كيفية الصبر على البلاء

كتابة:
كيفية الصبر على البلاء

مفهوم البلاء

إنّ البلاء هو: "المِحنْة تنزل بالمرء ليُخَتَبر بها"، وعادةً ما يُطلق البلاء على الغم والحزن إذ إنّ وقوع البلايا والمحن يُصيب الإنسان بالهم والغم والحزن، ومن معاني البلاء أيضًا: "الجهد الشديد في الأَمر"، فالبلاء يُسبّب لصاحبه الجهد والتعب،[١] أمّا البلاء في المعنى الشرعي الاصطلاحي فقد عُرّف بعدّة تعريفات؛ حيث عرّفه الطبري بأنّه: "الامتحان والاختبار بشدائد الأمور"، كما وصفه القرطبي بأنّه: "الامتحان والاختبار من الله للعبد، وقد يكون حسنًا وقد يكون سيئًا"، وفي تعريف القرطبي للبلاء توسيع لمفهومه إذ لم يحصره بالأشياء السيئة حيث ذكر أنّه يمكن أن يكون حسنًا كأن يُبتلى الإنسان بكثرة المال فيكون امتحان الله -عزّ وجلّ- له بقدرته والتزامه بتأدية حق المال وزكاته وشكر الله على نعمه وعطائه، وفي هذا المقال سيتم بيان كيفية الصبر على البلاء وكيفية دفعه قبل وقوعه.[٢]

كيفية الصبر على البلاء

إنّ الصبر في المعنى اللغوي هو: "الحبس"، أمّا في الاصطلاح فقد عرّفه ابن القيّم بأنّه: "حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي، والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوها"، وقبل معرفة كيفية الصبر على البلاء يجب العلم أنّ المؤمن في خيرٍ ومنحة من الله -عزّ وجلّ- دائمًا؛[٣] حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له"،[٤] فحياة المؤمن ما هي إلّا مراحل متعددة من الشكر والصبر، ولكنّ المؤمن لا يجدر به أن يسأل الله البلاء والمحن بل يُداوم على سؤال العافية وطلبها في كلِّ وقتٍ وحين، فإن نزلت به محنة ووقع في البلاء يلجأ إلى الصبر،[٥] وفي قصص أهل الإيمان وأخبارهم خير دليل على أهمية سؤال الله الصبر عند الشدائد، كما فعل المؤمنون في جيش طالوت حيث قالوا: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا}،[٦] وكأنّهم في سؤالهم هذا قد طلبوا أن يُصّب عليهم الصبر صبًّا فاستجاب الله وصبّرهم ونصرهم.[٧]

ومن عظيم أجر الصبر على البلاء أنّ الصابر يُوفّى أجره بغير حساب، قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}،[٨][٩] وكذلك فإنّ للاسترجاع عند المصائب فضلٌ عظيم؛ وعن أم سلمة -رضي الله عنها قال- سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: "ما مِن مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ ما أمَرَهُ اللَّهُ: إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ راجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لي خَيْرًا مِنْها، إلَّا أخْلَفَ اللَّهُ له خَيْرًا مِنْها، قالَتْ: فَلَمَّا ماتَ أبو سَلَمَةَ، قُلتُ: أيُّ المُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِن أبِي سَلَمَةَ؟ أوَّلُ بَيْتٍ هاجَرَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ إنِّي قُلتُها، فأخْلَفَ اللَّهُ لي رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- قالَتْ: أرْسَلَ إلَيَّ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- حاطِبَ بنَ أبِي بَلْتَعَةَ يَخْطُبُنِي له"،[١٠] ومن جزاء قول إنّا لله وإنّا إليه راجعون عند وقوع البلاء أنّ الله -عزّ وجلّ- يُصلّي على عباده المحتسبين والصلاة من الله على العبد هي ثناءٌ له كما أنّ الاسترجاع سببٌ في تنزّل الرحمات الإلهية وحصول الهداية.[١١]

