كيفية الصبر على الشدائد
ينشأ الصبر على الشدائد من عدّة أسباب، منها:[١][٢]
- التصبّر على تحمّل الشدائد والمصائب، وتدريب النفس على ذلك، يقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك: "مَن يَصْبِرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ".[٣]
- معرفة جزاء الصبر عند الله -تعالى- وثواب من صبّر نفسه.
- إدراك أن الشدّة التي نزلت بالإنسان إنما هي في القدر السابق الجاري بها، مقدّرة من عند الله قبل أن يُخلق، فلا بدَّ من حدوثها، وجزعه لن يزيده إلا بلاء.
- أن يعلم أن المصيبة أو الشدّة التي نزلت به قد تكون نتيجة ذنوبٍ ارتكبها، قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)،[٤] فعليه بكثرة الاستغفار والتوبة إلى الله والإنابة إليه، قال عليُّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه: "ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رُفع بلاء إلا بتوبة".
- أن يعلم بأن الله قد ارتضاها له واختارها، وأن من تمام العبوديّة رضاه بما رَضِي به مولاه، وإن لم يستطع الرضا فلا بد من الصبر على ما نزل به من شدَّةٍ وبلاء.
- أن يعلم بأن هذه الشدّة داء نافع ساقها الله العليم الخبير إليه، وهو الطبيب العالم بمصلحته، وذلك يدعوه للصبر والمصابرة حتى يفوز برضا الله وعطائه، قال تعالى: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).[٥]
- أن يعلم بأن الشدّة والبلاء ما وردت إليه لتهلكه وتقتله، إنما هي لتمتحن صبره وتمحّص ما في قلبه، فإن صبر عليها وثبت سيعلم الصابر أن الشدّة في حقه صارت نعمًا كثيرة، وعكس ذلك من جزع وانقلب لى عقبيه ولم يصبر، فإن مصيبته تتضاعف في نفسه حتى تصير مصائب، قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّـهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ).[٦]
- أن يعلم بأن الله -عز وجلَّ- يُربي عباده من خلال الشدائد ومغالبة الصِعاب، ومن خلال السّراء والضّراء والنعمة والبلاء، فيستخرج منهم عبوديته في جميع أحوالهم.
فضل الصبر في الإسلام
الصبر من أخلاق الإسلام العظيمة التي يجب أن ترافق المسلم في جميع أحواله وأعماله، وإن نجاحه في الدنيا ونجاته وفوزه في الآخرة معلّقان على صبره وشدة تحمّله ومدى رضاه بما قسم الله له وقدّر، وليس ثمة فضلٌ يناله المسلم أحسن من الصبر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما أُعْطِيَ أَحَدٌ مِن عَطَاءٍ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْر"،[٧] إضافة إلى الآيات القرآنيّة الكريمة الكثيرة التي أوجبت الصبر وحثت عليه، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[٨][٩]
أنواع أخرى للصبر
يتسع الصبر ليشمل مجالاتٍ أُخرى إلى جانب الصبر على البلاء، منها:[١٠]
- الصبر على شهوات النفس وأطماعها.
- الصبر على شهوات الناس ونقصهم وضعفهم وأذاهم.
- الصبر على وقاحة الطغيان وانتفاش الباطل.
- الصبر على قلة الناصر وطول الطريق.
- الصبر على ضبط النفس ساعة النصر والقوة والتمكين من الله.
المراجع
- ↑ د. أحمد الفرجابي (9/4/2005)، "فضل الصبر والوسائل المعينة عليه "، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022. بتصرّف.
- ↑ ابن القيّم، مدارج السالكين، صفحة 166-167. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم:1053.
- ↑ سورة الشورى، آية:30
- ↑ سورة البقرة ، آية:216
- ↑ سورة آل عمران، آية:142
- ↑ رواه أبو سعيد الخدري ، في صحيح مسلم، عن مسلم، الصفحة أو الرقم:1053، صحيح.
- ↑ سورة آل عمران ، آية:200
- ↑ أبو زيد السيد عبد السلام رزق (20/1/2019)، "إتحاف النبلاء بفضل الصبر على البلاء (خطبة)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022. بتصرّف.
- ↑ عادل التل (17/8/2014)، "الصبر "، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022. بتصرّف.