محتويات
التسبيح
التسبيح من العبادات العظيمة، حيث أنه من أفضل الأعمال التي يحبها الله عز وجل فيجب على المسلم أن يحرص عليه، وخصوصاً بعد الانتهاء من الصلاة، فهو سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان -عليه الصلاة والسلام- يحرص ويواظب على التسبيح والذكر بعد الصلوات المكتوبات، وكان يحثّ أصحابه عليه، وذلك لِما له من الفضل العظيم والأجر الكبير، حيث أنه الصلة الوثيقة بين العبد وربه، ويعد سبباً من أسباب رفع الدرجات ومغفرة الذنوب وتكفير السيئات.[١]
كيفية التسبيح بعد الصلاة
للتسبيح بعد الصلاة عدة كيفيات، وبيانها كالآتي:[٢]
الكيفية الأولى
التسبيح ثلاثاً وثلاثين مرة، والتكبير ثلاثاً وثلاثين مرة، والتحميد ثلاثاً وثلاثين مرة، والتهليل مرة واحدة، وهكذا يكون أتَمَّ التسبيح مئة مرة، للحديث النبوي: "مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ".[٣]
الكيفية الثانية
التسبيح ثلاثاً وثلاثين مرة، والتحميد ثلاثاً وثلاثين مرة، والتكبير أربعاً وثلاثين مرة، للحديث النبوي: "مُعَقِّباتٌ لا يَخِيبُ قائِلُهُنَّ، أوْ فاعِلُهُنَّ، ثَلاثٌ وثَلاثُونَ تَسْبِيحَةً، وثَلاثٌ وثَلاثُونَ تَحْمِيدَةً، وأَرْبَعٌ وثَلاثُونَ تَكْبِيرَةً، في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ".[٤]
الكيفية الثالثة
التسبيح خمساً وعشرين مرة، والتحميد خمساً وعشرين مرة، والتكبير خمساً وعشرين مرة، والتهليل خمساً وعشرين مرة، فذلك تمام المئة، للحديث النبوي: "أمرنا أن نسبِّحَ دبرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ ونحمدَه ثلاثًا وثلاثينَ ونُكبِّرَه أربعًا وثلاثينَ قالَ فرأى رجلٌ منَ الأنصارِ في المنامِ فقالَ أمرَكم رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن تسبِّحوا في دبرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ وتحمدوا اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ وتُكبِّروا أربعًا وثلاثينَ قالَ نعم قالَ فاجعلوا خمسًا وعشرينَ واجعلوا التَّهليلَ معَهنَّ فغدا علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فحدَّثَه فقالَ افعلوا"،[٥] أي أن يسبّحوا، ويحمدوا، ويكبّروا، ويهلّلوا خمساً وعشرين.
الكيفية الرابعة
التسبيح عشر مرات، والتحميد عشر مرات، والتكبير عشر مرات، لقول النبي: "خصلتان، أو خلتان لا يحافظُ عليهما عبدٌ مسلمٌ إلا دخل الجنةَ، هما يسيرٌ، ومن يعملُ بهما قليلٌ، يسبِّحً في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ عشْرًا، ويحمَدَ عشْرًا ، ويكبِّرُ عشْرًا".[٦]
ومما تجدر الإشارة إليه أنه يُشرع للمسلم عدّ التسبيح بأصابع اليد، فهي سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لقول الصحابية يسيرة بنت ياسر رضي الله عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أمرَهنَّ أن يُراعينَ بالتَّكبيرِ والتَّقديسِ والتَّهليلِ وأن يعقِدنَ بالأناملِ فإنَّهنَّ مَسئولاتٌ مُستَنطَقاتٌ"،[٧] والأنامل هي الأصابع، وبأي طريقة استعمل بها المسلم أصابع يده لعدّ مرات التسبيح أجزأته، سواء عقد لكل أصبعٍ تسبيحةٌ واحدةٌ، أو ثلاث تسبيحاتٍ بكل مفصل تسبيحةٌ، حيث قال الإمام ابن علان رحمه الله: "يحتمل أن المراد العقد بنفس الأنامل، أو بجملة الأصابع. والعقد بالمفاصل أن يضع إبهامه في كل ذِكر على مفصل، والعقد بالأصابع أن يعقدها ثم يفتحها".[٨]
المراجع
- ↑ أبو العلاء محمد بن حسين بن يعقوب السلفي المصري، الأنس بذكر الله، صفحة 117-118.
- ↑ سامي محمد، العمل الصالح، صفحة 128-132. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:597، صحيح.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن كعب بن عجرة ، الصفحة أو الرقم:596، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن زيد بن ثابت ، الصفحة أو الرقم: 3413، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم:5065، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن يسيرة بنت ياسر، الصفحة أو الرقم:1501، حسن.
- ↑ "كيف يعقد الإنسان تسبيحه بالأصابع؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022. بتصرّف.