محتويات
منع الحمل
تُلخّص عملية حدوث الحمل عمومًا بهدف فهم كيفية منعه من خلال التعرّف إلى المرحلة من دورة حياة البويضة التي يُشار إليها باسم مرحلة الإباضة؛ والتي تُعرف بأنّها المدة التي تنتقل فيها البويضة الناضجة مكتملة النمو من المبيض إلى الرحم عبر قناة فالوب، وتحدث هذه المرحلة في منتصف مدّة الدورة الشهرية، فيختلف اليوم الذي تحدث فيه الإباضة تبعًا للمدّة المعهودة للدورة الشهرية؛ فيبدو اليوم الرابع عشر يوم الإباضة في حال كانت مدتها 28 يومًا، وهنا يجدر بالذكر أنّ الدورة الشهرية المدّة ما بين أوقات الطمث، وينشأ الحمل في حال توافق وجود الحيوان المنوي في قناة فالوب أثناء مرحلة الإباضة مع وجود البويضة في القناة، الأمر الذي يُتيح لعملية الإخصاب الحدوث، فيحدث الحمل بعد هذه العملية بانغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم.[١]
بهذا تُحدّد ثلاثة أمور أساسية تعتمد عليها وسائل منع الحمل في عملها؛ فإمّا تبدو بإبقاف عملية الإخصاب من خلال منع التقاء البويضة الناضجة بالحيوان المنوي، أو عبر التدخل بعملية تصنيع البويضات، أو من خلال إيقاف عملية انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم.[٢]
كيف يُمنَع الحمل بمراقبة مخاط عنق الرحم؟
تُعدّ طريقة منع الحمل عبر مراقبة مخاط عنق الرحم من الوسائل الطبيعية تمامًا، ولا تسبب ظهور أيّ أعراض جانبية، إذ تعتمد في مجملها على المراقبة الكثيفة عبر المرأة للاختلافات التي تطرأ على طبيعة الإفرازات المهبلية خلال الدورة الشهرية، وعلى اتفاق الطرفين على تجنّب ممارسة الجماع تبعًا لها، إذ تتأثر الإفرازات في كميتها وطبيعتها وحتى وجودها عمومًا تبعًا لنسب الهرمونات في جسم المرأة في المراحل المختلفة من الدورة الشهرية، وبهذا يُراقَب مخاط عنق الرحم لمعرفة المدة المحددة التي تبدو فيها المرأة أكثر خصوبة، وتجنّب الجماع فيها أو التأكد من استخدام وسائل منع الحمل الأخرى أثناءها؛ مما يحول بين التقاء الحيوان المنوي بالبويضة الناضجة، وبالتالي عدم حدوث الحمل. وهناك طريقتان أساسيتان متّبعتان لمراقبة مخاط عنق الرحم تُذكَران في ما يأتي:[٣][٤]
- طريقة الإباضة: تُعرَف هذه الطريقة أيضًا باسم طريقة بيلينغز للتبويض التي تعتمد على المراقبة الحثيثة لطبيعة الإفرازات المخاطية ووجودها وعدمه، وفيها على المرأة تحديد يوم الدروة؛ لتجنّب الجماع بعده بثلاثة أيام، إذ تُعدّ هذه الأيام المدة التي تبدو فيها المرأة أكثر خصوبة، وفي ما يأتي ذكر بعض الأمور المتبعة لتحديد يوم الذروة:
- فحص وجود الافرازات المخاطية المهبلية يوميًا في وقت الظهيرة، مع الحرص على إبقاء الجسم في وضعية الاعتدال في المدة التي تسبق الفحص، ويُنصح بتجنّب الجماع في الصباح لتسهل عملية الفحص دون تأثير السائل المنوي في الإفرازات.
- ظهور أيّ نوع من الإفرازات المخاطية بغض النظر عن لونها أو طبيعتها فعلى المرأة أن تتأكد أنها في مرحلة الخصوبة.
- الاستمرار في فحص الإفرازات المخاطية يوميًا في اليوم التي تصبح هذه الافرازات شفافة اللون، ورطبة، وزلقة، وعندها يُعدّ هذا اليوم يوم الذروة، الذي بعده تتغيّر الإفرازات لتصبح دبقة وأقل رطوبة.
