كيفية التداوي بالحلبة

كتابة:
كيفية التداوي بالحلبة

الحلبة

الحلبة هي بقوليات خضراء مورقة منتشرة في أوراسيا وأفريقيا حيث تُستخدم على نطاق واسع لقيمتها الغذائية والعطرية لعدة قرون، وقد استُخدمت في العلاجات الطبية التقليدية في أفريقيا وآسيا للتخفيف من مشاكل الجهاز الهضمي والأمراض الجلدية، مثل: الدمامل، والأكزيما، والالتهاب.

تُعرف الحلبة باسم ميثي باللغة الهندية، وهي بهار ومكون شائع في مساحيق التوابل في المطبخ الهندي، تستخدم طازجةً في السلطات، وكذلك مطبوخةً أو مجففةً في أطباق أخرى، واليوم غالبًا ما تؤخذ من قِبل مرضى السكري والأشخاص الذين يسعون للحفاظ على مستويات الدهون الطبيعية في الدم، وتستعمل كمكمل غذائي، كما تُؤخذ الحلبة في كبسولات تحتوي على مسحوق البذور، يمكن أيضًا خلط بذور الحلبة في الأطعمة والأشربة، كما يُمكن غَمر أوراق الحلبة في الماء الساخن لصنع الشاي.[١]


كيفية التداوي بالحلبة

توجد العديد من الفوائد لنبتة الحلبة للصحة، منها ما يأتي:[١]

  • تحسين وظيفة الدماغ: يمكن أن تقلل الحلبة من خطر الإصابة بأمراض الزهايمر والباركنسون، فقد لاحظت دراسة أن الفئران الذين حصلوا على الحلبة كانت لديهم مستويات أقل من إنزيم أستيل كولينسترير، الذي يكسر الناقل العصبي أستيل كولين، وهذا الناقل العصبي يدعم الوظيفة المعرفية والذاكرة والتعلم، كما أن الحلبة قللت من تراكم الأميلويد في الدماغ، مما قلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.[٢]
  • حماية القلب: تؤدي النوبات القلبية إلى موت الأنسجة والإجهاد التأكسدي في عضلة القلب، وفي الفئران زادت الحلبة نشاط مختلف مضادات الأكسدة وحسنت صحة الأنسجة، فالحلبة قد تساعد في تنظيم مستويات الكوليسترول في الدم وتحسين ضغط الدم، مما يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب ويحسن من صحته، وقد يرجع ذلك إلى أن بذور الحلبة تحتوي على حوالي 48% من الألياف الغذائية، إذ يصعب هضم الألياف الغذائية، وتشكل هلامًا لزجًا في الأمعاء مما يصعب هضم السكريات والدهون.[٣]
  • المساعدة في منع السمنة: كنتيجة لدراسات أُجريت على الفئران خفضت الحلبة من الوزن، وكان مؤشر كتلة الجسم أقل، وكان دمهم يحتوي أيضًا على كمية أقل من الدهون.[٤] ونتيجةً لاحتواء الحلبة على الألياف الغذائية فهي تزيد من الشعور بالشبع والامتلاء، مما يؤدي إلى تناول كميات أقل، وهذا يؤدي إلى خسارة الوزن.
  • تقليل نسبة السكر في الدم: تساعد الحلبة في علاج مشاكل التمثيل الهضمي، مثل مرض السكري، إذ يبدو أنها تؤثر على كلا النوعين من داء السكري، إلى جانب زيادة القدرة العامة على تحمل الكربوهيدرات عند الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري، ففي إحدى الدراسات تناول الأشخاص المصابون بمرض السكري من النوع الأول 50 جرامًا من مسحوق بذور الحلبة في وجبة الغداء والعشاء، وبعد 10 أيام وُجِدَ عند المشاركين أن مستويات السكر في الدم أفضل، كما وُجِدَ انخفاض في الكوليسترول الضار LDL،[٥]، فقد تكون هذه الفوائد بسبب دور الحلبة في تحسين وظيفة هرمون الأنسولين، ومع ذلك فإن هذه التأثيرات التي شوهدت في الدراسات التي تستخدم مسحوق الحلبة الكامل أو البذور قد تكون جزئيةً؛ بسبب المحتوى العالي من الألياف.[٦]
  • المساعدة في تحسين صحة الجلد: الحلبة تحتوي على الصمغ، وهو مادة لزجة يمكن أن تُهدئ وترطب البشرة الجافة دون تهيجها عند وضعها على سطح الجلد، فقد طُبّق كريم البشرة الذي يحتوي على مستخلص بذور الحلبة على مجموعة من الأشخاص، فلوحظت زيادة في رطوبة الجلد، وانخفاض محتوى الميلانين؛ أي الصبغة التي تُسبب البقع الداكنة، وعلى الرغم من ذلك قد يعاني بعض الأشخاص من الحساسية تجاه الحلبة، لذلك يجب تطبيقها على منطقة صغيرة من الجلد لاختبار الحساسية.
  • توقف نمو الخلايا السرطانية: تمنع السابونين في الحلبة انقسام الخلايا السرطانية، وتحرض أيضًا موت الخلية المبرمج، كما خفضت بذور الحلبة من الإصابة بسرطان القولون، وأبطأ مستخلص الحلبة تطور سرطان الثدي في الفئران، ومنع نمو سرطان القولون، وسرطان الدم، وسرطان الثدي، وسرطان البروستات، وخلايا سرطان العظام.
  • التخفيف من آلام الحيض: في دراسة أُجريت على 101 طالبة اختبر العلماء شدة آلامهم خلال دورتي حيض متتاليتين عند تناول الحلبة أو الدواء الوهمي، وعلى الرغم من أن جميع النساء كانت لديهن مستويات مماثلة من الألم قبل الدراسة إلا أن النساء اللواتي تلقين الحلبة والبالغ عددهن 51 امرأةً تعرضن لألم أقل في نهاية العلاج من 50 امرأةً تلقين العلاج الوهمي، ويمكن للصابونين الموجود في بذور الحلبة أيضًا تخفيف أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات أو ما يعرف بمتلازمة تكيس المبايض.
  • المساعدة على تحسين الرضاعة الطبيعية: تُعدّ الحلبة من قبل أطباء الأعشاب التقليدية مادةً تُشجع على إنتاج حليب الثدي عند النساء، وبعض الدراسات تُشير إلى أن شرب شاي الحلبة قد يزيد من إنتاج الحليب وزيادة وزن الرُضع، ومع ذلك لا توجد دراسات أخرى تؤكد دورالحلبة في زيادة إنتاج حليب الثدي، لذلك توجد حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات حول هذا الموضوع.
  • الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي: تستخدم البذور تقليديًا للحد من انتفاخ البطن والإسهال، إلا أن الأبحاث العلمية غير متوفرة، وعلى الرغم من ذلك تُعدّ إضافة الحلبة إلى النظام الغذائي آمنةً وتوفر العناصر الغذائية المفيدة والصمغ والألياف الغذائية.


