ الشخص بها يصبح من الصعب التوقف عنها، إذ إنّ التدخين يجعل كسرها صعبًا عادة؛ كون التبغ يحتوي على مركب النيكوتين الكيميائي، والذي يسبب الإدمان كما هو الحال مع الهيروين وأدوية الإدمان الأخرى، كما أنّ الجسم والدماغ يعتادان على النيكوتين الموجود في السجائر خلال وقت قصير، وعند الانقطاع عنه يسبب إرباكًا للشخص ليشعر بأنّه ليس طبيعيًا إلّا إذا أخذ جرعة من النيكوتين. ويدخّن الأشخاص لأسباب مختلفة؛ كأن يبدو أحد أفراد الأسرة يدخّن، وغالبًا ما يبدأ الأشخاص بالتدخين قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة، ويعتقد بعضهم أنّ السجائر الإلكترونية لا تشكّل الضرر نفسه للسجائر العادية، والحقيقة أنّ كلا النوعين من السجائر يسبب الضرر نفسه وربما أكثر[١].


تأثير التدخين في نمو الدّماغ

ظاهرة التدخين من الظواهر الأكثر انتشارًا في العالم -كما ذُكِر في بداية المقال-، وبالتحديد بين اليافعين، إذ إنّه -على سبيل المثال- في الولايات المتحدة الأمريكية تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أنّ نصف الطلاب في عمر البلوغ، وبالتحديد طلاب المدارس في الثانوية جرّبوا التبغ لمرّة واحدة في حياتهم، وهذا يشكّل خطرًا كبيرًا على أجسامهم، وبالتحديد الدّماغ، حيث الدّماغ في هذا العمر ما زال يتطوّر وينمو، -وعلى سبيل المثال- تتطوَّر مناطق السلوكيات الاجتماعية والجنسية بالكامل في سن مبكّرة بالتزامن مع سن البلوغ، لكنّ المناطق المسؤولة عن السيطرة المعرفية على السلوك تمتد إلى مرحلة الشباب، ويشير الأطباء إلى أنّ التدخين أثناء مرحلة البلوغ يزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية والضعف الإدراكي، ويؤثر التدخين والنيكوتين الموجودة فيه في نمو الدّماغ بشكل كبير، وبالتحديد المنطقة المسؤولة عن الانتباه والذّاكرة والتعلم ومرونة الدماغ.[٢]

كما وجد الباحثون أنّ التدخين يؤثر في السلامة الهيكلية لمناطق الدّماغ تحت القشرية، ووجدوا أنّ الأشخاص المدخنين يفقدون حجم الدّماغ المرتبط بتقدم العمر أكثر من غيرهم، كما أنّ المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية أكثر من غيرهم.[٣]


تأثير التدخين في جسم اليافع

لا يقتصر تأثير التدخين على دماغ اليافع فحسب، إنّما يشمل التأثير سلبًا بالطبع كل أجهزة الجسم، وتتضمن تأثيرات التدخين في جسم اليافع ما يأتي:[٤]

  • انخفاض اللياقة البدنية: يقلل التدخين من كفاءة عمل الرئتين ونموها، كما أنّه يسبب ضيق التنفس والسعال والصفير وزيادة في ظهور البلغم.
  • أمراض القلب المبكرة: يؤدي التدخين إلى إتلاف القلب والأوعية الدّموية، وهذا يزيد من خطورة الإصابة بأمراض الشرايين والقلب.
  • سوء صحة الفم: يعاني المدخنون من اصفرار الأسنان ورائحة الفم الكريهة ومشكلات الفم الأخرى.
  • تلف الجلد: يتسبب التدخين في إتلاف الجلد في أوقات مبكّرة، ويسبب ظهور التجاعيد.


علامات تدخين اليافعين

بدأ أغلب الأفراد البالغين التدخين في مرحلة الطفولة، وهذا أمر خطير، والوالدان يساعدان أبناءهما في هذه المرحلة لتجنب التعلق بالتدخين، وتوفير سبل المساعدة بعد معرفة العلامات التي تدل على أنّ الطفل قد دخّن، وتُبيّن هذه العلامات في ما يأتي:[٥]

  • رائحة الفم الكريهة: عندما يعاني الابن من انبعاث رائحة نفس الدخان أو يحاول باستمرار إخفاء الراحة عبر مضغ العلكة أو تناول النعناع؛ فقد يدلّ ذلك على تدخينه.
  • اصفرار الأسنان: يُعدّ اصفرار الأسنان علامة مؤكدة على تدخين الطفل، كما تنبغي الإشارة إلى أنّ اصفرار الأسنان لا يزول عند تنظيفها بمعاجين الأسنان أو استخدام غسولات الفم، إذ لا تُكافح الآثار السلبية للتدخين.
  • السعال المزمن وبحة الصوت وتهيج الحلق: فكلها دلالات على تدخين اليافع وبشكل منتظم.
  • الانفعال: يصبح اليافع المدخن منفعلًا بشكل كبير، وهذا يسبب خروجه وحده لبضع دقائق وهو متدايق، وتُلاحَظ عودته إلى طبيعته بعد العودة للمنزل، وهذه دلالة على أنّه خرج للتدخين؛ إذ إنّه عندما يبدو الشخص مدمنًا على النيكوتين تصبح انفعالاته أكثر حدّة وشدّة، كما أنّه يصبح منفعلًا عندما يحتاج إلى تدخين السيجارة.

