نزاعات الأشقاء
تعد النزاعات بين الأخوة من مسلمات الحياة، فطالما تواجد أكثر من طفل في نفس المنزل، فإن الصراعات والنزاعات حتمية، وتكون هذه النزاعات مصدر للأرق والقلق والتعب عند الوالدين، وقد يتسائل الوالدين عن سبب النزاعات، وعن كيفية التعامل معها بشكل صحيح، إذ يرغب الوالدين أن تكون العلاقة بين أولادهم دافئة وحميمية، حتى تستمر هذه العلاقات معهم بعد البلوغ والتقدم في السن.
يمر الوالدين بعاصفة من المشاعر أثناء نمو أطفالهم وتنازعهم المستمر، كالغضب وفقدان الأمل والحزن والإحباط والشعور بقلة الحيلة، وغيرها من المشاعر السلبية بسبب عجز الوالدين عن منع الخلافات بين أبنائهم.[١]
كيفية الحد من نزاعات الأشقاء؟
هذه مجموعة من القواعد بسيطة، التي يمكن للوالدين اتباعها للحد من نزاعات الإخوة، وتنمية المحبة والتقارب بينهم:[٢][٣]
- تحديد مجموعة من القواعد السلوكية، التي تحدد السلوك المقبول وغير المقبول، ومن الأمثلة على ذلك: أن الصراخ ممنوع والتضارب ممنوع والسباب ممنوع وإغلاق الأبواب بعنف ممنوع، ومن المهم أن يشارك الأولاد بآرائهم في وضع القوانين، والعواقب التي تترتب على خرقها، فهذا من شأنه تعليم الأطفال تحمل مسؤولية أفعالهم بغض النظر عن كمية الغضب التي يشعر بها الطفل، كما أن هذه القواعد المحددة تساعد في الحد من النقاش حول من أخطأ أو من كان السبب في المشكلة.
- يجب أن يعلم الوالدين أن المساواة بين الأطفال قد لا تكون دائمًا الحل الصحيح، إذ قد يكون طفل بحاجة شيء أكثر من غيره.
- يجب أن يكون الوالدين في تواصل مستمر مع كل طفل على حدا، للاهتمام باحتياجات كل طفل واهتماماته، ويجب مشاركة كل طفل في النشاطات التي يحبها، حتى لا يشعر أي منهم بالإهمال أو الظلم.
- يجب أن يعطى كل طفل المساحة والوقت الكافي لممارسة النشاطات التي يحبها، كاللعب أو قضاء الوقت مع الأصدقاء بدون أخوانه، والهدف هو أن يستمتع الطفل بدون الحاجة للتقاسم مع أخوته.
- يجب أن يشعر الطفل بمحبة والديه، ويجب أن يسمع ذلك منهم أيضًا، فيجب أن يعبر الوالدين عن المحبة جسديًا عن طريق العناق والقبلات وبالكلام أيضًا، إذ يجب أن يشعر كل طفل بأهميته من دون شروط.
- يجب أن يستمتع أفراد العائلة مع بعضهم، لذلك يجب أن يكون للعائلة نشاطات جماعية، مثل مشاهدة التلفاز أو اللعب معًا، حتى يتعلم الأطفال كيفية قضاء الوقت مع بعضهم بطريقة سلمية دون عراك، كما يتعلم كل منهم كيفية فهم الآخرين والعمل معًا، مما يحد من الخلافات والتوتر بين الأخوة، إذ أن اهتمام الوالدين أحد الأسباب الرئيسية لصراع الأطفال.
- إذ كان الأطفال يتنازعون على ذات الأشياء باستمرار، كالألعاب أو التلفاز وغيرها، فمن المهم تحديد جدول لتقسيم الأوقات بينهم بشكل عادل، حتى لا يتنازعوا بينهم على الأمور ذاتها.
- إذا كانت النزاعات بين الأخوة متكررة، فمن الممكن عقد اجتماعات أسبوعية، للتأكيد على القواعد المنزلية التي تتعلق بالمشاجرات، كما من الممكن وضع نظام نقاط، بحيث يكسب الطفل نقاط عندما يتصرف بشكل جيد حول أخوته، ويمكن استخدام الجوائز كحوافز على السلوك الجيد.
- يحتاج الأطفال لأن يتباعدوا في بعض الأحيان، لذلك قد يكون من المفيد أن يكون لكل طفل نشاطات خاصة بعيدة عن أخوته، لتقليل الوقت الذي يقضيه الأخوة مع بعضهم، بهدف التخفيف من فرص الاحتكاك والتشاجر.
يتشاجر الأطفال للحصول على اهتمام الوالدين في كثير من الأحيان، فقد يكون أخذ الوالدين أو أحدهما لاستراحة، والابتعاد عن الأولاد بعض الشيء مهمًا لتخفيف فرص الشجار للحصول على الاهتمام.
لماذا يتشاجر الأطفال؟
يعد الشجار بين الأخوة أمر طبيعي لا يستدعي القلق، ويوجد العديد من الأسباب التي تدفع الأطفال للتشاجر، من المنافسة والغيره، ولكن توجد عوامل أخرى تؤثر في مدى تكرار الشجارات، وتؤثر في حدة الشجارات.
تتغير حاجات ورغبات الطفل وهويته باستمرار، ويؤثر ذلك في علاقاته مع أخوته والمحيطين به، فالأطفال مثلًا يدافعون عن ألعابهم وممتلكاتهم بقوة، فيكون ردهم عدائي تجاه الأطفال الآخرين إذا اقتربوا من ألعابهم، وعندما يصل الطفل إلى سن المدرسة، يصبح لديه فهم جيد لمفاهيم العدل والمساواة، لذلك قد لا يستوعب الطفل في ذلك العمل سبب الاختلاف في التعالم بينه وبين أخوته، وأن الأطفال الأصغر سنًا يحصلون على كمية أكبر من الاهتمام، وعندما يصل الطفل إلى سن المراهقة، تصبح لديه رغبة في الاستقلال والتفرد، وقد يكره المشاركة في الأنشطة العائلية، وجميع التغيرات التي يمر بها الطفل أثناء حياته تؤثر في سلوكه، وقد تكون عاملًا وسببًا للشجار والنزاع مع بقية أفراد العائلة.
يختلف الأطفال في طباعهم وقدرتهم على التطور والتأقلم، وهذه الإختلافات في الشخصية تلعب دورًا مهمًا، في قدرتهم على التعايش مع أخوتهم، فبعض الأطفال يتوتر بسهولة، في حين أن البعض الآخر يتصف بالهدوء، كما يتعلق بعض الأطفال بشدة بالوالدين، وهذه الاختلافات تعد من العوامل المهمة التي تؤثر في علاقة الأخوة مع بعضهم.
يتعلم الأطفال بالقدوة، فإذا كان الوالدان يتشاجران باستمرار، يتعلم الأطفال أن الشجار طريقة صحيحة للتعامل مع الآخرين، لذلك لا يجب أن يتشاجر الوالدين أمام الأطفال، ويجب أن يتصرف الوالدان بطريقة سلمية وهادئة حتى يتعلم الأطفال ذلك.[٣]
المراجع
- ↑ "COPING WITH SIBLING RIVALRY", centerforparentingeducation.org, Retrieved 19-7-2020. Edited.
- ↑ "Preventing sibling fights: eight tips", raisingchildren.net.au, Retrieved 19-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "Sibling Rivalry", kidshealth.org, Retrieved 19-7-2020. Edited.