المكونات الرئيسة للحلبة

تعود العديد من الفوائد الصحية للحلبة إلى الصابونين، وهي مركبات تساعد في الحماية من السرطانات وتخفض نسبة الكوليسترول والسكر والدهون في الدم، ويمكن أيضًا أن تقلل من خطر تجلط الدم وحصى الكلى، ومركب التريجونيلين مكون آخر في نبتة الحلبة لديه العديد من الفوائد الصحية؛ إذ إن لديه تأثيرًا مضادًا للجراثيم والفيروسات، وخفض الدهون والسكر، ومكافحة الورم، وحماية الدماغ، كما تحتوي الحلبة على العديد من المركبات مع نشاط مضاد للأكسدة، وتشمل الليتيولين، والأبجينين، وحمض الكافيين، وحمض الكومارايك.

إضافةً إلى أن زيت الحلبة يحتوي على نسبة عالية من الدهون غير المشبعة؛ أي حوالي 84%، وهذا يساعد على زيادة تكوين الأوعية الدموية بعد الإصابات، كما أن الحلبة مصدر غني بالألياف الغذائية؛ إذ تمثل نسبةً تترواح بين 45-50% من وزن البذرة، وهذه الألياف تدعم الصحة العامة الجيدة للجسم، وتساعد على الهضم، وتقلل من نسبة الدهون والسكر في الدم، كما تحتوي على مركب يُسمى تريغونيلين، وهو مادة قلوية مشابهة جدًا لفيتامين B3، فوفقًا لبعض الدراسات من المحتمل أن يكون للتريغونيلين تأثير مضاد للجراثيم، ومضاد للفيروسات، وخافض للدهون ولمستويات السكر، ومضاد للأورام، وخصائص وقاية للدماغ. [١]