وممّا يزيد في أهمية الصبر عند البلاء معرفة أنّ الصبر في مثل هذه المواطن هو من الإيمان بالله فيسعى الإنسان لتحقيق هذا الإيمان من خلال الصبر والاحتساب،[١٢] عن سعد بن أبي وقّاص قال: "قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أيُّ النَّاسِ أشَدُّ بَلاءً؟ قال: الأنبياءُ، ثم الصَّالِحونَ، ثم الأمثَلُ، فالأمثَلُ مِنَ النَّاسِ"،[١٣] إذن فالبلاء قد أصاب خير البشر أنبياء الله وأصاب الصالحين من عباد الله فالصلاح هو معيار شدّة البلاء، ولمعرفة كيفية الصبر على البلاء لا بدّ من المسير على نهج الأنبياء والصالحين في تعاملهم من البلاء وكيفية صبرهم وتحملّهم.[١٤]

وفي إطار الإجابة عن سؤال ما هي كيفية الصبر على البلاء فإنّ ذلك لا يكون إلا بتحمّل هذا البلاء والتوقف عن التسخّط والشكوى واللجوء إلى الله بالدعاء وتوطين النفس على الصبر عند الصدمة الأولى أي أن يُدرّب الإنسان نفسه على تقبّل الفواجع من البداية فهذلك من خير الأمور التي تعين على الصبر بعد ذلك،[١٥] ولتذّكر أجر الصابرين أثر عظيم في تقوية النفس وتصبيرها على البلاء والكرب فمن كرم الله أنّه يُكفّر سيّئات الصابرين على البلاء ويكافئهم في الدنيا والآخرة بدخول الجنة.[١٦]

ومن رحمة الله بعباده أنّه يمنحهم من الصبر على قدْر البلاء المنزل عليهم، فالله -عزّ وجلّ- لا يُكلّف نفسًا إلّا وسعها،[١٧] كما أنّ في صبر الإنسان على ما يكره الخير الكثير؛[١٨] وفي الحديث الذي حضّ فيه رسول الله ابن عمّه عبد الله بن عبّاس على الصبر وأعطاه منهجًا متكاملًا للحياة، يقول صلّى الله عليه وسلّم: "واعلَمْ أنَّ في الصَّبرِ على ما تَكرَهُ خَيرًا كَثيرًا، وأنَّ النَّصرَ مع الصَّبرِ"،[١٩] فالصبر هو من أهم مقومات النصر وهذا ما دلّت عليه النصوص الشرعية وبيّنه أهل الجهاد من السلف الصالح.[٢٠]

كما أنّ الصبر هو شرفٌ للإنسان في الدنيا والآخرة وهذا ممّا يزيد من الرغبة في معرفة كيفية الصبر على البلاء،[٢١] حيث قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}،[٢٢] فالخالق الكريم يُعوّض عباده الصابرين على البلاء والفقد بخيرٍ ممّا فقدوه،[٢٣] ويُكفّر خطايا وذنوب الصابرين على المرض والتعب والأذى وغير ذلك من أنواع البلايا،[٢٤] ومن فضائل الصبر أنّ الله العظيم أثنى على صبر أنبيائه وأمر به رسول الله،[٢٥] حيث قال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}،[٢٦] وفي الصبر توفيق من الله للعبد في الدنيا،[٢٧] وإكرام له في الآخرة حيث ينال تحية الملائكة وسلامهم عليه.[٢٨]

