محتويات
الغيرة بين الأخوة
تظهر الغيرة بين الأخوة في أشكال مختلفة؛ كالقتال أو التنافس بينهم، وتُعدّ مصدر قلق لالآباء جميعًا الذين يملكون طفلين أو أكثر، وفي أغلب الأوقات تبدأ مباشرة بعد ولادة طفل ثانٍ وتستمر طوال مرحلة الطفولة، إذ يبدو الطفل الأكبر قد اعتاد على كونه طفل المنزل المدلل؛ لذلك من الطبيعي أن يشعر بالغيرة من الطفل الجديد، الذي يبدو له أنّه يسرق كل انتباه المحيطين به، وعادةً ما يكون الأمر مرهقًا بالنسبة للآباء، لكن يوجد الكثير من الأمور التي ينفّذها الآباء لمساعدة أطفالهم في تخطي الغيرة والتعامل بطرق إيجابية.[١][٢]
أسباب الغيرة بين الأخوة
يوجد العديد من العوامل المسببة للغيرة بين الأخوة، وغالبًا تتضمن ما يأتي:[٣]
- ترتيب الطفل بين الأخوة، إذ يؤثر ترتيب ولادة كل طفل في الطفل نفسه وعلاقته بأشقائه، ويُعزى ذلك إلى التجارب المختلفة التي يمر بها كل طفل، فالمولود الأول يميل إلى جهة الأب الذي يتّخذ أغلب القرارات في الأسرة؛ لذا فهو يهتم بالنتائج، ويميل إلى أن يبدو مثاليًا ومسؤولًا، أمّا المولود الثاني يميل إلى جهة الأم، فيهتم بجودة الأداء، ويميل إلى التعاطف مع الآخرين، وعادةً ما يبدو دبلوماسيًا ويُجيد النقاشات والتفاوض، ويتجنّب الصراع، وهو مستقل، ولديه العديد من الأصدقاء، والمولود الثالث يميل إلى الارتباط بالأزواج في الأسرة؛ مثل: الارتباط بالوالدين أو اثنين من أشقائه، لذا يهتم بالحفاظ على التوازن في العلاقات بين الأشخاص، ويحتاج إلى الاختيارات، أما المولود الأخير غالبًا ما ينظر إلى الصورة العائلية بأكملها، ويهتم بالحفاظ على الانسجام العائلي، ويمتاز بشخصية لعوبة، ولا يتحمل مسؤولية أفعاله.
- التباعد العمري بين الأخوة: يتمتع الأخوة قريبوا العمر بعضهم من بعض بإمكانية قضاء وقت أكثر معًا من الأخوة متباعدوا العمر، وبالتالي يميلون إلى أنّ المنافسة تعكس الأخوة المتباعدين الذين يهتمون بأشياء مختلفة ويشاركون في أنشطة مختلفة.
- الاختلافات في المزاج: قد يعامل الآباء الأخوة الذين يتسمون بالمرونة بشكل مختلف عن الأشقاء الذين هم أكثر صعوبة، وبالتالي يميلون إلى أن يكونوا محبوبين أكثر عكس الأطفال ذوي المزاج الصعب الذين يكونون أكثر تحديًا ويزعجون أشقائهم وآبائهم أكثر، مما يزيد من حدة التنافس بينهم.
- الجنس: إذ يوجد في بعض العائلات تفضيل لجنس على الآخر في التعامل، وعند ولادة الطفل الأقل تفضيلًا سيكبر متلقيًا رسائل بأن عائلته تتمنى لو أنه من الجنس الآخر؛ مثل: ولادة أنثى في عائلة تفضل الذكور، وهذه الرسائل ستؤثر في كيفية ارتباطه بالأخوة الآخرين، مما يزيد الغيرة بينهم، خاصةً من الجنس الأكثر تفضيلًا في العائلة.
