محتويات
كيفية الغسل الكامل بعد النكاح
فيما يأتي بيان الكيفيّة الصّحيحة للاغتسال، وذكر أقول الفقهاء في كلّ فرض وسنّة:
تحقيق الأركان
فرائض وأركان الاغتسال هي:[١]
- النيّة: وقال بفرضيّتها كلّ من الشافعية والمالكية والحنابلة، حيث ينوي المسلم رفع الحدث الأكبر، ودليلهم قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ الأعمال تكون بالنيّات، أما الحنفيّة فقالوا بسنّيّة النيّة.
- تعميم الشعر والبشرة بالماء: وهذا الرّكن اتّفق عليه جميع الفقهاء، وذلك لحديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن الجنابة: (أَمَّا أَنَا فَآخُذُ مِلْءَ كَفَّيَّ ثَلاَثًا فَأَصُبُّ عَلَى رَأْسِي، ثُمَّ أُفِيضُهُ بَعْدُ عَلَى سَائِرِ جَسَدِي).[٢]
- المضمضة والاستنشاق: وذهب إلى فرضيّتهما كلّ من الحنفيّة والحنابلة.
- نقض الضفائر: اتّفق الفقهاء على أنّه لا يجب نقض الضفائر -أي فكّ ربط الشعر المربوط- إذا كان الماء يصل إلى أصول الشعر ومنبتهنّ، أمّا إذا كان متلبّدًا ويمنع من وصول الماء فيجب حينها نقض الضفيرة.
- الموالاة: ذهب الحنفيّة، والشافعيّة، والحنابلة إلى سنيّة الموالاة، ونصّ الحنابلة على أنّه إذا فاتت الموالاة قبل إنهاء الغسل، فجفّت أعضاء المغتسل، وأراد بعدها إتمام غسله؛ أتى بالنيّة وجوبًا، ويغسل ما تبقّى من جسده، وقال المالكيّة بفرضيّة الموالاة في الغسل.
- التدليك: ذهب المالكيّة إلى وجوب التّدليك لصحّة الاغتسال، وذهب الشافعيّة، والحنابلة، والحنفيّة، إلى سنيّة التّدليك.
تحقيق السنن
سنن الاغتسال هي:[٣]
- التّسمية: وقال بسنيّتها كلّ من الحنفيّة والشافعيّة، وذهب الحنابلة إلى وجوب التّسمية.
- غسل الكفّيْن: وذلك باتّفاق الفقهاء.
- إزالة الأذى: قال الشافعيّة والحنابلة بأنّ أكمل الغسل أن يزيل المسلم الخبث من على جسده.
- الوضوء: وهذا قول الجمهور، وذلك لحديث عائشة -رضيَ الله عنها-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ كما يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ).[٤]
- البدء باليمين: وهذا باتّفاق الفقهاء، فعن عائشة -رضيَ الله عنها-: (كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَل مِنَ الْجَنَابَةِ دَعَا بِشَيْءٍ نَحْوَ الْحِلاَبِ، فَأَخَذَ بِكَفِّهِ، ثُمَّ بَدَأَ بِشِقِّ رَأْسِهِ الأَْيْمَنِ ثُمَّ الأَْيْسَرِ).[٥]
- البدء بالأعلى: وذهب لهذا القول الشافعيّة.
- التثليث: ذهب كل من الحنفيّة والشافعيّة والحنابلة إلى سنّية تكرار غسل الأعضاء ثلاث مرات.
كيفية الغسل المجزئ بعد النكاح
إنّ كيفية الغسل المجزئ -أي ما يسقط به الغسل- تكون بأن ينوي المسلم رفع الحدث الأكبر عن جسده، ثم يعمّم الماء على جسده مرّة واحدة فقط، وبهذا يكون قد تطهّر من الجنابة.[٦]
حكم الغسل بعد النكاح
يجب الاغتسال بعد الجنابة، وضابطه بخروج المني من المرأة أو الرجل، سواء كان ذلك؛ استمناءً، أو احتلامًا، أو بسبب الجماع، ويجب الغسل على الزوجين بمجرّد الجماع ولو بلا إنزال، وذلك لتصحّ العبادات من الفرد المسلم.[٧]
ملخّص المقال: إنّ النيّة، وتعميم الماء على الجسد، هو ما تمّ الاتّفاق عليه بين الفقهاء على أنّهما ركنان للغسل، وما تبقّى فهو من الفروض عند بعض المذاهب والسنن، وأكمل الغسل الإتيان بسنن الغسل مع فرائضه.
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 207-212. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جبير بن مطعم، الصفحة أو الرقم:1344، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 212-215. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:248، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:318، صحيح.
- ↑ صالح الفوزان، كتاب مجموع فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان، صفحة 227. بتصرّف.
- ↑ محمد التويجري، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 356. بتصرّف.