كيفية تربية الخيل

كتابة:
كيفية تربية الخيل


كيفية تربية الخيل

هناك العديد من الأمور التي لا بدّ من توفيرها بشكل صحيح؛ لتأمين رعاية جيّدة للخيل أو الحصان في حال الرغبة بتربيتها، ومنها ما يأتي:[١]

مسكن الخيل

تُوجد العديد من الأمور المهمّة، والمُتعلّقة بمسكن الخيل، وهي كالآتي:

الحظيرة

تُعَدّ الرغبة في إنشاء حظيرة جديدة لجعلها مسكناً للخيل أمراً يحتاج إلى التحقُق من القوانين التنظيمية التي تسمح للشخص بتنفيذه، وتختلف هذه القوانين تِبعاً لموقع المكان ضمن منطقة مأهولة بالسكان، أو كونه ضمن منطقة ريفية، كما يُوصى برفع أرضيّة حظيرة الخيل بما لا يقلّ عن ثلاثين سنتيمتراً عن الأرض لتأمين تصريف جيّد للمياه خلالها، فذلك يُعدّ أمراً بالغ الأهمّية بالنسبة لصحّة الخيل؛ فالرطوبة التي قد تحدث في أرضيّة الحظيرة جرّاء غمرها بالمياه يُمكن أن تُلحق الضرر بحوافر الخيل.[٢]

يختلف حجم الحظيرة المُناسبة للخيول تبعاً للعديد من العوامل؛ كحجم الحصان، وفترة بقائها في الإسطبل، إذ تحتاج الخيل التي تبلغ من الوزن نصف طنّ تقريباً إلى حظيرة لا تقلّ أبعادها عن ثلاثة أمتار ونصف تقريباً؛ وذلك لتكون قادرة على التحرُّك والنوم بشكل مُريح، وبغضّ النظر عن اختلاف حجم الحظيرة، فإنّ هناك العديد من الأمور الأساسيّة لجَعلها مكاناً آمناً، وذا بيئة مُناسبة لها.[٣]

كما يُوصى بأن تكون جدران الحظيرة بطول مترين ونصف تقريباً؛ وذلك كي لا تتمكّن الخيل من القفز فوق هذه الجُدران، أو يُمكن القول إنّه يجب بناء جدار الحظيرة بحيث لا يقلّ عن مرة ونصف عن طول الخيل نفسها؛ فالأسقف المُنخفضة للحظائر قد تؤدّي إلى إلحاق الأذى بصحّة الحصان، كما أنّها تمنع حركة الهواء بشكل جيّد عبر هذه الحظائر.[٣]

وكما هو الحال بالنسبة إلى جدران الحظيرة، فإنّ بابها كذلك يجب أن يرتفع بمقدار يزيد عن مترَين تقريباً، وبعرض يتراوح بين 1.0668 متر إلى 1.143 متر (42-45 إنشاً)؛ حتى يكون آمناً لعبور الخيل من خلاله. وتُوجد العديد من التصاميم المُختلفة لأبواب الحظائر، كتقسيم الباب إلى لوحَين منفصلين، أو حتى عدم تغطيته بشكل كُلّي، وأيّاً كان التصميم أو المادة التي تمّ استخدامها لإنشاء باب الحظيرة، فلا شكّ بأنّه يجب أن يكون متيناً، وقوياً، وخالياً من أيّة حَوافّ قد تُعرّض الخيل للخطر، أو الإصابة.[٣]

المأوى الخارجي

يُمكن شراء الأغطية الخارجية التجارية المُتوفّرة في السوق، أو صُنعها من المعدن، أو حتى الخشب، وتُوضَع الأغطية الخارجية الجانبية للحظيرة من ثلاث جهات؛ لحماية الأحصنة من الرياح.[١]

وتجدر الإشارة إلى أنّ ارتفاع هذا المأوى يجب أن يتراوح بين مترَين ونصف إلى ثلاثة أمتار تقريباً، مع مساحة تبلغ عشرة أمتار مُربّعة لكلّ خيل، إضافة إلى الحرص على إيجاد مساحة كافية لإطعام الخيل. [١]