ومن أهم ما يجب معرفته عند الإجابة عن سؤال ما هي كيفية الصبر على البلاء أن يعرف الإنسان ما هي الوسائل المعينة على الصبر؛ التي من أعظمها الإيمان بقضاء الله وقدره،[٢٩] والاستعانة به سبحانه،[٣٠] واللجوء إليه عند المصائب والإكثار من قول إنّا لله وإنّ إليه راجعون مع إدراك أثر هذا الذِكر في رفع البلاء والصبر عليه،[٣١] مع اليقين بحسن الجزاء عن الله،[٣٢] وباقتراب الفرج،[٣٣] مع ضرورة إدراك أنّ البلاء هو من طبيعة الحياة الدنيا ومن سنن الله الكونية،[٣٤] ومقارنة المصائب بالنعم الكثيرة يزيد الصبر ويرفع الهمّة،[٣٥] وكذلك فإنّ معرفة المسلم بأن ردّة فعله تجاه المصائب والبلايا هي حظه من تلك المصيبة فمن رضي فإنّه سيُكتب مع الراضين ومن يسخط ويجزع فسيكتب مع الساخطين إلى غير ذلك من ردّات الفعل التي تتفاوت بحسب الطبيعة البشرية يقويه ويزيد من وضوح إجابة سؤال ما هي كيفية الصبر على البلاء،[٣٦] وأخيرًا فإنّ الاقتداء بأهل الصبر والعزائم والتأمل في سيَرهم وصبرهم من أكثر الأمور التي تُعلّمنا كيفية الصبر على البلاء.[٣٧]

كيفية دفع البلاء قبل وقوعه

بعدما تمّت معرفة كيفية الصبر على البلاء وذكر الوسائل المعينة على ذلك لا بدّ مع معرفة كيفية دفع البلاء قبل وقوعه، فالإنسان يخشى البلاء ويسأل الله دوام العافية فإذا وقع البلاء لجأ إلى الصبر والدعاء، ولكنّ دفع البلاء قبل وقوعه أسهل من رفعه بعد وقوعه، وقد جعل الله لدفع البلاء أسبابًا كثيرة؛ ومن هذه الأسباب ما يأتي:

  • شكر الله على نعمه الكثيرة وتأدية حق كل نعمة أنعمها الله على العبد فالشكر هو سبيل دوام النعم أمّا كفران النعم هو السبب في زوالها ووقوع البلاء، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}،[٣٨] وفي هذه الآية يتبيّن أثر الشكر في دفع البلاء وتجنّبه.[٣٩]
  • تقوى الله عزّ وجلّ بفعل الأوامر واجتناب النواهي من أعظم الأمور التي تدفع البلاء وقد دلّت الكثير من الآيات الكريمة على أثر التقوى في حصول التيسير وأنّ ترك التقوى هو سبب في وقوع البلاء، ومنها قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}،[٤٠] فالتقوى هي إحدى أهم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة.[٤١]
  • التزوّد بالطاعات وترك المحرّمات من الوسائل المعينة في دفع البلاء قبل وقوعه، إذ أنّ حفظ حدود الله وأداء الواجبات والإكثار من النوافل والقربات والمحافظة على الأذكار والأدعية تحفظ الإنسان من البلاء وتزيد من الراحة والطمأنينة في حياته.[٤٢]
  • عدم التعرّض لأولياء الله المشهود لهم بالخير يدفع البلاء لأنّ الله تعالى قد أخبر في الحديث القدسي أنّ معاداة أوليائه هو سبب في تعرّض الإنسان للهلاك والسخط منه عزّ وجلّ.[٤٣]
  • الحمد باللسان عند رؤية أصحاب الابتلاءات سبب في دفع البلاء النازل، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من رأى صاحبَ بلاءٍ فقال الحمدُ لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضَّلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلًا إلا عُوفِيَ من ذلك البلاءِ كائنًا ما كان ما عاش".[٤٤][٤٥]
  • صلة الرحم والبعد عن الظلم ممّا يدفع البلاء قبل وقوعه إذ أنّ قطيعة الرحم وظلم الناس هو سبب من أسباب وقوع البلاء ونزوله على العبد.[٤٦]
  • إسداء وصنع المعروف للناس هو سبيل وقاية الإنسان من مصارع السوء والحفظ منها كما أنّ لصنع المعروف أثرٌ كبير في حسن الخاتمة.[٤٧]
  • التحرزات الليلية التي بيّنتها الأحاديث النبوية وهي إغلاق الأبواب وربط الأسقية وتغطية الآنية وإطفاء المصابيح والسرج وإطفاء النار بالبيت والحرص على وجود الأطفال داخل البيت بحلول المساء إلى غير ذلك من الاحتياطات التي يجب الأخذ بها لدفع البلاء والأذى.[٤٨]
  • الاستعاذة بالله من كل شر واللجوء إليه لمواجهة كل ما يخشاه الإنسان ويخافه هي سبب عظيم في دفع البلاء فالله هو القوي القادر على تحصين الإنسان ودفع جميع أشكال الأذى عنه ولكن لا بدّ من وجود يقين لدى الإنسان عند استعاذته بالله ولجوئه إليه.[٤٩]
  • استيداع الأشياء لله تعالى فالله هو الحافظ الحفيظ القادر على أن يحفظ للإنسان جميع ما يحب كالمال والأهل والولد وفي استيداع الإنسان أشيائه لربّه تبرء من حوله وقوته إلى حول الله وقوّته.[٥٠]
  • الأخذ بالتوجيهات الشرعية عند رؤية الرؤى السارة والمحزنة فالرؤيا الصالحة يُخبر بها من يحب ويحمد الله عليها ولا يُخبر بها إلا عالم بتأويلها، أمّا الرؤيا المكروهة فلها آداب كثيرة لا بدّ من الالتزام بها كي يحفظ الإنسان نفسه من المكروه ومن أهمّ آدابها عدم التحدّث عنها والاستعاذة بالله من شرّها.[٥١]
  • حفظ الأطفال ممّا يضرّهم ويكون ذلك من خلال اتباع السنن النبوية في التعامل مع الأطفال بفعل سنن المولود وإحسان اختيار الوالدين الذين يُربّون أبناءهم تربية صالحة وفقًا للمنهج النبوي القويم والحرص على تجنيبهم الأمراض النفسية والجسدية قدر الإمكان.[٥٢]

