كيف يمكن علاج التأتأة؟

كتابة:
كيف يمكن علاج التأتأة؟

التأتأة

هي اضطراب في التحدّث والأنماط الطبيعية للكلام يتمثّل في تكرار نطق بعض الكلمات أو المقاطع أو العبارات أو إطالتها، أو التوقف التام عن إخراج أيّ كلمات أو أصوات، وهي مشكلة شائعة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 5 سنوات، إذ تُعدّ جزءًا من تعلّم استخدام اللغة وتجميع الكلمات، وغالبًا ما يتغلّب الطفل على هذه المشكلة من تلقاء نفسه، لكنّها قد تستمر لأوقات طويلة، وقد تصبح حالة مزمنة وطويلة الأمد، مما يتسبب في الإصابة بالكثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية للفرد.[١][٢]


كيف يُعالَج المصاب بالتأتأة؟

على الرغم من أنّ العديد من الأبحاث العلمية والطبية درست العلاجات الدوائية لحالات التأتأة، لكن لم تُثبت فاعلية أيٍّ منها؛ لذلك لا يوجد دواء يُعالج التأتأة تمامًا، وإنّما يعتمد العلاج على جلسات علاج خاصة بكلّ فرد على حدة؛ نظرًا لاختلاف الاحتياجات الفردية والمشكلات، وقد لا تقضي جلسات العلاج على التأتأة بشكلٍ كامل، ولكنّها تُحسّن طلاقة الكلام، وتطوير التواصل الفعّال، ومن ضمن أساليب العلاج ما يأتي: :[٣]

  • علاج التخاطب: لتنفيذ هذا العلاج يُعلَّم الفرد إبطاء سرعة الكلام، وملاحظة وقت التأتأة، وإكسابه مهارات التحدّث إلى أن يستطيع التحدث بشكل أكثر طبيعية.
  • الأجهزة الإلكترونية: يوجد العديد من الأجهزة الإلكترونية المتاحة لتعزيز الطلاقة؛ كالأجهزة التي تتطلّب إبطاء سرعة الحديث، وإلّا سيبدو الصوت مشوّهًا.
  • العلاج السلوكي المعرفي: نوع من أنواع العلاج النفسي، الذي يساعد في تعلّم تحديد طرق التفكير التي تزيد التأتأة شدة وتغيّرها، كما يعالج مشكلات الثقة بالنفس أو القلق أو التوتر المرتبطة بالتأتأة.


كيفية التخلّص من التأتأة في المنزل

يلعب أفراد العائلة دورًا كبيرًا في دعم المصاب بالتأتأة، ومساعدته في تجاوز هذه المشكلة، لا سيّما إذا كان الشخص المصاب طفلًا، وما زال في عمرَي النمو والتطور وبناء الشخصية، وتوجد مجموعة من التدابير المنزلية التي ينبغي للوالدين وأفراد الأسرة تطبيقها لمساعدة الطفل المصاب، ومن ضمن هذه التدابير:[٤][٥]

  • توفير بيئة مريحة في المنزل.
  • تخصيص وقت كافٍ للتحدث إلى الطفل، والتحدّث ببطء إليه، مما يساعده في التحدث ببطء وتَرَوٍّ.
  • تشجيع الطفل على التحدّث عن موضوعات ممتعة وسهلة، وتخليصه من الخجل والحرج.
  • التركيز على ما يقوله الطفل، والمحافظة على التواصل البصري معه.
  • تجنّب التصحيحات أو الانتقادات.
  • تجنّب التفاعل بطريقة سلبية مع كلام الطفل، ومدحه على الكلام الصحيح.
  • عدم مقاطعة الطفل أثناء تحدّثه.
  • الانتظار حتى يقول الطفل الكلمات أو الجمل، وعدم قولها بدلُا منه، وتجنّب الطلب منه بأن بتحدّث بدقة أو بشكل صحيح.
  • التحدّث بصراحة عن التأتأة إذا طرح الطفل الموضوع.
  • إخبار معلمي الطفل بوضعه، وطلب مساعدتهم في توفير بيئة مدرسية مقبولة وخالية من التنمر.


ما أعراض التأتأة؟

قد تتضمن حالات التأتأة ظهور مجموعة من العلامات، ومن ضمنها الآتي:[١][٣]

  • صعوبة البدء في نطق الكلمات أو العبارات أو الجمل.
  • مدّ نطق الكلمات أو الأصوات داخل الكلمات أو إطالتها.
  • تكرار الأصوات أو المقاطع أو الكلمات.
  • الصمت القصير بين بعض المقاطع أو الكلمات، أو التوقف في أثناء نطق الكلمة، وإخراج كلمات متقطعة.
  • إضافة كلمة أو أصوات إضافية؛ مثل: "اممم" في حال صعوبة الانتقال للكلمة التالية.
  • فرط توتر الوجه أو الجزء العلوي من الجسم لإخراج كلمة، ويتمثّل في فرط الحركة أو التيبس.
  • حركات لا إرادية في الوجه؛ كحركات الرأس السريعة والمتكررة، أو رعشة الشفتين أو الفك، أو طرف الجفنين سريعًا.
  • محدودة القدرة على التواصل بفاعلية.
  • القلق من الكلام.