الفِراش

هناك العديد من الموادّ التي يُمكن أن تُشكّل فِراشاً جيّداً في مسكن الخيول، كنِشارة الخشب، أو القشّ، وهما مادّتان قد يصعب الحصول عليهما، وقد يكون سعرهما مرتفعاً، كما يُمكن استخدام قشر الأرز، أو قشر الفول السودانيّ كموادّ جيّدة بديلة عن القشّ، ونشارة الخشب لفراش للخيل.[١]

وبغضّ النظر عن طبيعة المادّة المُختارة، فإنّها لا بدّ أن تكون جميعها نظيفة، وخالية من الغبار، أو من أيّة مواد أُخرى قد تُشكّل خطراً على صحّة الخيل، وخاصّة تلك المواد التي قد تكون موجودة في نِشارة الخشب غير الصالحة.[١]

كما أنّه يجب تأمين فراش يكون علوّه وارتفاعه مناسباً للخيل، ويختلف هذا العلو تِبعاً لاختلاف طبيعة أرض الحظيرة؛ ففي حال كانت أرضيّة الحظيرة من التراب، فإنّ ارتفاع الفراش لا ينبغي أن يقلّ عن عشرة سنتيمترات، أو خمسة وعشرين سنتيمتراً في حال كانت من الإسمنت، أو من الأسفلت.[١]

السياج

لا بُدّ أن يحتوي مسكن الخيول والأحصنة على ما يسمح بخروج الخيول إلى الخارج بشكل آمن؛ ولهذا لا بدّ من وضع سياج حول الحظيرة، بحيث لا يقلّ ارتفاعه عن متر وعشرين سنتيمتراً تقريباً.[١]

وليكون هذا السياج آمناً على الخيل فإنّه يجب اختيار إحدى الخيارات المُتعدّدة التي يُمكن صُنع سياج حظيرة الخيل منها، كالألواح الخشبيّة، أو الخشب المُجلَّس، أو السياج المعدنيّ، أو مادّة كلوريد متعدد الفينيل (بالإنجليزية: Poly Vinyl Chloride)، وتُعرف اختصاراً ب(PVC)، أو غيرها من الموادّ الأخرى التي تصلُح لهذا الغرض.[١]

تغذية الخيل

الغذاء

تُعتبر تغذية الخيل أمراً مهمّاً من تربيتها؛ فالخيل تمتلك حجرة واحدة فقط لا تُمكّنها من تفكيك الطعام عن طريق الهضم البكتيريّ كباقي أنواع الماشية المجترة-التي تحتوي معدتها على أربع حجرات- كالماعز والأغنام، حيث ينزل الطعام لدى الخيل مُباشرة إلى ما يُعرَف بالمعدة الصغيرة مروراً بالأمعاء الدقيقة؛ لذلك فإنّ الخيل تفتقر إلى وجود العضلات في معدتها، ممّا يُفقدها القدرة على التقيُّؤ في حال تناولها بعض الأطعمة المُخمَّرة، كالعلف المُخزَّن.[٤]

يُوصى بتوفير الأعلاف، والفيتامينات، والمعادن، والحبوب للحفاظ على نظام غذائي متوازن للخيل، وتُعتبَر الأعلاف مصدر الغذاء الرئيسيّ للخيل الذي يُمكن أن يلبّي معظم احتياجات نظامها الغذائيّ، ويُمكن أن يكون مصدر هذه الأعلاف المراعي الطبيعية التي تُوجَد فيها الأعشاب، والبقوليات، أو القشّ الذي ينبغي حفظه بطريقة جيّدة بحيث لا يتعرّض للتلف، والتعفُّن.[٥]

ولا يقتصر النظام الغذائي للخيل على ذلك؛ إذ يجب توفير نظام غذائي متوازن ومُتنوّع لإطعام الخيل، كحبوب الذرة، والشعير؛ وذلك لضمان زيادة سريعة في وزن الخيل، وإكسابها المزيد من الصحة، والقوة، وتسمينها.[٥]

