محتويات
الجلوكوز هو أحد السكريات البسيطة والتي يمكن الحصول عليها من تحلل اللاكتوز أو السكريات والكربوهيدرات الموجودة في النظام الغذائي أثناء الهضم، فكيف يتم امتصاص الجلوكوز؟
عندما يستقلب الجسم الكربوهيدرات يقوم بإنتاج جزيئات الجلوكوز وهي مصدر الطاقة للعضلات والدماغ. معلومات حول امتصاص الجلوكوز في هذا المقال:
آلية امتصاص الجلوكوز
ينتمي الجلوكوز للسكريات الأحادية وهو أحد أهم أشكال السكر التي يستخدمها الجسم للحصول على الطاقة، إذ يتم تحويل جميع الكربوهيدرات بما في ذلك أنواع السكريات الأخرى إلى جلوكوز أثناء هضم الطّعام.
فبعد تناول الكربوهيدرات وهضمها يتم امتصاصها في الأمعاء الدقيقة عن طريق نظام نقل من خطوتين كالآتي:
1. الخطوة الأولى
يتركز الجلوكوز بالخلايا عن طريق آلية يتم تحفيزها بواسطة ناقل الجلوكوز المعتمد على الصوديوم (Sodium-dependent glucose transporter SGLT-1) والموجود بشكل رئيسي في الأمعاء والكلى.
تتكون عملية امتصاص الجلوكوز من تجويف الأمعاء إلى الخلايا الامتصاصية من مرحلتين كالآتي:
- يقوم ناقل الجلوكوز المعتمد على الصوديوم بنقل جزيء الصوديوم من داخل الخلايا إلى السائل الخلالي (Interstitial Fluid)، وسيؤدي هذا لانخفاض تركيز الصوديوم داخل الخلية.
- تبدأ المرحلة الثانية نتيجة لانخفاض الصوديوم داخل الخلايا، إذ يتم نقل أيونات الصوديوم من تجويف الأمعاء عن طريق الانتشار الميسّر (Facilitated Diffusion) أي الانتشار بمساعدة بروتين النقل، ويتميّز بروتين النقل الذي يساعد في هذه الحالة بخصوصية تتمثّل في أنه ينقل مع أيون الصوديوم جزيئًا من الجلوكوز من تجويف الأمعاء إلى الخلايا الامتصاصية وهو ما يسمى بالتبادل الكهروكيميائي.
2. الخطوة الثانية
بمجرد دخوله للخلايا تتسبب بروتينات وإنزيمات النقل الأخرى في الانتشار السهل للجلوكوز، إذ ينطلق الجلوكوز من الخلايا إلى الفراغ الخلالي بواسطة آلية يُعتقد أنها تحدث عن طريق الانتشار الميسّر عبر ناقل الجلوكوز (Glucose transporter-GLUT2) الموجود في الغشاء الجانبي والقاعدي للخلايا ومن هناك إلى الدم.
سوء امتصاص الجلوكوز والجالاكتوز
سوء امتصاص الجلوكوز والجالاكتوز (Glucose galactose malabsorption-GGM) هو اضطراب استقلابي وراثي ينتج عن عدم قدرة الأمعاء الدقيقة على امتصاص واستخدام الجلوكوز والجلاكتوز.
يحدث هذا الاضطراب نتيجة طفرة في جين مسؤول عن توفير المعلومات لإنتاج بروتين ناقل الجلوكوز المعتمد على الصوديوم (SGLUT1) والذي يوجد بشكل رئيسي في الأمعاء والكلى.
دور ناقل الجلوكوز المعتمد على الصوديوم (SGLUT1) في الأمعاء يتمثل كما ذكرنا بكونه ينقل الجلوكوز والجالاكتوز إلى الخلايا التي تبطن جدار الأمعاء، أمّا عن دوره في الكلى فيلعب هذا البروتين دورًًا في الحفاظ على المستويات الطبيعية للسكر في الدم، حيث يقوم بنقل الجلوكوز إلى خلايا الكلى المتخصصة والتي تضمن عودة السكر إلى الدم وعدم إطلاقه في البول.
هذا الخلل الجيني النادر الذي يضعف تكوين ناقل الجلوكوز المعتمد على الصوديوم سيؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الأمعاء ومع تراكمه تحبس السوائل في الأمعاء وتتسبب بجفاف خلايا الجسم مع حدوث إسهال شديد.
كيف يتم تنظيم مستويات جلوكوز الدم؟
يتم التحكم بمستويات الجلوكوز الموجودة في الدم من خلال الآليات الآتية:
1. الكبد
يعمل الكبد كنظام دارئ لتغير الجلوكوز في الدم، فعندما يرتفع الجلوكوز في الدم ويفرز الإنسولين بعد تناول الوجبة، يقوم الكبد بالاحتفاظ بثلثي الجلوكوز الممتص كمخزون على هيئة غليكوجين (Glycogen)، ثم يقوم الكبد خلال باقي ساعات اليوم بإرجاع الجلوكوز إلى الدم للحفاظ على مستويات الجلوكوز الموجودة في الدم.
2. هرمونات البنكرياس
عندما يرتفع تركيز الجلوكوز في الدم بشكل كبير، يتم إفراز الأنسولين الذي يقلل من مستوى السكر في الدم، وعلى النقيض عند هبوط السكر في الدم يقوم البنكرياس بإفراز هرمون الغلوكاغون (Glucagon).
3. هرمونات الغدة الكظرية
في حالة انخفاض الجلوكوز لفترة طويلة يتم إفراز الأدرينالين، وهرمون النمو، والكورتيزول من هرمونات الكظرية، مما يؤدي إلى استعادة مستوى السكر الطبيعي في الدم.