محتويات
كيفية التطهر من الاحتلام
يُمكن للمسلمِ أن يتطهرَ من الاحتلامِ بطريقتينِ، وفيما يأتي بيانهما:
الكيفية المجزئة
يكفي لرفعِ الجنابة من الاحتلامِ أن يُعمّم المسلمَ الماء على بدنه مرةً واحدةً، مع نيةِ رفعِ الحدثِ، أو استباحة الصلاة، ودليل ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لأمِّ سلمة -رضيَ الله عنها-: (إنَّما يَكْفِيكِ أنْ تَحْثِي علَى رَأْسِكِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ ثُمَّ تُفِيضِينَ عَلَيْكِ المَاءَ فَتَطْهُرِينَ)،[١] وبناءً على ذلك يُمكن القولُ بأنَّ الغسلَ المجزئ يكون مقتصراً على ركني الغسلِ دونَ السننِ.[٢]
الكيفية الكاملة
أمَّا الكيفية الكاملة للغسلِ فتكونُ بمراعاةِ أركانِ الغسل وسننه، وهي الصفة التي كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يتطهّر بها، وفيما يأتي بيانها:[٣]
- نيّة رفع الحدث أو استباحة الصلاة.
- التسمية.
- غسل اليدين ثلاث مراتٍ.
- غسل الفرج.
- الوضوء مثل وضوء المسلمِ للصلاةِ، مع تأخير القدمينِ إلى آخر الغسلِ.
- غسل الرأس ثلاث مراتٍ، مع تخليلِ الشعرِ بالماء.
- غسل البدن كاملاً مرةً واحدةً، مع ضرورة التنبيه إلى وصول الماء إلى سائر البدن.
- غسل القدمينِ في آخر الغسل.
متى يجب التطهر من الاحتلام
ثبتَ في صحيح البخاري أنَّ أمَّ سلمة -رضيَ الله عنها- قالت: (جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: إذَا رَأَتِ المَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا).[٤]
واستنبط أهلُ العلمِ من هذا الحديث الشريفِ، أنَّ الغسلَ من الاحتلامِ مقيدٌ بالإنزالِ، فمن رأى المنيَ وجب عليه الغسلَ، سواءً ذكر الاحتلامَ أم لم يذكره، أمَّا من ذكر الاحتلامَ ولم يرَ المنيَ بعد استيقاظه فلا غسلَ عليه.[٥]
معنى الاحتلام
إنَّ الاحتلام في اللّغةِ تعني رؤيا المباشرة في المنام، وإنَّ المعنى الاصطلاحي الشرعي لا يخرجُ أبداً عن المعنى اللّغوي، وبناءً على ذلك يُمكن تعريفه على أنَّه ما يراه النائم من المباشرة، والذي يحدث معه في الغالب إنزالٌ للمني،[٦] وهو علامةٌ من علاماتِ البلوغِ،[٧] بدليل قول الله -تعالى-: (وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ).[٨]
وإنَّ الاحتلامَ ليس مقتصراً على الرجالِ فقط، بل يكونُ من المرأةِ كما يكون من الرجلِ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للمرأة التي جاءت تسأل عن غُسل المرأة فقالت: (هلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا هي احْتَلَمَتْ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ إذَا رَأَتِ المَاءَ)،[٩] وقد تعددت آراء أهلِ العلمِ فيما يتحقّق فيهِ احتلامَ المرأةِ، وفيما يأتي بيانُ ذلك:[١٠]
- القول الأول
يحصل الاحتلام عند المرأة بمجرد وصول المنيِّ إلى ظاهر الفرجِ أيّ ما يظهر منها عند قضاء الحاجة، أو ما يظهر منها عند الجلوس على القدمينِ.
- القول الثاني
يحصل الاحتلام عند المرأة بوصول المنيِّ إلى خارج الفرجِ.
- القول الثالث
يحصل الاحتلام عند المرأة بمجردِ الإنزالِ، حتى لو كانَ هذا الإنزال داخل الرحم ولم يخرج إلى ظاهر الفرجِ.
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:330، صحيح.
- ↑ محمود عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 252، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمود عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 253، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم سلمة ، الصفحة أو الرقم:130، صحيح.
- ↑ محمد آدم الإتيوبي (1996)، ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (الطبعة 1)، صفحة 200، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، الكويت:دار السلاسل، صفحة 95، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ دبيان الدبيان (2005)، موسوعة أحكام الطهارة (الطبعة 2)، الرياض- المملكة العربية السعودية:مكتبة الرشد، صفحة 51، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية:59
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:282، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 1)، الكويت:دار السلاسل، صفحة 96، جزء 2. بتصرّف.