علم الحديث
إنّ علم الحديث يُقسم إلى قسمين رئيسين وهما: علم الحديث رواية وعلم الحديث دراية، ومعنى علم الحديث رواية: العلم الذي يُعرف به أقوال رسول الله وأفعاله وأحواله، أمّا علم الحديث دراية فله تعريفاتٍ عدّة، حيث عرّفه الحافظ العراقي بأنّه: علمٌ يُعرف به حال الراوي والمروي من حيث القبول والرد وما يتعلّق بذلك في معرفة اصطلاح أهله، كما قال أنّ هذا النوع هو المقصود عند إطلاق مصطلح علم الحديث، وقيل هو: القواعد الكليّة المعرّفة بحال الراوي والمروي، أمّا عن الغاية من هذا العلم فهي معرفة الأحاديث المقبولة والمردودة، أمّا عن مسائله فهي موجودة في الكتب المؤلفة فيه، فهذه المسائل والقواعد وضعها أهل هذا العلم لتمييز الحديث الصحيح من السقيم، وقد قال ابن قطلوبغا والبقاعي: أنّ موضوع علم الحديث هو طُرق الأحاديث النبوية، لأنّ المحدّث يبحث في هذه الأسانيد والطرق وما يعرض لها من الاتصال ويدرس أحوال الرواة، وسيبيّن هذا المقال كيفية التحقق من اتصال سند الحديث.[١]
كيفية التحقق من اتصال سند الحديث
إنّ سند الرواة هو سلسلة الرواة المنتهية بالمتن، ومعنى اتصال السند أي أنّ كل راوي قد سمع من شيخه سماعًا مباشرًا وروى عنه دون أن يكون سمع من واسطة بينه وبين شيخه وحذف هذه الواسطة، وفي هذا تمييز للحديث المتصل عن الحديث المنقطع والمعضل والمرسل وغير ذلك من أنواع الحديث التي فقدت شرط الاتصال،[٢] وفيما يأتي بيانٌ للخطوات الواجب اتباعها لأجل التحقق من اتصال سند الحديث حيث إنّ هذه هي الخطوة من الخطوات المهمّة جدًا في دراسة الحديث والحكم عليه:[٣]
- التأكد من أنّ كل راوي قد سمع من الراوي الذي يسبقه بشكل عام.
- الانتباه إلى وجود رواة موصوفين بالتدليس والتثبّت من تصريحهم بالسماع المباشر.
- التحقّق من اسم الشيخ إذا ثبت أن الراوي عنه من المدلسيّن.
- التأكد من سماع الراوي من شيخه الأحاديث المرفوعة.
- البحث في كون الحديث بنفسه قد سمعه كل راوي من الراوي الذي يسبقه.
- التفريق بين طرق التحمّل إن كان عن طريق الوجادة أو سماع الكتاب.
- البحث والتحقّق من كون الراوي قد سمع الحديث من شيخه إذا عبّر بصيغة محتملة للسماع.
- التأكد من كون المدلسيّن قد صرّحوا بالسماع، أمّا إذا كان الراوي هو شعبة بن الحجاج فلا حاجة للتأكد من ذلك لأنّه لا يُدلّس إلّا عن الثقات.
- النظر في علو سند الحديث ونزوله.
شروط الحديث الصحيح
إنّ اتصال السند هو أحد شروط الحديث الصحيح إذ لا بدّ أن يخلو الحديث الصحيح من الانقطاع في جميع حلقاته، فوجود انقطاع وسقط للرواة في أول الحديث أو وسطه أو آخره يجعله ضعيفًا، وفيما يأتي بيانٌ لشروط الحديث الصحيح الأخرى:[٤]
- العدالة: وتكون العدالة بكون الراوي مسلمًا بالغًا وعاقلًا، سالمًا من أسباب الفسق وخوارم المروءة.[٥]
- الضبط: فرواة الحديث الصحيح يجب أن يتصفوا بالضبط التام، وهو ينقسم إلى ضبط صدر وضبط كتاب.[٥]
- السلامة من العلة: العلة هي: "سبب خفي يقدح في صحة الحديث، يطّلع عليه الأئمة المتقنون"، وتكون بالسند والمتن.[٦]
- السلامة من الشذوذ: والشذوذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه، ويكون بالسند والمتن.[٦]
المراجع
- ↑ "كتاب اليواقيت والدرر شرح شرح نخبة الفكر"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-30. بتصرّف.
- ↑ "كتاب الوسيط في علوم ومصطلح الحديث"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-30. بتصرّف.
- ↑ "أرشيف ملتقى أهل الحديث - 2"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-30. بتصرّف.
- ↑ "كتاب شرح البيقونية - أسامة سليمان"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-30. بتصرّف.
- ^ أ ب "شروط الحديث الصحيح"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-30. بتصرّف.
- ^ أ ب "شروط الحديث الصحيح"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-30. بتصرّف.