كما يُوصى بإضافة بعض الموادّ الغنية بالفيتامينات، كوجبة فول الصويا، وجعلها جزءاً من طعام الخيول، وفضلاً عن ذلك ينبغي تقديم كمّيات كافية من الطعام ضمن وجبات مُتعدّدة، وإيجاد مساحة كافية تتّسع لإطعام الخيول جميعها في الحظيرة، كما تجب مراعاة تقديم هذه الأطعمة في أوعية مناسبة، وتجنُّب وضعها على الأرض؛ لضمان عدم تعريض صحّة الخيل للخطر.[٥]

الماء

تحتاج الخيل إلى شرب كمّيات كبيرة من المياه كلّ يوم، وتتراوح هذه الكمّيات بين 38 إلى 45 لتراً من الماء بالنسبة للخيل التي يبلغ وزنها 450 كيلوغراماً تقريباً، ومع هذه الكميات الكبيرة من الماء التي تحتاج إليها الخيل، فإنّ تلك المياه التي تحتوي على بعض الأملاح المعدنية الخفيفة لا بُدّ أن تكون نظيفة، وغير مُلوّثة، وأن تكون مُتاحة بشكل مُنتظم للخيول.[١]

وقد يتسبّب نقص مياه الشرب بالنسبة إلى الخيل في مشاكل أكبر من تلك التي قد يُحدثها نقص الطعام بالنسبة إليها.[١]

رعاية الخيل

الرعاية اليومية

يجب أن تحصل الخيول على العناية الدورية بشكل يومي؛ وذلك للحفاظ على نظافتها، ونظافة شعرها، وتخليصها من أيّ موادّ قد تعلق بها، وهذه العناية اليومية تمنح الفرصة لتفقُّد جسد الخيل عن قُرب، كما أنّه يُساعد على جعل الخيل قويةً من خلال تحفيز عضلاتها للنمو، فضلاً عن أنّه أمر تُفضّله الخيل، وترغب فيه، ويُوصى بتنظيف شعر الخيل قبل امتطائها وبعده.[٦]

ولتحقيق هذا الأمر يُمكن استخدام العديد من الأدوات المُختلفة، كفرشاة، أو قُفّاز خاصّ بتنظيف شعر الحصان، وفُرشاة خشنة، وقطعة من القماش، أو الصوف، ومنشفة قطنية، وأداة خاصة بتنظيف الحافر، وماكينة قصّ شعر كهربائية، وغيرها من الأدوات الأخرى التي تختصُّ بالعناية بشعر الخيل، وتنظيفه.[٦]

ويمكن الاهتمام بالتنظيف اليومي من خلال البدء بتمشيط شعر رأس الخيل بواسطة الفرشاة أو القفّاز باتّجاه نموّ الشعر، ثمّ تنظيف الفرشاة أو القُفاز من الشعر العالق بها، والانتقال إلى باقي مناطق الجسم في الخيل، مع مراعاة استخدام الأدوات المُناسبة في كلّ مكان من الجسم، ويُمكن استخدام اليدين المُجرَّدتَين لتنظيف الخيل الصغيرة وتدليك أجسامها.[٦]

تنظيف المُخلَّفات

تجب المحافظة على إسطبلات الخيول وحظائرها نظيفة، وخالية من المُخلَّفات والفضلات، من خلال إزالة فِراش أرضيّة الإسطبل الرطب أو المُتَّسخ فقط؛ إذ ليس من الضروري إزالة الفِراش كاملاً لتنظيفه، كما يُمكن التخلُّص من رطوبته من خلال تعريضه للهواء بعد إخراج الخيول والمَعدّات من الإسطبل.[١]

