كيفية التعامل مع الطفل المكتئب

اكتئاب الأطفال

يمر الأطفال بحالة الاكتئاب في مرحلة من مراحل حياتهم، ويوجد فرق بين الطفل الحزين والطفل المكتئب؛ فليس بالضرورة أن يكون حزينًا لأنه مكتئب، لكن يعدّ مكتئبًا عندما تطول مدّة حزنه، ويؤثر الاكتئاب في أنشطته اليومية، وعلاقته مع الآخرين في المدرسة أو الحياة الأسرية، وما عدا ذلك لا يعد اكتئابًا، ويعدّ اكتئاب الأطفال حالةً يجب الاهتمام بها، وإيجاد العلاج المناسب لها بواسطة طبيب مختص.^[١]

يقدّر انتشار الاكتئاب عند الأطفال بنسبة 3.3% في الفئة العمرية ما بين 13-18 عامًا، وتشير الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للمراهقين إلى أنّ نسبة الانتحار بين الشباب في عمر 10-24 عامًا تبلغ 5%، ويعد الانتحار ثالث سبب للوفاة بين الشباب.^[٢]

ما هي أعراض اكتئاب الطفل؟

يتم تشخيص الطفل المكتئب حسب تصرفاته أو سلوكه الغاضب، ومن أهم أعراض الاكتئاب عند الأطفال الشعور الدّائم بالحزن، والتقلبات مزاجية، وتختلف شدة الأعراض حسب ظروف الطفل الذي يمر بمرحلة الاكتئاب ومدى تأثره بها؛ فبعض الأطفال يستطيعون ممارسة نشاطاتهم مع ظهور الأعراض لديهم، والبعض الآخر يجد صعوبةً في ممارسة الأنشطة الاجتماعية، أو يُلاحظ تراجعه أكاديميًا، كما قد يحدث تغيير في سلوك الطفل وأخلاقه، خصوصًا عند الأطفال فوق سن 12 عامًا.

وقد تؤدي كآبة الأطفال إلى محاولة الانتحار، لذلك يجب الانتباه وعدم الاستهانة بما يُعانيه الطّفل، وتُعدّ نسبة محاولات الانتحار عند الذّكور أعلى منها عند النّساء، كما أنّها أعلى عند الأطفال الذين يعيشون في ظروف عائلية غير صحيّة يوجد فيها العنف أو شرب الكحول، وعمومًا تتضمن أعراض الاكتئاب عند الأطفال ما يأتي:^[٣]

• الغضب.
• الإحساس مدّةً طويلة بالحزن دون تحسّن، وفقدان الأمل.
• العزلة الاجتماعية.
• زيادة الشهية للأكل أو قلّتها.
• نوبات من البكاء والصراخ باستمرار.
• صعوبة التركيز، وبطء التفكير.
• الخمول البدني، وشعور الطفل بالتعب والإجهاد.
• معاناة الطفل من آلام قد لا تستجيب للعلاج في المعدة أو الرأس.
• إحساس الطفل الدائم بالذنب، وأن لا فائدة مرجوّة من وجوده.
• وجود أفكار لدى الطفل تتعلق بالموت والانتحار.
• نومه لعدد ساعات أقل أو أكثر من المعتاد.
• عدم وجود حماس عند الطفل للمشاركة في المناسبات والأنشطة الترفيهية التي يحبها الأطفال عادةً.

كيف يتم التعامل مع الطفل المكتئب في المنزل؟

من الممكن أن تحدث عواقب وخيمة بسبب الاكتئاب عند الأطفال، مثل: إيذاء النفس، أو الانتحار، وعند الاهتمام وإيجاد العلاج المناسب تحت إشراف الاختصاصي قد تتحسّن الحالة، وعلى العكس يمكن أن تصبح الأمور أسوأ عند الإهمال، ومن أهم الأمور التي يجب اتخاذها عند اكتشاف الاكتئاب عند الطفل ما يأتي:^[٤]

