كيفية الرضاعة الطبيعية

كتابة:
كيفية الرضاعة الطبيعية

الرضاعة الطبيعية

تعدّ الرضاعة الطبيعية أفضل طريقة لإطعام الطفل، لأنّ حليب الأم يوفر للطفل كل المواد الغذائية التي يحتاجها في أول ستة أشهر من عمره، فيشبع جوعه وعطشه، ويُقوي العلاقة والعاطفة بين الأم والطفل. تستطيع الأم البدء بإرضاع طفلها طبيعيًا من الساعة الأولى بعد الولادة، فأول حليب ينزل من ثدي الأم يُسمى اللبأ، ويتميز بسماكته العالية ولونه الأصفر، بالإضافة لاحتوائه على نسبة كبيرة من البروتين والأجسام المضادة اللازمة لمساعدة الطفل على مقاومة الأمراض وبدء حياة جديدة خارج رحم الأم، وبعد ذلك يبدأ حليب الأم الناضج في التكون والنزول من الثدي خلال أيام قليلة بعد الولادة.[١]


كيفية الرضاعة الطبيعية

قد تجد الأم صعوبة في إرضاع طفلها في بداية الأمر، خاصةً إذا كانت أول مرة، ويعدّ مفتاح نجاح الأم في إرضاع طفلها؛ الوضع المريح لكليهما، والاتصال الجيد بينهما، وفيما يأتي أهم النصائح التي تساعد على إرضاع الطفل بطريقة سليمة:[١][٢][٣]

  • اختيار مكان مريح وهادئ لإرضاع الطفل، فالرضاعة الطبيعية قد تستغرق مدة تتراوح من خمس دقائق إلى ساعة، لذا يجب أن تكون الأم مرتاحة.
  • الجلوس باستقامة أو الاستلقاء قليلًا للخلف حسب الوضع الأكثر راحة للأم، بالإضافة إلى دعم الظهر والقدمين لزيادة الراحة، والاستعانة بالوسائد لدعم يدي الأم والجنين.
  • وضع الطفل على جانبه بمواجهة الأم، ليكون أنفه في مستوى حلمة الثدي، ويجب التأكد من توفير الدعم لرقبة وكتف الطفل بالذراع، وإذا كان الثدي كبير الحجم قد يكون وضع الاستلقاء على الجانب أثناء الرضاعة مريحًا أكثر.
  • تقريب الطفل إلى الثدي وتجنُّب تقريب الثدي إلى الطفل.
  • تحريك الثدي بالقرب من فم الطفل لتحفيزه على فتح فمه باتساع، ومهم جدًا أن يضع الطفل الحلمة كاملة وجزء من الجزء الداكن المحيط بها داخل فمه، ليتمكن من الرضاعة بسهولة، وليس الإمساك بالحلمة فقط.
  • للتأكد من وضع الطفل الجيد المناسب للرضاعة، يجب أن التأكد من وجود بعض العلامات، وهي؛ ذقن الطفل الملاصق للثدي، وفمه مفتوح باتساع، والإحساس بشد في الحلمة دون الشعور بألم، وعدم صدور ضوضاء أثناء الرضاعة، وغيرها.
  • يجب إرضاع الطفل في الأسابيع الأولى من عمره كلما احتاج الطفل إلى ذلك، فقد تصل عدد مرات الرضاعة إلى اثنتي عشرة مرة خلال اليوم، ويمكن التأكد من تناول الطفل للكمية الكافية له من الحليب، إذا كان يرضع ثماني مرات على الأقل يوميًا، والتبول خمس مرات على الأقل، والتبرز برازًا لينًا مرتين على الأقل يوميًا حتى عمر ستة أسابيع، بالإضافة إلى نمو وزيادة وزن الطفل بالمعدل الطبيعي، وانتباه الطفل الجيد أثناء استيقاظه.