وفي حال تعذُّر هذا الأمر، فإنه يُمكن وضع بعض من الفِراش الجافّ الذي تتكوّن منه أرضيّة الإسطبل، ثمّ الانتظار حتى يتمّ امتصاص رطوبة الفِراش القديم بواسطة الفِراش الجديد الذي تمّ وَضعه، ثمّ إزالته بعد ذلك.[١]

ويُنصَح بوَضع مادّة الجير أسفل فِراش الخيل؛ لمقاومة الروائح والرطوبة في الإسطبل، وقد تتطلّب عملية التنظيف في بادئ الأمر جهداً يوميّاً لأدائها، ولكن ما أن يمرَّ بعض الوقت حتى تصبح عملية التنظيف أسبوعيّةً على الأقلّ، وذلك عندما يصبح الشخص الراعي للخيل عالماً بأماكن وجود فضلاتها بالتحديد.[١]

التمارين

تُعتبَر الخيل كائنات حيّة تحتاج إلى التدريب والتمرين المُستمرّ للمحافظة على لياقتها، وكما يحتاج أيّ نشاط رياضيّ إلى العديد من الممارسات الصحيحة لأدائه، فإنّ تدريب الخيل يحتاج إلى بعض الممارسات الصحيحة كي يسير بشكل جيّد؛ إذ لا ينبغي تقديم الطعام والشراب للخيل بشكل مُفرط مُباشرة بعد التدريب؛ لأنّ هذا الأمر قد يتسبّب في إلحاق الضرر بصحّة الخيل، إضافة إلى تجنُب تقديم الماء مُباشرة بعد أداء الخيل للتمارين، إلّا أنّه يتمّ تقديم بعض رشفات الماء بشكل جُزئيّ.[١]

ومن الأمور المهمّة بعد التدريب جَعل الخيل تمشي مِشيتها الطبيعية دون إجهاد، وتنظيفها من العرق، والأوساخ، وإزالة المربط الخاصّ بها، ويجدر التنويه إلى أنّه لا بُدّ من إعطاء الخيل فرصة للمشي مدّة ساعة واحدة كحدٍّ أدنى في اليوم الواحد.[١]

الرعاية في الأجواء الحارّة

يُمكن اتّباع العديد من الأساليب المُختلفة لرعاية الخيل في الأجواء الحارّة، ومنها:[٧]

  • وضع الخيل في منطقة بعيدة عن أشعّة الشمس المُباشرة، أو نَقلها إلى حظيرة باردة تحتوي على تهوية جيدة.
  • رَشّ جسم الخيل بالماء البارد، مع الابتعاد عن رَشّ الماء مُباشرة على الوجه، أو الأذنَين، ويُمكن تقليل حرارة هذه المناطق من جسم الخيل بواسطة منشفة مُبلَّلة بالماء.
  • وضع عبوات من الثلج على أوعية الدم الظاهرة على رقبة الخيل وساقيها.
  • تجنُب تقديم كمّيات كبيرة من الماء للخيل، وتقديمه لها على شكل جرعات مُتفرّقة كلّ بضع دقائق، والحرص على أن يكون الماء عَذباً وبارداً.
  • تقليل أدوات الركوب التي يتمّ وَضعها على الخيل.
  • استدعاء الطبيب البيطريّ في حال تجاوزت حرارة جسم الخيل 40 درجة مئوية تقريباً، أو عند ملاحظة ازدياد مُعدّل خفقات قلبها، أو تنفُّسها، حتى في حال عدم بذلها أيّ مجهود.

الرعاية في الأجواء الباردة

يُمكن اتّباع العديد من الأساليب المُختلفة لرعاية الخيل في الأجواء الباردة، ومنها:[٨]

