محتويات
فترة المراهقة
فترة المراهقة، هي المرحلة العمريَّة التي يمرّ بها الطفل قبل انتقاله إلى سنّ الشباب والرشد، وتعتبر المرحلة الأكثر تحدِّيًا بالنسبة للأهل، إذْ تبدأ تقلبات المزاج عند الطفل، وانتهاج السلوك المتهوِّر، والتحدي الصريح، والمعارك غير المنتهية، ومع ذلك كُلِّه، قد يتملك الأبوين الشعور باليأس من محاولات التواصل الفاشلة مع طفلهم المراهِق، ويعود ذلك إلى تغيُّر طبيعة الطفل وتطوُّره خلال هذه المرحلة، سواءً كان ذلك بسبب اختلاف معالجة المعلومات داخل الدماغ، أو بدء التغيرات الهرمونيَّة.[١]
في الحقيقة، هذه التغيرات لا تبرِّر اتِّخاذ المراهِق السلوك الخاطيء، أو عدم خضوعه للمساءله، ولكنها تساعد في تفسير سبب التصرف المندفع، أو اتِّخاذ القرارات السيئة، أو التمرد، أو الشعور بالقلق الاجتماعي، إلى جانب المساعدة على فهم ما يمرّ به المراهق لبناء التواصل والتعاون معه، بهدف التغلب على المشكلات التي يواجهها، فبصرف النظر عن التغيرات التي تُظهِر انزعاج المراهق، فهو لا يزال بحاجة للفت الانتباه والحب من قِبل والديه.[١]
كيفية التعامل مع طيش المراهقين
التعامل مع المراهقين ليس بالأمر السهل، غير أنَّ هناك مجموعة من النصائح التي يُمكن الأخذ بها لمعرفة كيفيَّة التعامل مع طيش المراهقين، ومن هذه النصائح نذكر ما يأتي:[٢]
- التواصل الحازم والفعال: يعدّ تعلم مهارات وفنّالتواصل مع الأفراد واحدًا من الطرق الفعَّالة للتعامل مع عناد المراهقين، إذْ تساهم هذه المهارات في تعزيز مكانتك عند المراهق، والرفض بطريقة دبلوماسية وحازمة، إلى جانب تقليل مقاومة المراهق، وزيادة التعاون، والتفاوض معه.
- عدم التخلي عن القوة: تأتي القوة بالهدوء وعدم فقدان السيطرة أثناء الحوار، إذْ يميل المراهق إلى استفزاز الأشخاص بصورة سلبيَّة، سواءً بالعِصيان، أو عدم الاستماع، أو رمي الأشياء عند دخوله بنوبة غضب، أو خرق القواعد، أو غيرها من الوسائل التي يتبعها للشعور بالسلطة والسيطرة، لذا يجب الحفاظ على الهدوء التام وعدم الانفعال، لضمان التصرُّف مع الموقف بحكمة، ويُمكن الاستعانة بالتنفس العميق مع العدّ للرقم عشرة في حالة الشعور بالضيق أو التحدي من قِبل المراهق، وتجنب بدء الحوار قبل الشعور بالسيطرة على الغضب.
- إظهار حسّ الفكاهة والتعاطف في المواقف الخفيفة: يُنصَح بإظهار التعاطف مع المراهِق في المواقف التي لا تستدعي إبداء رد فعل قوي وصارم، وضرورة تجنب إعطائه التعليمات وتلقينه الأوامر في المواقف غير الهامَّة، فمن الجيد ترك مساحة معقولة للمراهق.
- فرض العواقب عند القيام بالسلوكيات الخطِرة، لتقليل المقاومة، وفرض الاحترام والتعاون: إنَّ فرض عواقب الوقوع بالخطأ، وتعريفه للمراهق، يعدّ واحدًا من المهارات الفعالة التي يمكن اتِّباعها عند مواجهة المراهِق صعب المراس، ليتحوَّل من المقاومة إلى التعاون.
- إعطاء المراهق الفرصة للمساعدة على حل مشكلاته: فعند الشعور بحاجة الطفل المراهق للتحدُّث، من الجيد إشعاره بالتواجد من أجله، وتوفير الوقت الكافي للجلوس ومناقشة المشكلة بأسلوب هادئ.
- التركيز على القائد عند التعامل مع مجموعه من المراهقين: من الجيد التعامل بحزم مع الشخص الذي يمثِّل المجموعه، وذلك بدلًا من التعامل مع كلِّ مُذنب على حدة، فذلك يسهِّل اتباع المجموعه للتعليمات.
- توضيح الحدود: وهي تلك القواعد العادلة والمعقولة التي يمكن تطبيقها باستمرار، والتي تكون ضرورية للحفاظ على بقاء علاقة بنَّاءة وعمليَّة، وفي جانب التعامل مع المراهق، يعدّ فرض الاحترام من أهم هذه الحدود، والذي سيُقابَل بالاحترام أيضًا، إلى جانب مجموعة القواعد المُتَّبعه في المنزل، والصف، والفريق.