وضعيات الرضاعة الصحيحة

لا توجد وضعية معيّنة للرضاعة الصحيحة، إنّما تكون الوضعية الصحيحة عندما تكون الأم ورضيعها يشعران بالراحة أثناء الرضاعة، وفيما يأتي بعض الوضعيّات المريحة للأم والطفل:[٤]

  • وضعية المهد: تتمثّل هذه الوضعية بوضع رأس الطفل على مفصل كوع الأم، على أن يكون باقي جسم الطفل باتجاهها وتكون يدها على ظهره، كما يمكن وضع بطن الرضيع على جسم أمّه ودعم رأسه أو رقبته باستخدام يدها الأخرى.
  • وضعية كرة القدم: تتمثّل هذه الوضعية بأن يكون ظهر الطفل على ذراع أمه، ورأسه في كفّة يدها، وقدميه بجانبها، ويمكن اختيار هذه الوضعية في حالات الولادة القيصريّة أو للأطفال حديثي الولادة.
  • وضعية الجانب: تتمثّل هذه الوضعية بنوم الطفل إلى جانب أمّه، فترفع الأمّ الثّدي، وتُدخل الحلمة في فمّ الطفل، وتدعم جسم الطّفل بيدها الأخرى، وهي من الطرق الملائمة للإرضاع أثناء ساعات الليل.


فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل

الاعتماد على الرضاعة الطبيعية بالكامل لإطعام الطفل في الشهور الستة الأولى من عمره له العديد من الفوائد، مثل:[٤]

  • توفير كل المواد الغذائية اللازمة للنمو؛ إذ يحتوي حليب الأم على مزيج من البروتينات، والدهون، والفيتامينات سهلة الهضم، والضرورية لنمو الطفل.
  • توفير الأجسام المضادة لمحاربة الأمراض، فالأطفال المعتمدون على الرضاعة الطبيعية أقلّ عرضة من الأطفال المعتمدين على الحليب الصناعي في التعرض للإسهال والقيء، ونزلات البرد، وأمراض الجهاز التنفسي، والتهاب الأذن.
  • تقليل خطر الإصابة بالحساسية والربو.
  • زيادة الترابط بين الأم والطفل وزيادة شعور الطفل بالأمان بسبب قرب المسافة بينهما، ولمس جلد كل منهما للآخر، والاتصال البصري خلال الرضاعة الطبيعية.
  • زيادة وزن الطفل بالمعدل الطبيعي دون الإصابة بالوزن الزائد على عكس الحليب الصناعي.
  • تقليل خطر الإصابة بمرض السكري، والسمنة، وبعض أنواع السرطانات، لكن تلك الفائدة تحتاج إلى المزيد من الأبحاث لتأكيدها.
  • زيادة معدل ذكاء الطفل لاحقًا.


فوائد الرضاعة الطبيعية للأم

الرضاعة الطبيعية طريقة موفرة للمال والوقت ومريحة للأم، فلا تحتاج الأم لشراء الحليب الصناعي أو لتعقيم، وتحضير، وتسخين الرضعات للطفل، ولها العديد من الفوائد الأخرى التي منها ما يأتي:[٥]

  • تحرق الرضاعة الطبيعية سعرات حرارية زائدة، ممّا يُساعد الأم في خسارة الوزن الزائد المكتسب خلال فترة الحمل خصوصًا بعد الأشهر الثلاثة الأولى من الولادة.
  • تساعد الرضاعة الطبيعية في إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يقبض عضلات الرحم، فيقلل النزيف بعد الولادة، كما يُساعد في عودة الرحم لحجمه الطبيعي قبل الولادة.
  • تقلل الرضاعة الطبيعية خطر الإصابة بسرطان الثدي، وسرطان المبيض.
  • تقلل خطر الإصابة بالاكتئاب بعد الولادة، والعديد من الأمراض الأخرى؛ كمتلازمة التمثيل الغذائي، وأمراض القلب، والسكري، والعديد غيرها.
  • توقف الرضاعة الطبيعية التبويض والدورة الشهرية، لذا فإنّها قد تُستخدم مانعًا طبيعيًا للحمل، خاصةً في الشهور الأولى من الرضاعة، لكنّها غير فعالة تمامًا، لذا يجب استشارة الطبيب قبل الاعتماد عليها في منع الحمل.