مواقف من الصبر على البلاء

إنّ الصبر هو صفة عظيمة اتصّف بها الأنبياء والصالحين، وقد صبر رسول الله في سبيل نشر الدعوة وتحمّل الكثير من العناء سعيًا لانتشار الدين الإسلامي في جميع أرجاء الأرض، حيث كان يبذل وسعه في تبليغ رسالته في إسراعه لتبليغ الدعوة لقومه وتحمّل أذاهم خير دليل على ما تحمّله وما عاناه، وكذلك فإنّ أنبياء الله وعباده الصالحين قد عانوا من البلاء وصبروا عليه، وفيما يأتي بعضٌ من مواقف الصبر على البلاء:[٥٣]

  • موقف أبي عبيدة بن الجراح: سجّل أبو عبيدة بن الجرّاح رضي الله عنه موقفًا إيمانيًا جليلًا تبيّن من خلاله صبره على البلاء ورضاه بأمر الله، فلّما حصل طاعون عمواس كان أبو عبيدة على رأس جيش في الشام فأرسل عمر بن الخطاب لأبي عبيدة رسالةً يدعوه فيها لأن يترك مكان الطاعون ويأتي إليه ولكنّ أبا عبيدة رفض الانتقال من مكانه حتّى أصابه الطاعون ومات به راضيًا محتسبًا.[٥٤]
  • موقف أسماء بنت أبي بكر: لأسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- الكثير من المواقف البطولية منذ بداية الدعوة، وقد طال عمرها وشهدت أحداثًا كثيرة ومن أعظمها لمّا أصيب ابنها عبد الله بن الزبير تمنّت أن لا يموت حتى تستطيع تحنيطه وتكفينه بيديها فكان لها ذلك ثمّ توفيّت بعدها بليالٍ.[٥٥]
  • موقف الخنساء: حضرت الخنساء -رضي الله عنها- معركة القادسية وشجّعت أولادها على القتال والجهاد في سبيل الله وقد شاء الله أن يستشهد أولادها الأربعة في تلك المعركة؛ فما كان منها إلّا أن قالت: "الحمد لله الذي شرّفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته".[٥٦]
  • موقف عمر بن عبد العزيز: كان لعمر بن عبد العزيز ولدٌ يُدعى عبد الملك وقد كان شبيهًا لأبيه في الزهد، وقد مات ولده هذا وأخوه سهل بن عبد العزيز ومولاه مزاحم في أيّامٍ متتابعة، فصبر عمر واحتسب وكان متفائلًا بعظيم أجرهم عند الله عزّ وجلّ.[٥٧]

