كيف يمكن علاج الحزاز الساطع؟

كتابة:
كيف يمكن علاج الحزاز الساطع؟

أمراض الجلد

يغطِّي الجلد كامل الجسد كوْنه أكبر الأعضاء حجمًا ووزنًا؛ فهو يحميه من الميكروبات، ويمنع العدوى، كما يساعد على الاحتفاظ بالسوائل، ومنع الإصابة بالجفاف، وتصنيع فيتامين (د) عند التعرُّض للشمس، والمُحافظة على درجة حرارة الجسم، والشعور بالحرارة والبرودة والألم.[١]

ويُعد مظهر الجلد ونعموته وخُلوِّه من العيوب محطّ اهتمام الأفراد الذين يسعوْن دائمًا للمُحافظة على الجانب الجماليّ لأجسادهم، ولا يتوقف الأمر على ذلك، فالاهتمام بالجلد يُجنِّب الفرد العديد من المشكلات التي ينجم عنها ظهور الأعراض المُزعجة، كالاحمرار، والحكَّة، والانتفاخ، والطفح، والشرى، والتي تحدث بسبب التهيُّج، أو الحساسيَّة، أو الالتهاب، أو المشكلات المناعيَّة، أو الاضطرابات الجينيَّة.[١]

وسنلقي الضوء في هذا المقال على نوع من الأمراض النادرة التي تُصيب الجلد، ويتميز بالعديد من الخصائص، وسنتعرف على كيفيَّة علاجه والتعامل معه.[٢]


ما هو الحزاز الساطع؟

يمكن تعريف الحزاز الساطع (Lichen nitidus) بأنَّه واحد من أمراض الجلد الالتهابيَّة غير الشائعة، يظهر عادةً على شكل نتوءات صغيرة بلون الجلد، وهو من المشكلات التي لا تسبِّب الضَّرر أو الإزعاج، وعادةً ما يزول من تِلقاء نفسه خلال مدّة لا تتجاوز العام، ويعزى سبب تسمية الحزاز الساطع بهذا الاسم إلى اللَّمعان الذي يُمكن ملاحظته على النتوءات الصغيرة في مُعظم الحالات.[٣][٢]

وتجب الإشارة إلى أنَّ هذه المشكلة الصحيَّة ليست معديةً؛ لذا لا تنتقل من فرد إلى آخر، كما أنَّها لا تتطوَّر وتسبِّب سرطان الجلد.[٤]


كيف يمكن علاج الحزاز الساطع؟

كما ذكر سابقًا تزول مشكلة الحزاز الساطع في مُعظم الحالات من تِلقاء نفسها دون تدخل علاجي خلال مدّة لا تتجاوز العام، كما أنَّها غالبًا لا تترك آثارًا أو ندبات على سطح الجلد، لكنْ قد تظهر حاجة إلى اللجوء للعلاج عند وجود ما يستدعي القلق حول مظهر الجلد، أو في الحالات التي يسبِّب فيها الحزاز السَّاطع الحكة في الجلد، وفي ما يأتي عدد من الخيارات العلاجيَّة التي يُمكن اللجوء إليها:[٥]