- التأثيرات الجسدية: تؤثر العوامل الجسدية؛ كالجوع، والتعب، والمرض، واختلال النمو في العلاقة بين الأخوة، بالإضافة إلى أنّ الأخوة الذين يعيشون في منازل صغيرة، ويملكون غرفًا مشتركة، وربما يتجادلون أكثر بسبب قربهم المتكرر.
- أسلوب الوالدين وأجواء الأسرة: تتراوح أساليب الوالدن من كونها عدوانية للغاية وقاسية بشكل مفرط إلى متساهلة للغاية، ويميل الأطفال الذين تربوا في الأسر في أيٍّ من طرفي هذه السلسلة إلى القتال أكثر، إذ ينتج من الأسرة الصارمة للغاية والتي تستخدم نظامًا فيه عقابًا بدنيًا أطفال تربوا على العدوان، وفي المقابل أيضًا لا يشعر الأطفال الذين تربوا مع والدين متساهلين للغاية بالاهتمام؛ فهم لم يعتادوا على قواعد لتوجيه سلوكهم لذلك يميلون إلى القتال أكثر.
- الأوقات الانتقالية: غالبًا ما تتفاقم مشكلات الأخوة عند وجود تغييرات في الأسرة؛ مثل: ولادة طفل جديد، أو ذهاب أحد الأخوة إلى المدرسة، أو ذهاب أحد الأخوة إلى الكلية أو زواجه، أو وجود طلاق في الأسرة.
- الظروف العائلية: إذ رغم أنّ تربية الأطفال تُنفّذ في الأسرة نفسه، لكنّ الاختلافات في الظروف تُغيّر تجاربهم، وتؤثر في علاقات الأخوة بعضهم ببعض؛ مثل: الحالة المادية للأسرة، ومن كان يعمل من الوالدين ومتى، ومن كان مسؤولًا عن الأطفال منهم، وأين عاشت الأسرة، وطبيعة علاقة الوالدين في الوقت الذي كان ينمو فيه كل شقيق.
- عمر الأبناء: إذ إنّ التنافس بين الأخوة يتغير مع دخول الأطفال في مراحل نمو نضج مختلفة.
- جذب الانتباه: يتنافس الأطفال دائمًا على اهتمام والديهم، خاصةً عند انشغالهم وقلة تركيزهم، أو عند ولادة طفل جديد وشعورهم بفقد مكانتهم في شكل مركز الاهتمام، وفي بعض الأحيان يتركز اهتمام الوالدين على طفل مريض، أو لديه احتياجات خاصة، بالتالي سوف يُسيء الأطفال التصرف للحصول على الاهتمام الذي يريدونه بسبب شعورهم بالتجاهل.[٤]
- الإجبار على المشاركة: حيث معظم الأسر ليست لديها القدرة على توفير احتياجات كل طفل على حدة؛ وهذا يعني أنّه ستتعيّن على كلّ الأخوة مشاركة ممتلكاتهم، وغالبًا يكون التخلي عن لعبة أو إعطاء لعبة مفضلة للطفل أمرًا صعبًا على الأطفال الصغار.[٤]
نصائح للتعامل مع الغيرة بين الأخوة
من الطبيعي أن يتنافس الإخوة والأخوات ويشعرون بالغيرة، لكن على الوالدين مساعدتهم في الانسجام، وحل مشكلاتهم لتطوير علاقة أوثق عند بلوغهم؛ لأنّ عدم التعامل مع غيرة الأخوة جيدًا سيؤذي الوالدين والأطفال، مما يسبب ضررًا جسديًا وعاطفيًا لهم.[٥] وفي ما يأتي بعض النصائح المتبعة للتعامل مع الغيرة بين الأخوة وحل النزاع بينهم:
- الاعتراف بوجهة نظر الطفل؛ مثل: الاتفاق مع الطّفل أنّ الصّغار يبكون كثيرًا إذا عبر الطّفل عن وجهة نظره تلك؛ إذ يساعد الآباء الذين يطورون تواصلًا مفتوحًا وتشاركيًا مع أطفالهم في التحكم بـالتوتر بشكل جيد، وهذا يساعدهم في تطوير المرونة[٦].
