كيفية الاغتسال للعمرة

كيفية الاغتسال للعمرة

يجدر بالذكر أنّ حكم الغسل للعمرة سنة، وهو أمرٌ مستحب،^[١] فمن اغتسل للإحرام فإنه يؤجر على ذلك؛^[٢] لأنَّه اقتدى بالنبيِّ -صلَّى الله عليه وسلّم-، فقد نُقل عن زيد بن ثابت: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ تَجرَّدَ لإِهْلالِهِ واغتسَلَ)،^[٣] ومن هذا الباب ولفضل اتخاذ النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أسوةٌ حسنة فإنَّ تعلُّم كيفية الاغتسال للعمرة من الأمور المحمودة للمسلم.

وقال ابن المنذر: "وأجمعوا على أن الاغتسال للإحرام غير واجب"، والأفضل أن يكون الاغتسال متصل بالإحرام،^[٤] أمَّا عن كيفية الاغتسال للعمرة فتكون بإحدى طريقتين:^[٥]

• الغسل المُجزئ (أي الذي يسقط به الغسل)

ويكون بتعميم الماء على كامل البدن، فهو غسلٌ كغيره من الأغسال المشروعة في الإسلام، ولا تختلف كيفية الاغتسال للعمرة عن غيرها.

• الغسل الكامل (أي كغسل النبي صلى الله عليه وسلم)

وهو الأفضل والأكمل اقتداءً بالنبي الكريم، وصفة اغتسال النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- كما نُقل عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ. ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ. ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ. ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ).

(ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ. ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ. وفي رواية: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، فَبَدَأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا...، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَديثِ أبِي مُعَاوِيَةَ ولَمْ يَذْكُرْ غَسْلَ الرِّجْلَيْنِ)،^[٦] والسنة عند غسل البدن البدء بالجهة اليمنى، ثم الانتقال إلى الجهة اليسرى.

سنن الإحرام في العمرة

يُستحب عند الإحرام للعمرة -بالإضافة إلى الاغتسال- ما يأتي:^[٧]

• الإكثار من التلبية إلى بدء الطواف، وتكون التلبية بقول: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ).^[٨]
• التضرع إلى الله -تعالى- بالدعاء منذ الإحرام وإلى انتهاء العمرة، والأفضل أن يدعو المسلم بالإسرار حتى لا يؤذي غيره من المعتمرين، ويدعو لنفسه ولغيره بما يحبّ ويحتاج.^[٩]
• صلاة ركعتيّ تطوّع قبل الإحرام.^[١٠]

أفضل وقت الإحرام بالعمرة

شرع الله -عزَّ وجلَّ- في الإسلام زيارة البيت الحرام في مكة لأداءِ مناسكَ مخصوصة، وتُسمى هذه الزيارة بالاصطلاح الشرعيّ "بالعمرة"،^[١١] ويُعتبر شهر رمضان من أفضل الأوقات لأداء مناسك العمرة،^[١٢] ودليل ذلك أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- قال: (إذا كان رمضانُ، فاعتَمِري فيهِ، فإنَّ عُمرةً فيهِ تعدِلُ حَجَّةً).^[١٣]

فضل العمرة

رتَّب الله -عز وجل- الفضل العظيم والأجر الكبير على العمرة، وقد ثبتت عدة أحاديث عن رسول الله تبيِّن فضل العمرة وأنّها سبب لتكفير الذنوب، وفيما يأتي ذكر بعضها:^[١٤]

• قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم-: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).^[١٥]
• قول رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-: (تابِعوا بينَ الحجِّ والعُمرةِ، فإنَّهما ينفيانِ الفقرَ والذُّنوبَ كما ينفي الكيرُ خبَثَ الحديدِ والذَّهبِ والفِضَّةِ، وليس للحَجَّةِ المبرورةِ ثوابٌ دونَ الجنة).^[١٦]

المراجع

1. ↑ "حكم الاغتسال للإحرام ووقته"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
2. ↑ "هل له أن يغتسل للعمرة قبلها بيوم؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
3. ↑ رواه ابن قدامة، في الكافي، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 1/391، حديث حسن.
4. ↑ "حكم الاغتسال للإحرام ووقته"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019. بتصرّف.
5. ↑ "الغسل للإحرام وصفته"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة ، الصفحة أو الرقم: 316، حديث صحيح.
7. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 321، جزء 30. بتصرّف.
8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1184، صحيح.
9. ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 52، جزء 4. بتصرّف.
10. ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 29، جزء 4. بتصرّف.
11. ↑ "العمرة.. معناها.. حكمها.. وأحوالها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
12. ↑ "أفضل زمان تؤدى فيه العمرة رمضان"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
13. ↑ رواه النسائي، في سنن النسائي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2109، صححه الألباني.
14. ↑ "فضل العمرة وصفتها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
15. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1773، حديث صحيح.
16. ↑ رواه ابن حبّان، في صحيح ابن حبّان، عن شفيق بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 3693، حديث أخرجه في صحيحه.