كيفية الاستفادة من وقتي في رمضان

كتابة:
كيفية الاستفادة من وقتي في رمضان

كيفية الاستفادة من وقتي في رمضان

يستطيع الإنسان الاستفادة من أكبر وقتٍ في رمضان من خلال قيامه ببعض الأُمور، نورد منها ما يأتي:[١][٢]

  • تحديد الهدف: يسعى المؤمن الذي لامَس الإيمانُ قلبه إلى الفوز برضوان الله -تعالى-، والوصول إلى الجنَّة، ومع أنّ طلب الجنة والسعي لها يكون في كلّ وقت؛ إلا أنّ شهر رمضان يكون ذلك فيه أقرب؛ لأنه شهر تُفتّح فيه أبواب الجنان، فيحرص المؤمن على شحذ همّته في شهر رمضان، فيُكثر من طاعة ربِّه ومن الأعمال الصَّالحة، ويُحسن الظن بالله ويسأله بيقين، فقد جاء عن ابن القيم -رحمه الله- قوله إن اليقين إذا وصل القلب امتلأ بالنُّور والإشراق، ومحبَّة الله -تعالى-، والخوف منه، وابتعدت عنه الرِّيبة والسَّخط والهمُّ والغمُّ.[٣]
  • استغلال الأوقات فيه بالطَّاعات بجميع أنواعها: كقراءة القُرآن، وصلة الرَّحم، والصَّدقة، وذكر الله -تعالى-، وغير ذلك من العبادات والطاعات والنوافل.[٤]
  • تقسيم الوقت فيه إلى برنامجٍ زمني: مع تطبيق هذا البرنامج، ويُمكن تقسيمهُ إلى أعمالٍ يوميَّة، وأعمالٍ أُسبوعيَّة، كالمحُافظة على الصَّلوات في أوقاتها جماعةً في المسجد، وقراءة أذكار الصَّباح والمساء، وتخصيص جُزءٍ منه لِقراءة الورد اليوميِّ من القُرآن، وتخصيص جُزء لصلاة الضُّحى، وأن يجعل مع القراءة تفسيرها من أحد التَّفاسير، والإكثار من الدُّعاء بين الآذان والإقامة؛ لأنَّه دُعاءٌ مُستجابٌ لا يُردُّ، والمُحافظة على السُنن الواردة عن النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام- في الإفطار والسَّحور؛ كتعجيل الإفطار وتأخير السَّحور.[٥]
بالإضافة إلى قراءة الأدعية الواردة عند الإفطار، مع الحرص على قيام الَّليل والاستعداد له بالنَّوم مُبكِّراً، والنَّوم على وُضوءٍ وقراءة أذكار النَّوم، ومُحاسبة النَّفس على ما فعل خلال اليوم، ومُعالجة التَّقصير الحاصل خلاله في اليَّوم التالي، وهذا بالنِّسبة للرَّجل والمرأة، ويُمكن للمرأة أن تحتسب قيامها بإطعام أُسرتها من باب تفطير الصائم، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن فطَّر صائمًا، أو جهَّز غازيًا، فله مِثلُ أجرِه).[٦][٥]
  • الاستزادة من الحسنات: ويمكن ذلك أيضا من خلال وضع جدولٍ يوميٍّ يحتوي على الأعمال الصَّالحة؛ ليقوم بها، والأعمال السيئة؛ ليبتعد عنها، فمن الأعمال الصَّحالة؛ الأمر بالمعروف والنهيُ عن المُنكر، وبرُّ الوالدين، وغير ذلك، ومن الأعمال السيئة؛ أكل أموال النَّاس بالباطل، والرِّضا عن الأعمال السيئة والسُّكوت عنها، وقد قال الله -تعالى-: (إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ ذلِكَ ذِكرى لِلذّاكِرينَ).[٧][٨]
  • الابتعاد عن المعاصي: وذلك من خلال إشغال النَّفس بالطَّاعة والعمل الصَّالح، مع الحرص على الانتقال من طاعةٍ إلى أُخرى، فالنَّفس إذا لم يُشغلها الإنسان بالطَّاعة؛ شَغَلته بالمعصية.[٩]
  • استحضار الأُجور المُترتِّبة على الصِّيام والعمل الصَّالح: كمغفرة الذُّنوب، والعِتق من النَّار، لِقول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[١٠] فيعقد الإنسان النيَّة في الصِّيام لأجل الله -تعالى-، واستسلاماً له، وابتغاءً للأجر منه.
  • السموُّ بالرُّوح: بالابتعاد عن شهوتي البطن والفرج، فالصِّيام جُنَّةٌ من أمراض الرُّوح والقلب والجسد، ووقايةٌ منها.
  • الحرص على تحسين الأخلاق: لِقول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (والصِّيامُ جُنَّةٌ، فإِذَا كان يومُ صِيامِ أَحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ، ولا يَصْخَبْ، فإنْ سابَهُ أحدٌ أوْ قاتَلهُ فَلْيَقُلْ : إِنِي صائِمٌ، إِنِي صائِمٌ)،[١١] مع الاستمرار عليها بعد رمضان، والمُداومة عليها وعلى العمل الصَّالح، اتِّباعاً لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (وأنَّ أحَبَّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُها وإنْ قَلَّ).[١٢]
  • الإكثار من الإنفاق والصَّدقة: فقد كان النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- أجود ما يكون في رمضان.[١٣]