  • الحرص على تقديم كمّيات شُرب كافية للخيل في الأجواء الباردة، فالخيل تحتاج إلى شرب كميات أكبر من الماء أثناء فصل الشتاء؛ وذلك لتعويض نسبة الرطوبة التي تحتويها الأعلاف الصيفية مقارنة بمثيلتها التي تُقدَّم في فصل الشتاء.
  • زيادة كمية الطعام التي تُقدَّم للخيل في الأجواء الباردة؛ وذلك لتأمين جسم الخيل بالسعرات الحرارية اللازمة لتدفئة جسدها وتعزيز نُموّها، فالسعرات الحرارية في الأجواء الباردة من شأنها الحفاظ على درجة حرارة جسم الخيل بدلاً من زيادة وزنها، ويُعتبَر العلف المصدر الغذائيّ الأمثل لإمداد الخيل بما تحتاجه من طاقة خلال الأجواء الباردة.
  • مراقبة وزن الخيل أثناء فترة الشتاء، وتقديم كمّية أكبر من الطعام في حال ملاحظة نقصان في وزنها، وتقليل هذه الكمّية في حال الازدياد في وزن الخيل.
  • حماية حظيرة الخيل من الرياح والعواصف التي قد تتعرّض لها في فصل الشتاء، إذ تستطيع الخيل تحمُّل درجات حرارة مُنخفضة، وتتفاوت هذه القدرة على التحمُّل؛ تِبعاً لتفاوُت كمية الشعر التي تُغطّي أجسادها.
  • تغطية أجساد الخيل بالبطانيات المُخصَّصة لها وذلك في حالة عدم وجود حظيرة خاصة بالخيل، وتجدر الإشارة إلى أنّه ينبغي تجنُّب وضع البطانية على الخيل إذا كان جسدها مُبللَّاً، أو إذا كانت البطانية مُبلَّلة، إذ يجب تجفيف جسد الخيل، ثمّ وضع البطانية الجافّة عليه، كما يجدر فحص هذه البطانيات بشكل يوميّ، والتأكُّد من عدم تعرُّضها للتلف.
  • الاستمرار بتمرين الخيل خلال فترة الشتاء، مع الحرص على تجنُّب التمرين في الثلج، أو على الجليد.

الرعاية الصحية

الرعاية الوقائية

تُوجَد العديد من الأمور التي يُمكن تنفيذها لتأمين الرعاية الوقائيّة للحصان، ومنها:[٩]

  • إعطاء اللقاحات الضرورية للخيل، كلقاح التهاب الدماغ الشرقي والغربي، ولقاح داء الكلَب وغيرها من اللقاحات الأُخرى.
  • مكافحة أيّ كائنات طُفيليّة قد تؤثّر سلباً في صحّة الخيل، كالدودة الشريطية.
  • إجراء الفحوصات الدورية السنوية لأسنان الخيل؛ فقد تحتاج الخيل إلى وَضع ما يُشبه التقويم لأسنانها.
  • الحرص على إجراءات السلامة العامّة التي من شأنها الحفاظ على سلامة الخيول.
  • الحرص على نظافة الأدوات والمرافق التي يستخدمها الخيل.
العناية بالحوافر

تنمو حوافر الخيل بمعدّل يتراوح بين (0.6سم-1.3سم) في الشهر الواحد، لهذا تجب العناية بحوافر الخيل، وتشذيبها، وقصّها، والمحافظة عليها ملساء؛ فهذه العناية تُجنِّب الخيل التعرُّض للانحناءات المُفاجئة التي قُد تُصيبها بالضرر.[١٠]

ولا يتطلّب تشذيب الحوافر سوى بعض المهارات العادية، وبعض الأدوات اللازمة لهذا الأمر، كالمِبرد، والكمّاشة، والسكّين الخاصّة بالحوافر، والتي تُستخدَم لإزالة الزوائد الموجودة في الحافر، ثمّ يتمّ استخدام الكمّاشة لإزالة حوافّ الحافر، ويتمّ تنعيم هذه الحوافر ومساواتها من خلال المِبرد.[١٠]

كما يختلف مُعدّل نُموّ الحافر لدى الخيل تِبعاً للعديد من العوامل، ومنها: عمر الخيل؛ حيث تنمو الحوافر بشكل أسرع لدى الخيول الأصغر عمراً، والمناخ؛ فيكون نُموّ حافر الخيل في فصل الصيف أسرع منه في فصل الشتاء، وطبيعة تضاريس المكان الذي تعيش فيه الخيل، وغيرها من العوامل الأخرى.[١٠]