- طريقة اليومين المتتاليين: الوسيلة الأكثر بساطة مقارنة بالمذكورة سابقًا، إذ تعتمد فقط على وجود الافرازات أو عدمها دون التركيز على طبيعتها؛ كاختلاف اللون، واللزوجة، إذ فيها تراقب المرأة نزول الافرازات، وفي حال ظهورها لمدة يومين متتاليين فإنّها تُعدّ في مرحلة الخصوبة، وعليها تجنب الجماع حتى تغيب هذه الإفرازات.
ما مدى فاعلية منع الحمل بمراقبة مخاط عنق الرحم؟
تختلف طبيعة الإفرازات المخاطية لعنق الرحم، ونمط نزولها تبعًا لعدّة عوامل؛ إذ تتأثر الإفرازات -مثلًا- في حال كانت المرأة مرضعًا أو في حال كانت تستخدم موانع الحمل الهرمونية، كذلك الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، وبهذا فإنّ فاعلية هذه الطريقة تتراوح ما بين 75% إلى 95% في المئة في قدرتها على منع الحمل، إذ تعتمد على المراقبة الحثيثة للإفرازات بحيث تُلاحظ التغييرات الطفيفة عليها، وعلى مدى انتظام الدورة الشهرية للمرأة، ويجدر بالذكر أنّ على المرأة التي تعتمد هذه الطريقة في منع الحمل تجنّب استخدام الغسولات المهبلية، ومبيدات الحيوانات المنوية لقدرتها على التأثير في طبيعة الإفرازات المخاطية المهبلية.[٥]
ما الطرق الطبيعية الأخرى لمنع الحمل؟
بالإضافة إلى منع الحمل بمراقبة مخاط عنق الرحم؛ فإنّ هناك عدّة طرق أخرى تُبتع إمّا منفردة أو سويًا للحصول على حماية أكبر، ومن هذه الطرق ما يأتي:[٦]
- مراقبة حرارة الجسم: ترتفع درجة حرارة جسم المرأة بعض الشيء في المرحلة التي تتبع الإباضة، وبهذا يُؤكّد حدوثها من خلال مراقبة الاختلاف الطفيف في حرارة الجسم، وتجنب الجماع فيها، إذ على المرأة التي تتبع هذه الطريقة أن تقيس درجة حرارتها يوميًا في الصباح في الوقت نفسه قبل مغادرة السرير، وقبل تناول الطعام أو شرب الماء أو غيره، وتسجيلها لملاحظة الزيادة الطفيفة في ثلاثة أيام متتالية تسبقها ستة أيام من الحرارة المنخفضة مقارنة بهذه الأيام الثلاثة، ولا تُعدّ أجهزة قياس درجة الحرارة العادية؛ كالتي توضع في الأذن أو على الجبين ملائمة لاتباع هذه الطريقة، فعلى المرأة استخدام الأجهزة قياس درجة الحرارة المخصصة لمنع الحمل.
- انقطاع الحيض الإرضاعي: في حال اعتماد المرأة بصورة تامّة على الرضاعة الطبيعية في إطعام طفلها خلال أول ستة أشهر من عمر الطفل، فإنّها في غالب الأمر ستمرّ في مرحلة من انقطاع الطمث تمامًا خلالها، الأمر الذي يُعدّ طريقة طبيعية تمامًا في منع الحمل، وهذه الطريقة في حال الالتزام بها تمامًا وعدم إدخال المأكولات الأخرى على حمية الرضيع والتي من شأنها تقليل إدرار الحليب، ومن الطرق الناجحة في منع الحمل لمدة ستة أشهر بعد الولادة؛ إذ أثبتت هذه الطريقة فاعليتها عند أكثر من 98 امرأة من أصل 100 امرأة مرضع.
المراجع
- ↑ Rachel Nall (30/8/2018), "All About Conception"، www.healthline.com, Retrieved 12/7/2020. Edited.
- ↑ "What is contraception?", www.nhs.uk,2/1/2019، Retrieved 12/7/2020. Edited.
- ↑ "Cervical Mucus Monitoring Methods of Birth Control", healthengine.com.au, Retrieved 12/7/2020. Edited.
- ↑ "Cervical mucus method for natural family planning", www.mayoclinic.org,13/10/2018، Retrieved 12/7/2020. Edited.
- ↑ Megan Freedman (8/3/2018), "Types of Birth Control Methods: Cervical Mucus"، www.healthgrades.com, Retrieved 12/7/2020. Edited.
- ↑ "Natural family planning (fertility awareness)", www.nhs.uk,22/2/2018، Retrieved 12/7/2020. Edited.