ما أسباب وعوامل خطر الإصابة بالتأتأة؟

لم تُعرف الأسباب الرئيسة للتأتأة، لكن استطاع العلماء تحديد بعض العوامل التي تسبب الإصابة بالتأتأة، ومن ضمنها:[١]

  • العوامل النفسية، التي قد تجعل التأتأة أشدّ بالنسبة للأشخاص الذين يعانون بالفعل منها، ولا تُعدّ من الأسباب الرئيسة لحدوثها، فعلى سبيل المثال، للتوتر والقلق والحرج الذي يشعر به الشخص المصاب بالتأتأة تأثيرات تفاقم المشكلة وتزيد التأتأة.
  • الاضطرابات العصبية التي تؤثر في حركة الإشارات العصبية بين الدماغ والأعصاب والعضلات المسؤولة عن التحدث، وهذه الحالة تُسمّى بالتأتأة العصبي، وهذه الاضطرابات تؤثر في الأطفال والبالغين، ومن ضمن الأسباب التي تؤدي إلى التأتأة العصبي:
    • السكتة الدماغية.
    • الصدمات والحوادث التي تؤثر في الرأس.
    • جلطات الدم الإقفارية؛ هي تجلطات دموية مؤقتة تؤثر في تدفق الدم إلى الدماغ.
    • الأورام.
    • التهاب السحايا.
    • الأمراض التنكسية؛ مثل: مرض باركنسون.

كما توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالتأتأة، ومن ضمنها:[١]

  • تاريخ العائلة المرضي: إذ تزيد فرص الإصابة بالتأتأة عند وجود إصابات سابقة بين أفراد العائلة.
  • العمر: يزداد احتمال استمرار التأتأة لدى الأطفال الذين تبدأ أعراض التأتأة لديهم في عمر 3 سنوات أو أكثر، وكلّما طالت مدة التأتأة زاد احتمال أن تصبح المشكلة طويلة الأمد.
  • وقت بدء التأتأة: غالبًا ما تتوقف التأتأة في غضون عام أو عامين من تلقاء نفسها لدى ثلاثة أرباع الأطفال المصابين تقريبًا.
  • الجنس: إذ إنّ حالات التأتأة أكثر شيوعًا لدى الذكور أكثر من الإناث.


ما مضاعفات التأتأة؟

قد تتسبّب حالات التأتأة في الإصابة بمجموعة من المضاعفات التي تؤثّر في الحياة الطبيعية للفرد، ومن ضمنها:[٣][٤]

  • انخفاض مستوى الثقة بالنفس واحترام الذات.
  • التعرّض للتنمر أو المضايقة عبر الآخرين.
  • محدودية المشاركة في بعض الأنشطة، لا سيّما الأنشطة الجماعية.
  • الشعور المستمرّ بالقلق بشأن التحدث إلى الآخرين، وتجنّب التحدث، أو تجنّب المواقف التي تتطلب التحدث.
  • ضعف الأداء المدرسي، أو الأداء المهني في العمل.
  • الرهاب الاجتماعي، ومشكلات التواصل مع الآخرين.


كيفية تشخيص التأتأة

لا توجد فحوصات طبية أو مخبرية لتشخيص الإصابة بالتأتأة، بل تُشخّص عن طريق التحدث إلى اختصاصي أمراض النطق واللغة ومناقشة الأعراض معه، وتقييم درجة التأتأة التي يُعاني منها الشخص.[٦]


التأتأة ومراجعة الطبيب

تقلّل المساعدة المبكرة من فرص استمرار التأتأة، لا سيّما عند الأطفال، فيُنصح الوالدان بالانتباه للأعراض التي تظهر على الطفل مبكرًا، ومراجعة الطبيب الاختصاصي فورًا، لا سيّما عند حدوث أيّ من الأفعال الآتية:[٥][٧]

  • وجود تاريخ مرضي في العائلة؛ أي وجود حالات سابقة من التأتأة بين أفراد العائلة.
  • استمرار التأتأة الطفل لمدّة 6-12 شهرًا أو أكثر.
  • استمرار التأتأة لدى الطفل بعد تجاوزه عمر الخمس سنوات.
  • بدء التأتأة لدى الطفل في وقت متأخر؛ أي بعد عمر 3 سنوات ونصف.
  • تطوّر حالة التأتأة لدى الطفل.
  • توتر الطفل عند الحديث أو بذل جهد للتحدث، وظهور الحركات اللاإرادية على وجهه وجسمه.
  • تجنّب الطفل للكلام، والبقاء صامتًا لمدّة طويلة، أو محاولته تجنّب المواقف التي تتطلب التحدث.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Tim Newman (2017-12-21), "Stuttering: All you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  2. "Stuttering ", webmd, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Stuttering", mayoclinic, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  4. ^ أ ب "Stuttering in Children", stanfordchildrens, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  5. ^ أ ب "Stuttering", kidshealth, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  6. Rachel Nall (2019-1-16), "Stuttering"، healthline, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  7. "Stuttering ", asha, Retrieved 2020-6-21. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×