- إخبار الطفل الأكبر بمدى حب أخيه له: من خلال إخباره كيف يراه أخوه الأصغر، وكم يحبه عند حدوث مواقف معينة؛ لأنّ ذلك سيجعل الطفل الأكبر سنًا يشعر بأنّه مشارك حقًا في جعل أخيه الصغير سعيدًا، وبالتالي يساعد الوالدين المتجاوبين طفلهم في تعزيز ثقته، والتحكم بالتوتر بحيث يستجيب الطفل بشكل أفضل للتغيير في حياته.[٦]
- العلم بأنّ الغيرة ليست دائمة: عندما يشعر الأطفال بالغيرة من أشقائهم قد يشعر الوالدان كأنّها مرحلة لن تنتهي أبدًا، لكنّها ستتنهي بالفعل، وسيكونون أفضل الأصدقاء.[٦]
- تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره: من خلال التواصل مع الطفل والتحدث عنها ووضع مشاعره في الكلمات دون إخباره بأنّه سيئ، والتوضيح له أن الانتقام بسبب هذه المشاعر غير مقبول.[٧]
- الابتعاد عن المقارنة: إذ لن تساعد المقارنة في تخفيف الغيرة، وبدلًا من ذلك يجب التركيز على نقاط القوة الفريدة لكل طفل من خلال مدح كل طفل بما يتميز في فعله، ثم ما يقدّمه كل منهم لأخيه، وأخيرًا مدح علاقة الطفلين بعضهم ببعض.[٧]
- تجاهل ما ينقله الطفل عن شقيقه: عندما يخبر الطفل والديه بأفعال شقيقه غير المسموحة يجب أن يخبره الوالدان بأنّهما غير مهتمَّين بالسماع عن ذلك، وأنّهما يريدان السماع بما يفعله ويحبه هو، ويجب التوضيح له أنّهما لن يساندانه عند محاولته إقحام شقيقه في مشكلات أو نقل القصص عنه، ولكنه يستطيع طلب المساعدة إذا لزم الأمر، وتنبغي لهما معرفة أنّه أحيانًا لن يفرق الطفل بين الفعل غير المسموح والفعل الخطر؛ مثل: الفرق بين إخباره والديه أنّ شقيقه يلعب بألعابه، وبين أنّ شقيقه الصغير يفتح باب المنزل ويحاول الخروج.[٧]
- تعليم الطفل كيفية حل النزاعات بنفسه: ذلك من خلال تشجيع الطفل على تسوية خلافاته قدر الإمكان، وتشجيعه على إيجاد الحلول، وإذا كان شقيقه الصغير يتدخّل في وقت لعبه أو العكس يُقترَح اللعب في مكان بعيد عن مكان لعب الطفل، وإخباره بأنّه يستطيع تنفيذ أشياء لا يستطيع شقيقه تنفيذها، مثلًا، إخباره أن يكمل لعبه أو الرسم على الطاولة؛ لأنّ شقيقه الصغير لا يستطيع الجلوس عليها ولا يُسمح له باستخدام الألوان.[٧]
كيفية إشراك الأشقاء مع الطفل الجديد
تُتبَع النصائح الآتية لإشراك الشقيق الأكبر مع الطفل الجديد ومساعدته في تقبّله:[٧]
- الاشتراك في رعاية الطفل الرضيع: إذ يوجد الكثير من المهمات الصغيرة التي يساعد الأشقاء فيها، ويشعرون بالحماس لها؛ كالمساعدة في حمل المناشف في وقت الاستحمام، أو إحضار الحفاضات، وعندما يبكي الرضيع يمكن الغناء له أو التحدث إليه بلطف، وإذا كان الطفل يتوسل لحمل شقيقه الجديد يُجلِسه على كرسي بذراعين مدعومًا جيدًا بالوسائد على كلا الجانبين، ثم وضع الرضيع في حضنه والبقاء بالقرب منه.