تطعيم الخيل

هناك العديد من اللقاحات، والمطاعيم الطبّية التي يتوجّب إعطاؤها للخيول، ويُبيّن الجدول الآتي التوقيت الذي يجب اعتماده لتطعيم الحصان تِبعاً لأنواعها:[١١]


اسم المطعوم
المهور (صغار الخيل)
الخيل اليافعة (في عمر السنة تقريباً)
الإناث البالغة
الذكور البالغة
الخيل الاستعراضية
خيل السباق
في عمر 5 إلى 6 أشهر
سنوياً
سنوياً
سنوياً
سنوياً
سنوياً
التهاب الدماغ الشرقي والغربي
في عمر 5 إلى 6 أشهر
سنوياً
سنوياً
سنوياً
سنوياً (خلال فصل الصيف)
سنوياً (خلال فصل الصيف)
فيروس غرب النيل
في عمر 5 إلى 6 أشهر
سنوياً أو نصف سنوي
سنوياً
سنوياً
سنوياً (خلال فصل الصيف)
سنوياً (خلال فصل الصيف)
القوباء الخيلي 1 و4
في عمر 5 إلى 6 أشهر
مرّتين في السنة
يُعطى في الشهر الثالث، والخامس، والسابع، والتاسع
مرّتين في السنة، وقبل موسم التكاثر
، وبعده، مرّة في الصيف، ومرة في الخريف
يُعطى كلّ 3 شهور
إنفلونزا الخيول
في الشهرَين التاسع، والحادي عشر
مرّتين في السنة
مرّتين في السنة
مرّتين في السنة
مرّة في الصيف، ومرّة في الخريف
مرّة في الصيف، ومرّة في الخريف
داء الكَلَب
في عمر 7 إلى 8 أشهر
سنوياً
سنوياً
سنوياً
سنوياً
سنوياً
ـــــ
ـــــ
يُعطى في الشهر الثامن، والتاسع، والعاشر
ــــــ
ــــــ
ــــــ
التهاب الشرايين الفيروسي
ـــــ
ـــــ
سنوياً
سنوياً
عند الحاجة فقط
عند الحاجة فقط
التهاب العقدة الرئويّة
في عمر 5 إلى 6 أشهر
مرّة كلّ 6 إلى 12 شهراً
مرة كلّ 6 إلى 12 شهراً
في عُمر 4 إلى 6 أسابيع
عند الحاجة فقط
عند الحاجة فقط


فَهم تصرُّفات الخيل

يستطيع الإنسان الذي يهتمّ بتربية الخيول والأحصنة فَهم ما تشعر به تلك الحيوانات؛ وذلك من خلال التنبه إلى بعض الإشارات التي تصدر منها التي قد تُشير إلى معنى معيّن؛ فعندما ترفع الخيل ذيلَها، فهذا يُشير إلى أنّها تشعر بالحماسة، أو أنّها في حالة تأهُّب، أما في حال خَفضها ذيلها فقد تكون في حالة نفسية أو جسدية سيئة، كشعورها بالخضوع، أو الألم، كما يمكن أن تكون في حالة انزعاج، أو غضب، وذلك عندما تحرّك ذيلها وتؤرجحه بشكل مُستمرّ.[١٢]

لا يقتصر فهم لغة الجسد للحصان على الذيل فقط؛ إذ يشير كلٌّ من الوجه، والأذنَين، والأرجل إلى العديد من الأمور التي تشعر بها الخيل؛ فرفع الخيل لأرجلها الخلفية على سبيل المثال هو تصرُّف يُشير إلى وضعية التهديد الدفاعي التي قد تشعر بها الخيل، وفي فتحها فَكّي فمها مع إظهار أسنانها وإبقائها مكشوفة دلالة على العدائيّة أو وضعية الهجوم لديها.[١٢]

