كيفية التمييز بين المفعول المطلق والمفعول لأجله

كتابة:
كيفية التمييز بين المفعول المطلق والمفعول لأجله

المنصوبات في اللغة

المنصوبات هي أسماء وأفعال ظهرت عليها علامة النّصب لسببٍ نحويّ، والمنصوبات من الأسماء كثيرة من ضمنها المفاعيل الخمسة، وهي: المفعول المطلق، والمفعول لأجله، والمفعول فيه، والمفعول به، والمفعول معه، وفي هذا المقال سنتحدث عن كيفية التمييز بين كلٍّ من المفعول المطلق والمفعول لأجله.


تعريف المفعول المطلق والمفعول لأجله

  • المفعول المطلق هو المصدر، أو ما ناب عنه الذي ينتصب توكيداً لعامله، أو بيانًا لنوعه، أو عدده، مثل: (سرْتُ سيراً حسنًا)، فكلمة "سيراً" هي مصدر انتصب بياناً لنوع عامله (مفعول مطلق)، وسُمي بهذا الاسم لأنَّه المفعول الوحيد الذي لم يُقيَّد بحرف جرٍّ بعده، كالمفعول لأجله، والمفعول فيه، والمفعول معه، والمفعول به. [3]
  • بينما المفعول لأجله هو المصدر القلبي المُعلِّل للحدث، ولا بدَّ أنْ يُشاركه في الزمان وفي الفاعل، مثل: (دخلْت المدرسةَ حبًّا في طلبِ العلمِ)، فكلمة "حبًّا" هي مصدر قلبي ذُكِرَ لبيان سبب الفعل، واتّحد معه في الزمن والفاعل (مفعول لأجله) [2].


أوجه الشبه بين المفعول المطلق والمفعول لأجله

يتشابه كل من المفعول المطلق والمفعول لأجله في كونهما:[١]

  • كلاهما مصدراً.
  • كلاهما منصوباً.
  • كلاهما فضلة، أي يأتي بعد اكتمال أركان الجملة الأساسية.
  • كلاهما يكون في جملة فعليّة أو اسميّة:
    • مثال على المفعول لأجله: (فررْتُ خوفاً منك / أنا فارٌّ خوفاً منك).
    • مثال على المفعول المطلق: (نظّمْتُ عملي تنظيماً / أنا منظمٌ عملي تنظيماً).


أوجه الاختلاف بين المفعول المطلق والمفعول لأجله

يمكننا التمييز بين المفعول المطلق والمفعول لأجله من خلال الفروقات التالية:[٢]

  • المفعول المطلق يكون من لفظ الفعل ومعناه، أو من معنى الفعل فقط، مثل: (أكرمْتُ الضيفَ إكرامًا)، بينما المفعول لأجله لا علاقة له بفعله من حيث اللفظ أو المعنى، مثل: (نقفُ تحيةً للعلمِ).
  • المفعول المطلق يؤكد فعله أو يُبين عدده أو يُبين نوعه، مثل:
الجملة
وظيفة المفعول المطلق
يجمعُ الفلاحُ القطنَ جمعاً.
التوكيد
انطلقَ العداءُ انطلاقاً سريعاً.
بيان النوع
خطا الطفلُ خطوتين.
بيان العدد


بينما المفعول لأجله يُبين سبب وقوع الفعل، مِثل: (زرْتُكَ قصدَ الاطمئنان عليك)، فالمصدر "قصدَ" بينَ سبب حدوث فعل الزيارة، أي أنَّ المفعول لأجله يقع جوابًا لـِ: (لماذا، لأجل ماذا، لِمَ)، كالإجابة عن سؤال (لماذا تُصرَف المكافآت؟): (تُصرفُ المكافآت تشجيعاً للعاملين).

  • يُشترط بالمفعول لأجله أنْ يكونَ مصدراً قلبياً، أمَّا المفعول المطلق فلا يُشترط فيه ذلك، والمصدر القلبي هو المصدر الصادر عن القلب لا عن الأعضاء الظاهرة، أي أنَّه مشتق من أفعال الحواس الباطنة، كالخوف والرغبة، والتعظيم والإجلال، والتحقير والجرأة، والحياء والشفقة، والعلم والجهل وغيرها، فإذا كان المصدر غير قلبي لا يجوز نصبه بل يجر بحرف الجر، مثل: (جئْتُ للقراءة)، وذلك لأنَّ المفعول لأجله هو مصدر معلِّل، والعلة هي الدافع إلى الفعل، والدافع بطبيعته أمر نفسي [1].
  • المفعول المطلق يكون منصوباً، أمَّا المفعول لأجله يُنصب ويُجر، مثل: (فررْتُ خوفًا منك) أو (فررْتُ من الخوفِ منك)، وفي حال جره لا يُعرب مفعولًا لأجله، بل يُعرب جارًا ومجرورًا.
  • لا يجوز تقديم المفعول المطلق على عامله، أمَّا المفعول لأجله فيصح ذلك، مثل: (أتيْتُ حبًا في الاستطلاع / حُبًّا في الاستطلاع أتيْتُ).


أمثلة إعرابية

الجملة
الإعراب
ذاكرْتُ رغبةً في التفوق.
ذاكرْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل المتحركة، والتاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
رغبةً: مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
في: حرف جرّ مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
التفوقِ: اسم مجرور بحرف الجرّ، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة على آخره.
أصومُ طاعةً لله.
أصومُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا.
طاعةً: مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
لله: اللام: حرف جرّ مبني على الكسر، لا محل له من الإعراب، الله: لفظ الجلالة، اسم مجرور بحرف الجرّ، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة على آخره.
قرأتُ قراءةً متواصلةً.
قرأتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل المتحركة، والتاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
قراءةً: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
متواصلةً: نعت منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
لا تمشِ مشيَ المختالِ.
لا: حرف نهي وجزم مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
تمشِ: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره؛ لأنَّه معتل الآخر.
مشيَ: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره، وهو مضاف.
المختالِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرِّه تنوين الكسر الظاهر على آخره.


المراجع

  1. عبده الراجحي، التطبيق النحوي، صفحة 215 223. بتصرّف.
  2. كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 342 350. بتصرّف.
5350 مشاهدة
للأعلى للسفل
×