  • العلاج بالضوء: إذْ تُستخدم أنواع معيَّنة من الأضواء لعلاج الحزاز الساطع، فقد يلجأ الطبيب إلى استخدام حزمة ضيقة النطاق من الأشعة فوق البنفسجية B، أو ضوء الأشعة فوق البنفسجية A الذي يخترق طبقات الجلد عميقًا، وعادةً ما يُستخدم لزيادة حساسية الجلد للأشعة فوق البنفسجية A نوع معيَّن من الأدوية، لكنْ يوصَى بعد الخضوع للعلاج بالضوء بتجنُّب التعرُّض لأشعة الشمس لعِدَّة أيام، مع ضرورة ارتداء النظارات الشمسيَّة التي تساعد على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية لحماية العينين أيضًا.
  • الريتينويد (Retinoid): يتوفّر هذا الدواء على شكل علاج فموي أو موضعي، وهو النسخة المصنَّعة من فيتامين A، الذي قد يسبِّب تهيج الجلد في حال استخدامه موضعيًّا، غير أنَّ أعراضه الجانبيَّة لا تُشبه تلك الأعراض الناتجة عن استخدام الكورتيكوستيرويدات، كما يجدر بالمرأة الحامل أو التي تخطِّط للحمل تجنب استخدام الريتينويد؛ لما قد يسبِّبه من تشوُّهات للجنين.
  • الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids): تُستخدَم هذه الأدوية عادةً لتخفيف الالتهاب، لذا قد يُساعد استخدامها في حالات الالتهاب المصاحب لمشكلة الحزاز الساطع، وتتوفّر هذه الأدوية على شكل أقراص فمويَّة وعلاجات موضعيَّة، لذا يعتمد ظهور الأعراض الجانبيَّة على الشكل الدوائي الذي يستخدمه المُصاب، فتناول الكورتيكوستيرويدات الفمويَّة مدّةً طويلةً قد يسبِّب ضعف العظام وهشاشتها، وارتفاع ضغط الدم، والإصابة بمرض السكري، وارتفاع مستويات الكولسترول في الجسم، أمَّا استخدام الكورتيكوستيرويدات الموضعيَّة على المدى البعيد قد ينجم عنه إضعاف فاعليّة العلاجات الموضعيَّة المُستخدمة لعلاج المشكلات الجلديَّة الأخرى، وقد يكون سببًا في ترقُّق الجلد.
  • مضادات الهستامين: قد تساعد على تقليل الالتهاب والحكة الناتجة عن الحزاز الساطع، ومن الأمثلة على مضادات الهستامين المستخدمة في هذا المجال دواء دي فين هيدرامين (Diphenhydramine)،[٢] وهو من الأدوية التي قد تسبِّب النعاس، والدوخة، وصعوبة التركيز بعد تناوله، لذا يجب على الفرد تجنُّب قيادة السيارة أو استخدام الآلات في حال الشعور بالدوخة أو النعاس بعد تناول هذا الدواء، كما يتوفر على شكل كريم موضعي يرافق استخدامه شعور أقل بالنعاس مقارنةً بالعلاج الفمويّ.[٦]
  • علاجات أخرى: منها كريم بيميكروليمس (Pimecrolimus)، ومرهم تاكروليمس (Tacrolimus)، إذْ تساعد هذه الأدوية على إبطاء إنتاج الخلايا التائية (T cell)‏ من قِبل الجهاز المناعي، والتي تظهر بكميات كبيرة عند مرضى الحزاز الساطع، وعمومًا يجب المتابعة مع الطبيب أثناء استخدام هذه الأدوية واتباع توجيهاته بحذافيرها، فاستخدامها بكميات كبيرة قد يؤثر في وظائف الكلى،[٢] ومن الأعراض الجانبية محتملة الحدوث في حال استخدام هذه العلاجات الشعور بالحكة واللسعة والحرقة في الجزء الذي يطبق فيه الدواء، كما يجب التحذير عند استخدامها إلى جانب الخضوع للعلاج بالضوء، وعليه يوصى أيضًا بالحدّ من التعرض لأشعة الشمس أثناء الاستخدام.[٥]


ما هي أعراض الإصابة بالحزاز الساطع؟

تظهر النتوءات المُرافقة للحزاز الساطع في أيْ جزء في الجسم، لكنْ من الشائع ظهور الحزاز في أجزاء مُعينة من الجسم، كالصدر، والبطن، والأرداف، والجزء الخلفي من اليدين، والقضيب، والساعدين، وفي معظم الحالات لا يرافق هذه المشكلة ظهور أيّ أعراض، لكنْ عند ظهورها فقد تتضمن ما يأتي:[٧]

  • تغيرات في الأظافر، ويتضمَّن ذلك ظهور الحفر والنتوءات عليها.
  • الحكة الشديدة.
  • ظهور الحطاطة (Papule)‏ داخل الفم.