خير الأعمال في رمضان

توجد الكثير من الأعمال الصَّالحة التي يُمكن للمُسلم فعلها في رمضان، ومنها ما يأتي:[١٤][١٥]

  • الذَّهاب إلى العُمرة؛ فقد بيَّن النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- أنَّ العمرة في رمضان تعدل أجر الحجِّ، لِقوله -صلى الله عليه وسلم-: (و أنَّ عُمرةً في رمضانَ تَعدِلُ حَجَّةً).[١٦][١٧]
  • الصَّلاة والخُشوع فيها، مع استشعار المُسلم وتدبُّره للآيات التي يقرأها.
  • الدَّعوة إلى الله -تعالى-، والأمر بالمعروف والنَّهيُ عن المُنكر؛ من خلال الِّلقاء بالشَّباب والأُسر والأرحام، والقيام بحوائج النَّاس، ومُساعدتهم، وإطعام جائعهم، وقضاء جوائجهم.
  • الإكثار من الدُّعاء والذِّكر، حيثُ إنَّهما من أسهل العبادات وأيسرها، كما أنَّ للصَّائم دعوةً لا تُردُّ عند ربِّه، وجاء ذلك في عدّة أحاديث، وخاصَّةً عند الإفطار، ووقت السَّحَر.
  • الإكثار من الصَّدَقة، لِقولهِ -تعالى-: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ)،[١٨] فقد كان النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- أجود ما يكونُ في رمضان.
  • تلاوة القُرآن، وخاصَّةً أنَّ رمضان شهرُ القُرآن، لِقولهِ -تعالى-: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)،[١٩] وقيام الليل في رمضان، فهو سببٌ لمغفرة ما تقدّم من الذنوب.
  • عدم الإسراف في الأكل والشُّرب؛ الأمر الذي يُساعد على النَّشاط للطَّاعة والعِبادة.
  • مُحاسبة النَّفس، حيثُ إنَّ الإنسان هو الشَّخص الوحيد العالمُ بنفسه، لِقولهِ -تعالى-: (بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ* وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ).[٢٠][٢١]


كيفيَّة الاستعداد لشهر رمضان

توجد العديد من الأُمور التي يُمكن للإنسان من خلالها الاستعداد لشهر رمضان، ومنها ما يأتي:[٢٢][٢٣]

  • الاستعداد الذهنيُّ على أنَّه قد يكون آخر رمضانٍ للمسلم، فيرى من حوله الذين كانوا معه في رمضان الماضي، وهم أمواتٌ في رمضانٍ الحالي، قال -تعالى-: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)،[٢٤] فيتخيَّل الإنسان أنَّه مات، ثُمَّ أعادةُ الله -تعالى- إلى الحياة، وأعطاهُ فرصةً أُخرى، فيجتهد بالعبادات والطاعات.[٢٥]
  • استقبال المسلم لرمضان كمن يستقبل زائراً قريباً على قلبه؛ من خلال العمل الصَّالح، والتَّوبة، والنيَّة الصَّالحة، وتهذيب النَّفس وإلزامها بالتَّقوى، لِقولهِ -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).[٢٦]
  • المُبادرة إلى صلة الرَّحم، وسلامة الصَّدر تجاه النَّاس، وعدم التَّفريط في الأوقات الفاضلة في شهر رمضان، ومُبادرة المسلم إلى قضاء ما فاته من صيامٍ في رمضانٍ الماضي، والإقبال على الطَّاعات؛ كصلاة التَّراويح، وقراءة القُرآن.
  • الإكثار من الدُّعاء، وتعويد النَّفس على المُكوث في المسجد، والحرص على الصِّيام قبله، والإقبال على إطعام المساكين، وتعويد النَّفس على الصَّدقة بشكلٍ يوميٍّ.
  • الابتعاد عن السَّهَر، وذلك بتعويد النَّفس على النوم مُبكِّراً، والمُسارعة إلى أداء الصَّلوات المفروضة في وقتها.
  • تعويد النَّفس على فعل طاعاتٍ جديدة لم يكُن يفعلُها الشّخص قبل ذلك، وتعويد اللِّسان على الذِّكر، والبُعد عن أماكن الحرام، والحرص على مُراجعة ما يحفظه من القُرآن.
  • التَّفرُّغ للعبادة وتنظيم الوقت في رمضان.[٢٧]
  • الإكثار من الصِّيام في شهر شعبان، والحرص على الزِّيادة من صلاة النَّوافل.[٢٨]
  • التعرُّف على رمضان وفضل أيامه ولياليه، وأنَّ فيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، مع عقد النيَّة على المُجاهدة والعزيمة للطَّاعة والعبادة، والبُعد عن المُثبطين للعزائم والهمم، ومُصاحبة أصحاب الهمَّة والعزيمة.
  • إعداد قائمةٍ بالذُّنوب والعيوب، ومُحاولة علاجها والتخلُّص منها في شهر رمضان، بالمُقابل مع وضع قائمة للطَّاعات التي سُتعمل خلال الشَّهر، مع مُحاسبة النَّفس عليها باستمرار.
  • التعرُّف على أحكام الصِّيام وما يتعلَّق بشهر رمضان من المسائل والأحكام، وذلك موجود في الكثير من الكتب؛ ككتاب "فقه السُنَّة" لسيد سابق، مع إعداد النَّفس على الصَّبر، ومُحاولة الوصول إلى لذَّة الطَّاعة، وقد قال النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا).[٢٩]
  • القيام بإحياء الطَّاعات الغائبة والمهجورة، مع معرفة الأسباب التي تُبعِد الإنسان عن الله -تعالى- واجتنابها.


