كيفية نوم النحل
يعود الفضل في معرفة أنّ النحل ينام بالفعل للباحث والتر كايزر (Walter Kaiser) الذي اكتشف ذلك في عام 1983م بعد مراقبته لخلية النحل الخاصّة به، إذ ينام النحل ما بين 5-8 ساعات يومياً،[١] وقد أثبتت الدراسات فيما بعد أنّ النحلة تمرّ أثناء نومها بثلاث مراحل، هي، الاسترخاء، والنوم الخفيف، والنوم العميق، وعند نومها تنخفض درجة حرارة جسمها، وتبدأ أرجلها بالانثناء، وتتوقّف قرون الاستشعار لديها عن الحركة، وتسترخي عضلاتها، أمّا في مرحلة النوم العميق فتتدلّى قرون الاستشعار للأسفل، وينخفض الصدر ونهاية البطن قليلاً، كما تريح النحلة أجنحتها على جسدها، ويجدر بالذكر أنّ النحلة النائمة قد تسقط في بعض الأحيان على الجوانب، ولمنع سقوطها فقد تساعدها نحلة أخرى بإمساك أرجلها أثناء نومها لتثبيتها في مكانها.[٢][٣][٤]
أنماط نوم النحل
تعتمد أنماط نوم النحل على عمر النحلة ودورها في الخلية، إذ تشير الدراسات إلى أنّ النحلة الأكبر عمراً وهي النحلة السارحة (بالإنجليزيّة: Forager bees) تميل للنوم أثناء الليل، في حين تميل النحلة العاملة الأصغر عمراً (بالإنجليزيّة: Callow) للنوم لفترات سريعة وغير منتظمة طوال اليوم، أي أنّها تفتقر لوجود نمط نوم ثابت ومحدّد، ويعود السبب في ذلك للطاقة التي تميّزها وتمكّنها من أداء مهامّها باستمرار، فتكتفي بقيلولة قصيرة متكرّرة خلال اليوم، ومن الجدير بالذكر أنّ نوم القيلولة يمرّ أيضاً بمراحل النوم الثلاث السابقة، ويفضّل النحل السارح النوم على أطراف الخلية بحثاً عن الهدوء الذي يعينه على النوم بعمق لفترة طويلة، ولذلك فهو يتجنّب النوم في وسط الخلية حيث النشاط الدائم على عكس النحل العامل، وقد ينام النحل أيضاً داخل الأزهار التي يزورها بحثاً عن الرحيق.[٢][٥]
أهمية النوم للنحل
تحتاج النحلة للنوم لتحصل على الراحة بعد العمل والجهد الكثير الذي تبذله، وتعدّ ساعات النوم ضرورية أيضاً لتعزيز ذاكرتها وقدرتها على التعلّم، إذ وجد العلماء أنّ النّحل المحروم من النوم الجيد يبدأ بنسيان الأنشطة الأساسية التي يجب عليه القيام بها، فقد يجد صعوبة نتيجة ذلك في العودة للخلية بعد زيارته لموقع أزهار جديد، أو من الممكن أن يضلّ طريقه تماماً، ولدراسة تأثير حرمان النحل من النوم ابتكر أخصائي التطوّر والسلوك الدكتور باريت كلاين (بالإنجليزيّة: Barrett Klein) آلة مغناطيسية تُسمّى (Insominator)، إذ ثُبِتّت قطعة معدنية صغيرة على النحلة تهدف إلى إيقاظها كلّما مرّت الآلة المغناطيسية من فوقها أثناء نومها، وقد كرّر ذلك عدّة مرّات طوال فترة النوم الطبيعي للنحل، ثمّ سجّل سلوك النحل المحروم من النوم فوجد أنّ قدرته على التواصل مع باقي أفراد الخلية قد قلّت، كما أنّ أداءه للرقصات المعتادة لإرشادهم إلى الاتّجاه الصحيح لموقع مصدر الغذاء الجديد كانت أضعف دقّة، ممّا تسبّب في ضياع الكثير من وقتهم وطاقتهم للوصول إلى مكان الرحيق وحبوب اللقاح.[٢][٦]
في محاولة لدراسة تأثير البيئة والتّواصل الاجتماعي بين النحل على طبيعة نومه، فقد عزل فريق من العلماء بعض أفراد خلية النحل، بينما ترك الباقي يتفاعل مع بعضه البعض، إذ لاحظوا فيما بعد أنّ النحل الذي سُمح له بالتفاعل ينام لفترات أطول من النحل المعزول، ويعتقد العلماء أنّ الحاجة المتزايدة للنوم في النحل الاجتماعي ترتبط بالكم الهائل من المعلومات التي يتلقّاها، والتي يجب عليه معالجتها وتخزينها في الذاكرة، وليس فقط على مجرّد تفاعله مع غيره من النّحل.[٧]
للتعرف أكثر على مملكة النحل يمكنك قراءة المقال مملكة النحل
المراجع
- ↑ "Do Honeybees sleep?", www.bbka.org.uk, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Do bees sleep?", www.sacrewell.org.uk,22-5-2017، Retrieved 27-6-2020. Edited.
- ↑ "Do Bees Sleep?", www.buzzaboutbees.ne, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ↑ "Where do bees sleep?", www.askdruniverse.wsu.edu, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ↑ Akash Peshin (12-12-2019), " Do Bees Sleep?", www.scienceabc.com, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ↑ "Sleepless Honey Bees Miscommunicate", www.cns.utexas.edu,13-12-2010، Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ↑ Claire Kim (8-3-2015), "The Bee’s Need for Sleep"، www.yalescientific.org, Retrieved 28-6-2020. Edited.