التحقق من الرضاعة الطبيعية

عندما يكون الطّفل مرتبطًا بطريقة صحيحة بالصّدر، ويرضع جيّدًا سيُلاحَظ ما يأتي:[٦]

  • أنّ الرّضاعة الطبيعية تُشعر بالرّاحة وليست مؤلمةً.
  • أنّ الطّفل يرضع بعمق وبانتظام، وأحيانًا مع توقّف مؤقّت، ويمكن سماعه وهو يبتلع الحليب.
  • الطّفل يأخذ الحلمة بأكملها ونسبةً كبيرةً من الهالة التي تكون حول الحلمة إلى فمه، وتكون نحو ذقنه أكثر من أنفه.
  • ضغط ذقن الطّفل على الثّدي مع وضوح أنفه، أو مجرّد لمس الأنف الخفيف للثّدي.
  • قلب شفتي الطّفل على الصّدر للخارج.
  • إنّ الثديين في حالة جيّدة، ولا تظهر أيّ علامات غير طبيعيّة.
  • أخذ الحليب من الثديين بطريقة صحيحة، يُؤدي إلى الشعور بالمرونة فيهما بعد الرّضاعة.


مشكلات الرضاعة الطبيعية

توجد بعض المشكلات التي تواجها الأم المُرضع، منها:[٤]

  • التهاب الحلمات؛ إذ قد تواجه المرضعات التهابًا في الحلمات خلال الأسابيع الأولى.
  • جفاف حلمات الثّدي وتشققها، ويُنصح للتغلّب على هذه المشكلة تجنّب الصابون، والكريمات المعطّرة، وملطّفات الجسم التي تحتوي على الكحول؛ لأنّ ذلك يُسبّب جفاف الحلمات وتشققها الكثير.
  • قلق الأم من عدم كفاية الحليب لإشباع طفلها، وتعتقد بعض النساء أنّه إذا كان ثدياها صغيرين لن تُنتج كميّةً كافيةً من الحليب، لكن هذا الاعتقاد خاطئ، والمرأة التي تملك ثديًا صغيرًا تُنتج الحليب بنفس الكميّة والمغذّيات التي تنتجها المرأة ذات الأثداء الكبيرة، وتوجد قاعدة عامّة أنّ الطفل إذا رضع 6-8 مرّات سيأخذ غالبًا احتياجه الكامل من الحليب، كما يُنصَح بعدم إعطاء الطفل أي من المشروبات الأخرى حتى الماء أثناء الرضاعة الطبيعية خلال الستة أشهر الأولى من حياته.


مكونات حليب الأم

إنّ حليب الأم يتغير بناءً على احتياجات الطفل، كما يتكوّن من عدة مكونات طبيعية، منها:[٢]

  • جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل لنموه.
  • الهرمونات التي يحتاجها الطفل للعمل بطريقة جيدة.
  • الميكروبات النافعة الضرورية لتطور الجهاز الهضمي، والمناعي لدى الطفل.
  • المكونات المساعدة على محاربة أنواع العدوى المختلفة.


المراجع

  1. ^ أ ب "Breastfeeding your baby", pregnancybirthbaby,2018-9، Retrieved 2018-12-30. Edited
  2. ^ أ ب "Breastfeeding for beginners", babycentre,2018-9، Retrieved 2018-12-30. Edited
  3. "Breastfeeding Positions", healthychildren,2016-11-21، Retrieved 2018-12-30. Edited
  4. ^ أ ب ت "Breastfeeding Overview", www.webmd.com, Retrieved 1-7-2019. Edited.
  5. Adda Bjarnadottir (2017-6-1), "11 Benefits of Breastfeeding for Both Mom and Baby"، healthline, Retrieved 2018-12-30. Edited
  6. "Breastfeeding attachment techniques", raisingchildren.net.au,30/7/2018، Retrieved 30/5/2019. Edited.
2540 مشاهدة
للأعلى للسفل
×