أبرز ما قيل عن الصبر على البلاء

إنّ الصبر على البلاء من أعظم ما يُوفّق إليه العبد المُبتلى؛ وقد أثنى أهل الإسلام على الصبر وبيّنوا الكثير من فضائله، وفيما يأتي جملة من أقوال السلف الصالح عن الصبر على البلاء:

  • قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "بُني الإسلام على أربع دعائم: اليقين، والصبر، والجهاد، والعدل"، وقال أيضًا: "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا جسد لمن لا رأس له، ولا إيمان لمن لا صبر له".[٥٨]
  • قال عمران بن حصين رضي الله عنه: "ثلاثٌ يدرك بهنّ العبد رغائب الدنيا والآخرة: الصبر عند البلاء، والرضا بالقضاء، والدعاء في الرخاء".[٥٩]
  • قالت أم الدرداء رضي الله عنها: "إنّ الراضين بقضاء الله الذين ما قضى الله لهم رضوا به، لهم في الجنة منازل يغبطهم بها الشهداء يوم القيامة".[٥٩]
  • قال وهب بن منبه رحمه الله: "ثلاثٌ من كنّ فيه أصاب البر: سخاوة النفس، والصبر على الأذى، وطيب الكلام".[٦٠]

المراجع

  1. "تعريف و معنى البلاء في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  2. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  3. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن صهيب بن سنان الرومي، الصفحة أو الرقم: 2999، حديث صحيح.
  5. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية: 250.
  7. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  8. سورة الزمر، آية: 10.
  9. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 918، حديث صحيح.
  11. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  12. "دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  13. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 3/45، حديث إسناده حسن.
  14. "كتاب مجموع فتاوى ابن باز"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  15. "كتاب شرح العقيدة الواسطية للعثيمين"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  16. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  17. "كتاب موسوعة الرقائق والأدب - ياسر الحمداني"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  18. "كتاب مجموع رسائل ابن رجب"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  19. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، حديث صحيح.
  20. "كتاب مجموع رسائل ابن رجب"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  21. "كتاب موسوعة الرقائق والأدب - ياسر الحمداني"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  22. سورة السجدة، آية: 24.
  23. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  24. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  25. "كتاب موسوعة الرقائق والأدب - ياسر الحمداني"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  26. سورة الأحقاف، آية: 35.
  27. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  28. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  29. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020.
  30. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-02-2020. بتصرّف.
  31. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020.
  32. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  33. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  34. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  35. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  36. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020.
  37. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  38. سورة إبراهيم، آية: 7.
  39. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  40. سورة الأعراف، آية: 96.
  41. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  42. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  43. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  44. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5/308، حديث صحيح بطرقه.
  45. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  46. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  47. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  48. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  49. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  50. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  51. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  52. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  53. "مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرف.
  54. "دروس الشيخ أحمد فريد"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  55. "دروس الشيخ أحمد فريد"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  56. "دروس الشيخ أحمد فريد"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  57. "دروس الشيخ أحمد فريد"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  58. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرف.
  59. ^ أ ب "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
  60. "كتاب مجلة البحوث الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-04-2020. بتصرّف.
4833 مشاهدة
للأعلى للسفل
×