الطواف لغةً واصطلاحًا
يُعرّف الطواف في اللغة على أنَّه الدوران حول الشيء، فيُقال: طاف بالبيت أي دار حوله، أمَّا الطواف في الاصطلاح فهو عبادة ونُسك من مناسك الحج، وهو أن يتعبَّد الإنسان ربَّه عزَّ وجلَّ من خلال الدوران حول الكعبة بشروط خاصة وكيفية خاصة حددها الشرع وفصَل فيها، وقد وردَ الطواف في القرآن الكريم في سورة البقرة، قال تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}[١]، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على كيفية الطواف حول الكعبة في الإسلام.[٢]
كيفية الطواف حول الكعبة
لا بدَّ على كلِّ مسلم أن يكون داريًا، عارفًا، مُطلعًا على كيفية الطواف حول الكعبة الشريفة، فالطواف نُسك من مناسك الحج، والحج ركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيما روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: "بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ وإقَامِ الصَّلَاةِ وإيتَاءِ الزَّكَاةِ والحَجِّ وصَوْمِ رَمَضَانَ"[٣]، وأمَّا كيفية الطواف حول الكعبة فالطواف يبدأ من أمام الحجر الأسود وينتهي بذات المكان، فيجب على الطائف أن يبدأ طوافه من محاذاة الحجر الأسود ولا ضرَّر ولا حرج عليه إذا بدا الطواف قبل الحجر بقليل ولا يجوز أن يبدأ الطواف بعد الحجر أبدًا، قيل في كتاب كشاف القناع: "فيحاذيه أي الحجر أو يحاذي بعضه بجميع بدنه؛ لأنَّ ما لزِمَ استقبالُهُ لَزِمَ بجميعِ البدنِ كالقِبلة، فإن لم يفعل -أي يحاذي الحجر أو بعضه بكل بدنه- ابتدأ بالطواف عن جانبِ الركن من جهة الباب بحيث خرج شيء من بدنه عن محاذاة الحجر أو بدأ بالطواف من دون الركن الذي به الحجر كالباب ونحوه كالملتزم، لم يحتسب بذلك الشوط؛ لعدم محاذاة بدنه للحجر، ويُحتسبُ له بالثاني وما بعده ويصير الثاني أولًا"، وبعد أن يتأكد الطائف من محاذاة جسد للحجر الأسود يبدأ الطواف ويطوف بالبيت سبعة أشواط وكلُّ شوط يبدأ عند الحجر الأسود وينتهي عنده، ويكون طواف العبد حول الكعبة عكس جهة عقارب الساعة، أي على الطائف أن يضع الكعبة على يساره ويطوف، والله تعالى أعلم.[٤]
شروط صحة الطواف
لقد حدد الشرع كيفية الطواف حول الكعبة للمسلمين حتَّى لا يخطئ الطائفون في نُسك أساسي من مناسك الحج، كما وضعوا شروطًا خاصة لصحة الطواف حول الكعبة، يجب على المسلم مراعاة هذه الشروط حتَّى يكون طوافه صحيحًا مُتَقَبَّلًا بإذن الله تعالى، وشروط صحة الطواف هي:[٥]
- أن يكون الطواف حول الكعبة الشريفة في مكة المكرمة حصرًا، قال تعالى في سورة الحج: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}[٦]، البيت العتيق هو الكعبة الشريفة في مكة.
- أن يكون الطائف حول بيت الله الحرام دخل حرم المسجد الحرام، فإن لم يكن في ساحة المسجد فعلى سطوح المسجد أو في أروقته، وجدير بالذكر إنَّ المسجد الحرام تعرَّض لأعمال توسعة كبيرة لذلك لا بدَّ أن ينتبه الطائف أثناء طوافه من وجوده داخل حرم المسجد وليس خارجه ولا جُناح عليه إذا طاف على سطح من سطوح المسجد أو غير ذلك، قال الإمام النووي: "واتَّفقوا على أن لو طاف خارج المسجد لم يصحَّ طوافُهُ بحال".
- يجب أن يدخل وقت الطواف حتَّى يصح الطواف إذا كان لهذا الطواف وقت مثل طواف الإفاضة، أمَّا طواف التطوع فلا يُحسب فيه هذا الشرط.
- يجب على الطائف أن يطوف من وراء الحِجْر، لأن الحِجر قسم من الكعبة فلا يجوز الطواف داخله، وقد كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يطوف حول الكعبة وراء الحِجر، والله تعالى أعلم.
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية: 125.
- ↑ "تعريف الطواف ومشروعيته وفضائله"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
- ↑ "ابتداء الطواف قبل محاذة الحجر الأسود"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "شروط صحة الطواف"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية: 29.