المراجع

  1. مجدي الهلالي، ماذا نريد من رمضان، القاهرة: دار التوزيع والنشر الإسلامية، صفحة 18-19، جزء 1. بتصرّف.
  2. محمد بن حسين بن يعقوب (2005)، أسرار المحبين في رمضان (الطبعة الأولى)، مصر: مكتبة شوق الآخرة، صفحة 97-102. بتصرّف.
  3. محمود المصري (2005)، كيف نفوز برمضان (الطبعة الأولى)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 22-24. بتصرّف.
  4. عبد الكريم العمري (2001)، صفحات رمضانية (الطبعة الأولى)، المدينة المنورة: دار المآثر، صفحة 81. بتصرّف.
  5. ^ أ ب القسم العلمي بدار طويق، كيف تنظم وقتك في رمضان؟، السعودية: دار طويق للنشر والتوزيع، صفحة 20-30. بتصرّف.
  6. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن زيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم: 8871، صحيح.
  7. سورة هود، آية: 114.
  8. مجموعة من المؤلفين (2006)، رمضان بين يديك (الطبعة الأولى)، الأردن: دار العلوم للنشر والتوزيع، صفحة 8. بتصرّف.
  9. عبد الكريم العمري (2001)، صفحات رمضانية (الطبعة الأولى)، المدينة المنورة: دار المآثر، صفحة 68. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 38، صحيح.
  11. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 978، صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6464، صحيح.
  13. مشعل الفلاحي، رمضان يبني القيم (الطبعة الأولى)، السعودية: مكتب راية التوحيد، صفحة 52. بتصرّف.
  14. مشعل الفلاحي، رمضان يبني القيم (الطبعة الأولى)، السعودية: مكتب راية التوحيد، صفحة 10-15. بتصرّف.
  15. سليمان العودة (2013)، شعاع من المحراب (الطبعة الثانية)، الرياض: دار المغني للنشر والتوزيع، صفحة 135-139، جزء 9. بتصرّف.
  16. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أم معقل الأسدية، الصفحة أو الرقم: 1599، صحيح.
  17. عبد الكريم الخضير، شرح بلوغ المرام، صفحة 10، جزء 64. بتصرّف.
  18. سورة سبأ، آية: 39.
  19. سورة ص، آية: 29.
  20. سورة القيامة، آية: 14-15.
  21. مشعل الفلاحي، رمضان يبني القيم (الطبعة الأولى)، السعودية: مكتب راية التوحيد، صفحة 65-67. بتصرّف.
  22. "30 خطوة في شعبان للاستعداد لرمضان "، www.ar.islamway.net، 13-7-2010، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2021. بتصرّف.
  23. المعتز بالله صمدي (1420 هـ)، [ https://al-maktaba.org/book/2248/18 القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان] (الطبعة الثالثة)، جدة: مكتبة الفهيد، صفحة 14،17،25،30،30، 34، 35، 40، 41، 44، 111، 118. بتصرّف.
  24. سورة المؤمنون، آية: 99-100.
  25. راغب السرجاني (2011)، رمضان الأخير (الطبعة الرابعة)، مصر: دار الكتب المصرية، صفحة 19-21. بتصرّف.
  26. سورة البقرة، آية: 183.
  27. محمد بن حسين (2005)، أسرار المحبين في رمضان (الطبعة الأولى)، مصر: مكتبة شوق الآخرة، صفحة 103. بتصرّف.
  28. أسامة علي، تفسير القرآن الكريم، صفحة 5، جزء 11. بتصرّف.
  29. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن العباس بن عبدالمطلب، الصفحة أو الرقم: 34، صحيح.
4966 مشاهدة
للأعلى للسفل
×