- التعامل مع العنف والغضب: كثيرًا ما يُبدي المراهق رد فعل عنيف وغاضب في كثيرٍ من المواقف، وهنا يُمكن التعامل مع هذه المشكلة بتوضيح حدود الغضب، وفرض العواقب على التصرفات العنيفة، إلى جانب محاولة فهم سبب إثارة الغضب، والمساعد على تفريغ الغضب بطريقة سليمة، وإعطاء المراهق المساحة والوقت الكافي للتراجع عن ما بدر منه، ويجب عدم إغفال تعلُّم وسائل السيطرة على الغضب والانفعال، وهو ما تحدثنا عنه سابقًا.[١]
- التواجد دائمًا: يجب على الوالدين توفير الوقت الكافي للجلوس مع الطفل المراهق باستمرار، والاهتمام به، والاستماع إلى حديثه دون إصدار الأحكام وإعطاء النصائح، وعدم الانشغال بشيءٍ آخر أثناء الحديث.[١]
- تمييز علامات الاكتئاب عند المراهق: تظهر علامات الاكتئاب عند الطفل المراهق على شكل تعاطي للمخدرات والكحوليات، أو وجود مشكلات في الدراسة، أو إدمان استخدام الهاتف الخلوي، أو اللجوء للعنف، أو عدم تقدير الذات، أو اتخاذ السلوك المتهور.[١]
- الحرص على تحقيق التوازن في حياة الطفل المراهق: فتغيير نمط الحياه قد يلعب دورًا هامًّا في السيطرة على المشكلات التي يواجهها الطفل المراهق، ويتضمَّن ذلك القيام بالعديد من الأشياء، كتقليل وقت مشاهدة التلفاز، والتشجيع على تناولالطعام الصحي والمتوازن، وممارسة الرياضة، والحصول على القدر الكافي من الراحة والنوم، وغير ذلك من الأمور الإيجابيَّة.[١]
أخطاء شائعة عند التعامل مع المراهقين
يسعى الآباء دائمًا إلى تعلُّم أفضل الطرق التي تمكِّنهم من التعامل مع أبنائهم بطريقة سليمة، خاصةً خلال فترة المراهقة، ولكنْ ثمة مجموعة من الأخطاء التي قد يقع بها الوالدين أثناء القيام بذلك، في الآتي ذكر لمجموعة منها:[٣]
- قراءة الكثير من كتب الأبوَّة والأمومة، والذي يُصبح مشكلة حقيقة في حالة اعتماد ما ورد في هذه الكتب من تعليمات واتِّخاذها كبديل للمهارات الفطرية التي يتمتع بها الوالدين في تعاملهم مع الأبناء، وهو ما يجعلهم أقل ثقة وأكثر قلقًا عند التعامل مع الطفل.
- تجاهل الأمور الكبيرة، كالتي ترتبط بتعاطي المخدرات أو الكحول، إذْ يجب على الأهل مراقبة سلوك المراهق، والتغيرات التي تتطرأ على حياته، والتي قد تعدّ من علامات الخطر التي يجب الانتباه إليها دائمًا.
- تضخيم الأشياء الصغيرة غير المهمة والقلق بشأنها، كالمظهر الخارجي للمراهق، أو اختيار الملابس، أو عدم الاشتراك في مسرحية معينة، أو غير ذلك، إذْ يجب على الأهل إعطاء الطفل القدرة على اتِّخاذ قراراته في هذه الأمور التي لا تضعه في خطر.
- توقُّع الأسوأ، يتعامل العديد من الآباء مع المراهق على أنَّه مِحنة ومشكلة حقيقية، وتوقُّع وقوعه في العديد من المشكلات والمتاعب، وهو ما يمنع العيش الهانئ والسعيد، إلى جانب زيادة احتمالية انخراط المراهق بالسلوكيات التي يخشاها الوالدين.
- الانضباط أكثر من اللازم أو أقل من اللازم، فالبعض يواجه المراهق في كل مشكلة أو موقف يتجاوز فيه التعليمات، والبعض الآخر يتجنب المواجهه خوفًا من تنفير الإبن وهروبه، وفي هذا الجانب، يجب على الآباء تحقيق التوازن بين الطاعه والحرية.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح "Help for Parents of Troubled Teens", helpguide, Retrieved 2020-09-16. Edited.
- ↑ Preston Ni, "7 Keys to Handling Difficult Teenagers", psychologytoday, Retrieved 2020-09-16. Edited.
- ↑ "5 Mistakes Parents Make With Teens and Tweens", webmd, Retrieved 2020-09-16. Edited.