تشير الأعراض السابقة جميعها إلى أنّ اليافع يدخّن، وينبغي أن تبدو ردود الفعل من الوالدين محسوبة ومدروسة لإيصال أضرار التدخين لليافع، وإقناعه بالتخلي عن هذه العادة الضارة، ويُستعان بطبيب اختصاصي للمساعدة في علاج الابن اليافع وتركه للتدخين.


حماية اليافعين من التدخين

في معظم الأحيان يبدأ اليافعون بتجربة التدخين ببراءة تامة وبعيدة كل البعد عن الإدمان، لكنّ نسبة كبيرة منهم يستمرون بهذه التجربة بعد أن نالت إعجابهم ظنًا بهم بأنّها تزيد من ثقتهم النفسية؛ كونهم أصبحوا يقلدون الكبار بالتدخين، وقد يصبح التدخين مشكلة طويلة الأمد، ولحماية الأب والوالدين طفلهم اليافع من الإقدام على خطوة التجربة أو الاستمرار بها تُتبَع بعض النصائح المهمة التي تعطي نتائج ملحوظة تجاه هذه المشكلة، ومنها ما يأتي:[٦]

  • القدوة الصالحة: حيث التدخين أكثر شيوعًا عند اليافعين الذين يدخن آباؤهم، فعند الرغبة في حماية الابن اليافع من التدخين يجب على الأب أو الأم الإقلاع عنه أولًا، وفي حال عدم القدرة عن الإقلاع عبر الوالدين يجب الحرص الشديد على عدم التدخين أمامهم وضرورة عدم ترك أي أدوات تختص بالتدخين، أو تذكّر به على مشهد من أعينهم مع توضيح الوالد المدخن لليافع مدى الشعور بالحزن من جرّاء التدخين، وكيف أنّه من الصعب الإقلاع عنه، وأنّه سوف يحاول الاستمرار في الإقلاع عنه من أجل الحفاظ على صحته وصحة من يحب.
  • معرفة الدافع وراء التدخين وفهمه: في بعض الأحيان قد يبدو تدخين اليافع تمردًا أو طريقة لتقليد جماعة أو أصدقاء معينين، أو قد يدخن اليافعون؛ كي يشعروا بأنّهم منفتحون ومتحررون، بالإضافة إلى شعورهم بالثقة بالنفس والاستقلالية، وسؤال الأب ابنه اليافع عن مدى معرفته بالتدخين أو إن كان أحد أصدقائه والمقربين له يدخّن سواء تدخين السجائر العادية أو الإلكترونية، والتحدث إلى الابن عن الطرق التي تتبعها الشركات المصنعة للتبغ لمحاولة التأثير في الأفكار لوقوعهم في مرحلة الإدمان وعدم القدرة على تركه، والتخلي عنه أمر مفيد وذو نتائج جيدة لحماية اليافع من التدخين، فعلى سبيل المثال، يُعدّ أفضل الأوقات للحديث عن هذا الموضوع عند مشاهدة إعلانات تلفزيونية لشركة تبغ معينة أو من خلال رؤية الإعلانات المصورة في الشوارع والأسواق.
  • قل لا: في كل الأحوال وعند الشعور بتأكيد رغبة الابن بالتدخين يجب أن يسمع كلمة تدل على رفض تدخينه، والتعبير عن رأي الوالدين بعدم السماح له بالتدخين، أو استخدام السجائر الإلكترونية فقد يبدو الكلام الصريح من أفضل الطرق لحمايته من الإقدام على هذه التجربة.
  • التذكير بضرورة الحرص على مظهره الخارجي: ذلك من خلال تذكير الابن بأنّ التدخين يسبب رائحة كريهة في الفم، بالإضافة إلى رائحة الملابس والنفس والشعر، بالإضافة إلى تأثيره في لون الأظافر والأسنان ليحول لونها إلى الأصفر، كما أنّه يسبب السعال المزمن عند الاستمرار به لمدة طويلة.


المراجع

  1. : Elana Pearl Ben-Joseph, MD (2019-9-), "Smoking"، kidshealth, Retrieved 2020-5-1. Edited.
  2. Rajiv Bahl (2018-8-23), "From E-Cigs to Tobacco: Here’s How Nicotine Affects the Body"، healthline, Retrieved 2020-5-2. Edited.
  3. Sara Lindberg (2019-8-23), "What You Need to Know About Smoking and Your Brain"، healthline, Retrieved 2020-5-3. Edited.
  4. Larrymuels, PhD (2015-4-1), "You and Your Teen and Smoking"، gethealthystayhealthy, Retrieved 2020-5-2. Edited.
  5. rileychildrens staff (2014-12-15), "4 Signs Your Teen is Smoking"، rileychildrens, Retrieved 2020-5-4. Edited.
  6. "Tween and teen health", mayoclinic,2019-11-11، Retrieved 2020-5-1. Edited.
3175 مشاهدة
للأعلى للسفل
×