- تخفيف المجادلات: يُنصح في تخفيف التدريب على استخدام المرحاض، أو الجدال حول الطعام لمدة من الوقت، إذ غالبًا ما يتراجع الأطفال الصغار في هذه الأمور عند وصول أخ جديد؛ لذا يجب إعطاؤه الطعام الذي يحبه، والتخلص مما لا يأكله دون تعليق.
- طلب المساعدة من الطفل: يُستشار الطفل في ألوان ملابس الطفل الرضيع، أو يُطلب منه إضحاكه وتسليته، إذ من المحتمل أن يبتسم الرضيع عندما يغني أخوه أو يرقص أو يصنع الوجوه المضحكة له؛ لذا يجب توضيح مدى حبه لأخيه الأكبر وكيف يبتسم له، أمّا إذا لم يرغب في المساعدة، أو وضع يديه على أذنيه وأنكر وجود الطفل الرضيع فينبغي عدم إجباره؛ لأنّه سيأتي في الوقت المناسب، ولكن يمكن فقط الإصرار على تدخله.
- قضاء الوقت مع الطفل: تجب محاولة تخصيص مدة من الوقت كل يوم لفعل شيء معه، وأثناء ذلك يعتني الأب أو المقربون بالطفل الرضيع، إذ ستقل الغيرة إذا وضعت الأم طفلها الأكبر أولًا في بعض الأحيان، ويُشار إلى مزايا الأخ الأكبر، ويُذكّر بما يتاح فعله بمفرده، والأشياء التي يُسمح له باللعب بها ولا يُسمح للطفل الرضيع.
- الاستعداد لبعض العدائية: عندما يشعر الطفل بالغيرة من الآخرين سيجد صعوبة في التحكم بمشاعره ويضرب أخاه الصغير أو يلقي بشيء عليه، ويجعل ذلك يبدو حادثةً برغم أنّه أمر غير لطيف لكنّه طبيعي، وفي هذه الحالة تُعدّ الوقاية خط الدفاع الأول؛ لذا يجب جعله من الصعب على الطفل أن يؤذي الرضيع، وإذا ضربه أو قرصه يُفضّل تجاهله، وبهذه الطريقة سيفقد ما يريده وهو جذب الانتباه، لكن يجب التدخل سريعًا إذا أحسّ الوالدان بأنّ الطفل أصبح عدوانيًا، وبمجرد أن يستقر يجب التوضيح له بأن الأطفال المشاغبين هم من يضربون.
- تجنب ترك الطفل مع المولود الجديد: يجب عدم ترك الطفل بمفرده مع الطفل الرضيع حتى إذا كان الطفل الأكبر سنًا حنونًا عمومًا، ومع تجنب إخباره بأنّ ذلك بسبب عدم الثقة به، بالإضافة إلى الاحتفاظ بالأدوات الحادة بعيدًا عن متناول اليد، وتجنب تركه مسؤولًا عن عربة الرضيع.
المراجع
- ↑ Amy Morin, LCSW, " How to Reduce Jealousy Between Siblings "، verywellfamily, Retrieved 8-5-2020. Edited.
- ↑ Sara Laule, MD, " Sibling Rivalry"، mottchildren, Retrieved 20-5-2020. Edited.
- ↑ "Coping With Sibling Rivalry", centerforparentingeducation, Retrieved 14-5-2020. Edited.
- ^ أ ب " Sibling Rivalry ", webmd, Retrieved 14-5-2020. Edited.
- ↑ "Helping Parents Respond to Sibling Rivalry", chp, Retrieved 14-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت " How to handle sibling jealousy with a newborn baby: 10 tips", nct, Retrieved 8-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Sibling rivalry: why it happens, and what to do about it", babycentre, Retrieved 8-5-2020. Edited.