كيفية أداء صلاة الفجر

كتابة:
كيفية أداء صلاة الفجر

الصلوات المفروضة

فرض الله -تعالى- على كلّ مسلم بالغ عاقل خالٍ من الأعذار الشّرعيّة خمس صلوات يؤدّيها في كلّ يوم وليلة، وهي: صلاة الفجر ركعتان، ووقتها من طلوع الفجر الصّادق إلى ما قبل شروق الشّمس، فإذا طلعت الشّمس أصبحت صلاة الفجر قضاء، وصلاة الظّهر أربع ركعات، ووقتها من زوال الشّمس عن منتصف السّماء إلى أن يصبح ظلّ كلّ شيء مثله، وصلاة العصر أربع ركعات، ووقتها عندما يصبح ظلّ كلّ شيء مثله إلى أن يصبح ظلّ كلّ شيء مثليه، وصلاة المغرب ثلاث ركعات، ووقتها من بعد غروب الشّمس إلى غياب الشّفق الأحمر، وصلاة العشاء أربع ركعات، ووقتها من غياب الشّفق الأحمر إلى ثلث اللّيل الأخير، ومحور هذا المقال سيكون حول كيفية أداء صلاة الفجر.[١]

كيفية أداء صلاة الفجر

لمعرفة كيفية أداء صلاة الفجر، فصلاة الفجر هي الصلاة الأولى من بين الصّلوات الخمس عند المسلمين، يبدأ وقتها من طلوع الفجر الصّادق، وينتهي بطلوع الشّمس، وهي ركعتان مفروضتان، تصلّى جماعة في المسجد، ولها سنّة مؤكّدة قبليّة "ركعتان"، تسمّى سنّة الفجر أو سنّة الصّبح يصلّيها المسلم في البيت أو في المسجد منفردًا، وقد واظب عليها النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وسمّاها بركعتي الفجر، بقوله صلّى الله عليه وسلّم: "رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا"،[٢] وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الفَجْرِ إذَا سَمِعَ الأذَانَ، وَيُخَفِّفُهُمَا،[٣] ومن السّنّة أن يقعد المصلّي بعد صلاة الفجر يذكر ويقرأ القرآن حتى تطلع الشّمس، فإذا طلعت الشّمس، وارتفعت قليلًا صلّى ركعتين، ثمّ ذهب حيث شاء، ودليل ذلك حديث جابر بن سمرة: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا صلَّى الفجرَ قعدَ في مصلَّاهُ، حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ"،[٤] ولمن أراد مزيدًا لكيفية أداء صلاة الفجر يمكنه الرّجوع إلى باب الصّلاة في كتب الفقه المعتمدة.[٥]

فضل صلاة الفجر

بعد معرفة كيفية أداء صلاة الفجر، فلا بدّ من معرفة فضل صلاة الفجر، فإنّ لأداء الصلوات فضل عظيم عند الله تعالى، ولصلاة الفجر فضل أعظم للحديث: عن ابنِ عمرَ رضيَ اللَّهُ عنهُما قالَ: "كنَّا إذا فقَدنا الرَّجلَ في الفَجرِ والعشاءِ أسأنا بِهِ الظَّنَّ"؛[٦] أيّ كانوا يميزون بين المؤمن والمنافق من خلال صلاة الفجر، فالمحافظ على صلاة الفجر محاط بالفضائل، ومبشر كذلك بعظيم البشائر، ومن تلك البشائر ما يأتي:[٧]

  • النّور التّام يوم القيامة: وذلك لحديث بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- قَالَ: "بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ، بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".[٨]
  • خيرٌ من الدّنيا وما فيها: وذلك لحديث عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- قَالَ: "رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا"؛[٢] ويعني بذلك سنّة الفجر.
  • شهادة الملائكة: لقوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً}.[٩]
  • دخول الجنة والنّجاة من النّار: لقوله صلّى الله عليه وسلّم: "لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، يَعْنِي الفَجْرَ وَالْعَصْرَ".[١٠]
  • رؤية الله عزّ وجلّ: لقوله صلّى الله عليه وسلّم: "إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَافْعَلُوا".[١١]
  • أجر قيام اللّيل: وذلك لحديث عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم- يَقُولُ: "مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ".[١٢]
  • دعاء الملائكة: لحديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم- يَقُولُ: "مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ جَلَسَ فِي مُصَلاَّهُ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ، وَصَلاَتُهُمْ عَلَيْهِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ ".[١٣]
  • أجر حجّة وعمرة: ودليل ذلك ما روي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم-: "مَن صلّى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثمّ صلّى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ".[١٤]
  • في ذمّة الله وحفظه: حيث قال رَسُولُ اللَّهِ، صلّى الله عليه وسلّم: "مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ فيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ في نَارِ جَهَنَّمَ".[١٥]

المراجع

  1. "الصلوات المفروضة وعدد ركعاتها "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 725، حديث صحيح.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 724، حديث صحيح.
  4. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم: 1356، حديث صحيح.
  5. "صلاة الصبح"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.
  6. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن سعيد بن المسيب، الصفحة أو الرقم: 1/205، حديث إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  7. "البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.
  8. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1/171، حديث رجال إسناده ثقات.
  9. سورة الإسراء، آية: 78.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمارة بن رويبة، الصفحة أو الرقم: 634، حديث صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جرير بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7434، حديث صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 656، حديث صحيح.
  13. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 2/306، حديث إسناده حسن .
  14. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6346، حديث صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جندب بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 657، حديث صحيح.
4966 مشاهدة
للأعلى للسفل
×