كيفية أخذ الحلبة

يُمكن أخذ الحلبة على شكل كبسولات، أو تحضيرها كالشاي، أو إضافة البذور المسحوقة إلى الطعام، وهي متاحة أيضًا على شكل صبغة سائلة، لذلك يمكن إضافة بضع قطرات إلى العصير أو الماء، ويمكن توضيح ذلك كالآتي:[٧]

  • الكبسولات: 500-600 ملغ ثلاث مرات في اليوم.
  • الشاي: 2-3 أكواب في اليوم، ويُمكن صُنع الشاي الساخن أو المثلج، أو الإضافة إلى العصير.
  • البودرة: 5-30 جرامًا من مسحوق البذور المجفف ثلاث مرات في اليوم، ومن الأفضل تناول مسحوق الحلبة قبل الوجبة أو كجزء منها.
  • الصبغة: 3-4 مل ثلاث مرات في اليوم، فقطرة واحدة تُعادل كبسولة 500-600 ملغ.

تعتمد الجرعة على عدد من العوامل، بما في ذلك الوزن، والعمر، والحالة الصحية.


احتياطات وتحذيرات لاستخدام الحلبة

توجد بعض الاحتياطات التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند استخدام الحلبة، ومنها ما يأتي:[٨]

  • الحمل: الحلبة غير آمنة في الحمل عندما تستخدم بكميات أكبر من الموجودة في الغذاء؛ فقد تسبب تشوهات في الجنين، وكذلك تقلصات مبكرة، كما أن أخذ الحلبة مباشرةً قبل الولادة قد يسبب أن تكون لجسم الوليد رائحة غير عادية، لكن لا يبدو أن هذه الرائحة تسبب تأثيرات طويلة المدى.
  • الرضاعة الطبيعية: تُعدّ الحلبة آمنةً عندما تؤخذ عن طريق الفم لزيادة تدفق حليب الأم على المدى القصير، فتُظهر بعض الأبحاث أن أخذ 1725 ملغ من الحلبة ثلاث مرات يوميًا لمدة واحدٍ وعشرين يومًا لا يسبب أي آثار جانبية عند الرضع.
  • الأطفال: الحلبة من الممكن أن تكون غير آمنة عندما تؤخذ عن طريق الفم عند الأطفال؛ فبعض التقارير ربطت شرب شاي الحلبة بفقدان الوعي لدى الأطفال، كما أنه من الممكن أن تظهر رائحة جسم غير عادية لديهم.
  • داء السكري: قد تتأثر مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري بالحلبة، فيجب مُراقبة علامات انخفاض نسبة السكر في الدم.
  • الحساسية: قد يعاني بعض الأشخاص من الحساسية تجاه الحلبة وغيرها من النباتات التي تنتمي إلى العائلة نفسها، بما في ذلك فول الصويا، والفول السوداني، والبازيلاء الخضراء.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "15 Benefits of Fenugreek (Seeds, Leaves, Tea) + Side Effects", selfhacked,21-6-2018، Retrieved 14-10-2019.
  2. Asokan Prema,1 Arokiasamy Justin Thenmozhi,1,* Thamilarasan Manivasagam, and others (2016), "Fenugreek Seed Powder Nullified Aluminium Chloride Induced Memory Loss, Biochemical Changes, Aβ Burden and Apoptosis via Regulating Akt/GSK3β Signaling Pathway", PLoS One. , Issue 11, Folder 11, Page 165955.. Edited.
  3. Jennifer Huizen (31-1-2019), " Is fenugreek good for you?"، medicalnewstoday, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  4. Parveen Kumar, 1 Uma Bhandari, 1 ,* and Shrirang Jamadagni 2 (29-4-2014), "Fenugreek Seed Extract Inhibit Fat Accumulation and Ameliorates Dyslipidemia in High Fat Diet-Induced Obese Rats", Biomed Res Int, Page 606021.. Edited.
  5. Sharma RD1, Raghuram TC, Rao NS. (4-1990), "Effect of fenugreek seeds on blood glucose and serum lipids in type I diabetes.", Eur J Clin Nutr. , Issue 44, Folder 4, Page 301-306. Edited.
  6. Rudy Mawer, MSc, CISSN (13-6-2019), "Fenugreek: An Herb with Impressive Health Benefits"، healthline, Retrieved 14-1-2019. Edited.
  7. Rebecca Safier (3-9-2016), "What Are the Health Benefits of Fenugreek?"، blog.prepscholar, Retrieved 14-10-2019.
  8. "FENUGREEK", webmd, Retrieved 14-10-2019.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×