وقد تكون نتوءات الحزاز ظاهرةً على شكل مجموعات أو متوزعةً عشوائيًّا في الجسم،[٧] وفي معظم الأحيان يكون لونها بدرجة لون الجلد، لكنْ قد تظهر أحيانًا مائلةً إلى اللون الوردي عند الأفراد ذوي البشرة الفاتحة، أو فاتحة قليلًا عن لون الجلد الأصلي عند الأشخاص ذوي البشرة الداكنة.[٨]


متى يجب مراجعة الطبيب؟

يجدر بالأفراد مراجعة الطبيب في حال ملاحظة ظهور نتوءات دقيقة أو طفح على الجلد دون وجود أسباب واضحة، ويُعزى ذلك إلى أنَّ العديد من المشكلات الصحيَّة قد تؤدي إلى ظهور مثل هذه المشكلات، وهذا يستدعي التشخيص والوقوف على الأسباب وعلاجها، كما يجب مراجعة الطبيب فورًا في الحالات التي يصاحبها ظهور الحمى، أو الحكة، أو تكوّن القيح إلى جانب وجود مشكلات الجلد.[٨]


ما أسباب الإصابة بالحزاز الساطع وعوامل الخطر؟

لا يوجد سبب رئيس واضح يفسِّر ظهور الحزاز الساطع؛ فالنتوءات تظهر نتيجة الالتهاب الذي تسبِّبه الخلايا التائية، وهي الخلايا التي تعدّ جزءًا من الجهاز المناعي وتساعد على التئام الجروح في الجسم، ولم يُعرَف سبب نشاط هذه الخلايا في حالات الحزاز الساطع، لكنْ توجد مجموعة من العوامل التي تزيد خطورة الإصابة بهذه المشكلة، كالعمر؛ فالأطفال وصغار العمر من البالغين أكثر عرضةً للإصابة، كما تزداد فرصة حدوثها في الحالات التي تعاني من مشكلات صحيَّة معينة، منها الآتي:[٢]

  • داء كرون.
  • فيروس عوز المناعة البشرية.
  • مرض السل.
  • متلازمة داون.
  • الحزاز المسطح (Lichen planus).
  • التهاب الجلد التأتبي.
  • تضخم القولون الخلقي (Congenital megacolon).
  • التهاب المفاصل المزمن اليفعي (Juvenile chronic arthritis).


كيف يتم تشخيص الحزاز الساطع؟

يتمكَّن الطبيب عادةً من تشخيص الحزاز الساطع بالكشف عنه، وملاحظة مظهره وخصائصه، وتحديد موقع ظهوره في الجسم، وقد يستخدم اختبار الخزعة لتأكيد التشخيص، وفيه تُؤخذ عينة صغيرة من النسيج لدراسِته تحت المجهر.[٩]


ما هي مضاعفات الحزاز الساطع؟

من المُمكن أنْ ينحصر تأثير الحزاز السَّاطع على الجانب النفسيّ والثَّقة بالنفس بسبب مظهره غير المُحبَّب على الجلد، لكنَّه بصورة عامّة يعدّ من المُشكلات غير الضَّارة، ولا يرافقه ظهور مضاعفات على المدى البعيد.[٨]


المراجع

  1. ^ أ ب "Skin Conditions", medlineplus, Retrieved 10-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Marjorie Hecht, "Lichen Nitidus"، healthline, Retrieved 10-7-2020. Edited.
  3. Delwyn Dyall-Smith, "Lichen nitidus"، dermnetnz, Retrieved 10-7-2020. Edited.
  4. "Lichen nitidus", mayoclinic, Retrieved 10-7-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Lichen nitidus", mayoclinic, Retrieved 10-7-2020. Edited.
  6. "Diphenhydramine", nhs, Retrieved 10-7-2020. Edited.
  7. ^ أ ب "Lichen Nitidus", clevelandclinic, Retrieved 10-7-2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Lichen nitidus", drugs, Retrieved 10-7-2020. Edited.
  9. "Lichen Nitidus: Diagnosis and Tests", clevelandclinic, Retrieved 10-7-2020. Edited.
4191 مشاهدة
للأعلى للسفل
×