• التحدث مع الطفل: قد يجد الأطفال صعوبةً في التعبير عما يشعرون، أما الأطفال الأكبر سنًّا فقد يرفضون المساعدة، لكن يجب احتواؤهم في هذه المرحلة إلى أن يتخطّوا ذلك.
• مراجعة الطبيب: يُجري الطبيب فحصًا كاملًا لتحديد سبب اكتئاب الطفل، ومعرفة سبب المشكلة بمساعدة الوالدين.
• اختيار الأغذية المناسبة: يؤدّي الغذاء دورًا في الصحة الذهنية والجسدية، الأمر الذي قد يجهله الكثيرون، مع ممارسة الرياضة، إذ تقلل هذه العوامل شعور الطفل بالاكتئاب.
• قضاء وقت كافٍ مع الطفل: إذ إنّ قضاء الوقت مع الطفل يمكن أن يُخرجه من الحالة التي يعاني منها، مثل: الذهاب في نزهة، واللعب مع الطفل، والطهي، وصناعة الحرف، ومشاهدة التلفاز.
• الصبر والمعاملة الحسنة مع الطفل: تحدث المشاحنات بين الأهل والأطفال والمراهقين تحديدًا، ممّا يؤدي إلى شعور الآباء بالإحباط، ولحل هذه المشكلة يجب الابتعاد عن الجدال، أو استخدام الكلمات القاسية مع الطفل، والصبر إلى أن يهدأ قبل التحدث معه.

ما الذي يسبب اكتئاب الطفل؟

من الطبيعي أن يشعر الأطفال والمراهقون بالمشاعر المختلفة من الحزن، أو التقلبات العاطفية، أو المزاجية المختلفة، لكن ما ليس طبيعيًّا هو استمرار هذه المشاعر أكثر من أسبوعين؛ لأنّ ذلك قد يدل على وجود اضطراب عاطفي مثل الاكتئاب، لذا يجب عدم التهاون في هذه المشكلة الخطيرة وعدم التأخر في علاجها، ومن أهم الأسباب المؤدية إلى اكتئاب الأطفال ما يأتي:^[٥]

• صحة الطفل الجسدية: فبعض الحالات المرضية المزمنة كالسمنة قد تؤدي إلى الاكتئاب.
• التغييرات الحياتية: إذ إنّ تغيير نمط الحياة اليومي والأحداث الجديدة في حياة الطفل أو المراهق يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
• تاريخ العائلة المرضي: فأفراد العائلة الذين يعانون من أعراض الاكتئاب قد يكون أطفالهم عرضةً للإصاب به.
• وجود خلل في كيميائية المخ: جميع المواد الموجودة في الدماغ مهمة للصحة الذّهنيّة والعصبية، وعند وجود خلل في أي منها يُصبح الشّخص أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب.

كيف يمكن علاج اكتئاب الطفل؟

يمكن علاج الأطفال الذين تعرضوا للاكتئاب في حياتهم بوضع خطّة علاجية من قِبَل الطبيب، تتضمّن إمّا العلاج السلوكي المعرفي، أو الأدوية، كما يمكن اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي أولًا قبل تجربة أي علاج آخر، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأعمار الصغيرة من الصعب تجربة ذلك معهم؛ بسبب محدودية المفردات لديهم، وبدلًا من ذلك يمكن علاجهم بأساليب أقرب للعب، وفي عام 2015 أقرّت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية خمسة أدوية مضادة للاكتئاب لدى الأطفال، تُستخدم حسب عمر الطفل، وهي:^[٥]

• سيرترالين (sertraline) .
• إسيتالوبرام (escitalopram).
• فلوفوكسامين (fluvoxamine).
• كلوميبرامين (clomipramine).
• فلوكستين (fluoxetine)

المراجع

1. ↑ "Depression in Children", webmd, Retrieved 2020-6-13. Edited.
2. ↑ Cleveland Clinic medical professional (2015-1-16), "Depression in Children"، clevelandclinic, Retrieved 2020-6-13. Edited.
3. ↑ "Depression in Children", webmd, Retrieved 2020-6-14. Edited.
4. ↑ D'Arcy Lyness, PhD (2016-8), "Depression"، kidshealth, Retrieved 2020-6-15. Edited.
5. ^ ^{أ ب} Kimberly Holland (2019-2-21), "Childhood Depression: How to Help Your Child"، healthline, Retrieved 2020-6-15. Edited.