كما يُمكن فهم أنّ الخيل في حالة تأهُّب عندما توجّه أُذنَيها إلى الأمام، بينما قد تشير أذناها المتدلّيتان إلى الأسفل إلى شعورها بالتعب، فضلاً عن الكثير من إشارات الجسد التي قد تُعتبَر دلالة على شعور مُعيّن لدى الخيل.[١٢]

ومن السلوكيات الأخرى التي ينبغي فَهمها هي رفس أرضية الإسطبل، أو جدرانه، وركلها، وينشُط هذا السلوك لدى الخيل عند اقتراب موعد إطعامها، بالإضافة إلى بعض السلوكيّات التي قد تدل على التعب أو الكسل، كتحريك أجسادها أو تدوير رؤوسها من جانب إلى آخر طيلة الوقت.[١٣]

العناية بالخيل فترة الحمل

هناك العديد من الممارسات التي يُمكن أداؤها لرعاية أنثى الحصان أثناء فترة الحمل والرضاعة، ومن هذه المُمارسات:[١٤]

  • الحرص على تقديم الطعام اللازم لإمداد الأنثى الحامل بالطاقة، ولا بُدّ أن يحتوي النظام الغذائيّ في فترة الحمل على مزيج من العناصر الغذائية، والمعادن المُهمّة، كالكالسيوم، والفسفور، والسكر، والملح، والنحاس، وبعض الفيتامينات، كفيتامين هـ (بالإنجليزية: Vitamin E) الذي يُعطى قبل شهر واحد من تاريخ الولادة، وعادة ما تفتقر الأعلاف، والمراعي الطبيعية إلى جميع العناصر اللازمة، ممّا يعني ضرورة شراء المُكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على العناصر التي تمّ ذِكرها، وتقديمها إلى الخيل أثناء فترة الحمل.
  • الحرص على تقديم مزيج من الحبوب والمعادن إلى الفرس أنثى الخيل بعد ولادتها؛ وذلك لإمدادها بالطاقة اللازمة لعملية الرضاعة، وتُقدَّم هذه الخلطات لمدّة ثلاثة أشهر بعد الولادة، وبمقدار يتراوح بين 225 إلى 450 غراماً لكلّ خمسة وأربعين كيلوغراماً من وزن الخيل، ثمّ خَفض هذا المقدار تدريجيّاً لمُساعدة الأنثى على فطام صغيرها.
  • الحرص على تمرين الخيل أثناء فترة الحمل؛ حيث يُمكن تدريبها بشكل طبيعيّ، وإشراكها في أنواع المُنافسات جميعها خلال الأشهر الخمس الأولى من فترة الحمل لدى الفرس، ثمّ يُمكن تدريبها بشكل خفيف إلى ما قبل شهر واحد من موعد الولادة، وفي حال تعذُّر ذلك، فإنّه يُوصى بالحرص على مواظبة الخيل على الوقوف مدّة ستّ ساعات يوميّاً.
  • إعطاء أنثى الخيل الحامل اللقاحات اللازمة للتخلُّص من الديدان، شأنها في ذلك شأن الخيول الأخرى، إلّا أنّه يُوصى بإعطائها لقاح إيفرمكتين، وتحديداً في يوم الولادة لمَنع انتقال الديدان إلى صغيرها.
  • استشارة الطبيب البيطري حول أنواع اللقاحات، والمطاعيم التي يجب تقديمها للخيل الحامل ومواعيدها؛ إذ يُمنَع إعطاء الخيل أيّ لقاحات خلال الشهرَين الأوّلَين من تاريخ حملها.
  • تأمين ظروف الرعاية المُناسبة للخيل الحامل لدى الرغبة في نقلها من مكان إلى آخر، ويكون ذلك من خلال العديد من الإجراءات، ومنها:
    • إبقاء مقطورة النقل نظيفة، والتحقُّق من احتوائها على تهوية جيدة أثناء النقل.
    • قيادة مقطورة النقل دون تهوُّر.
    • تأمين الطعام والشراب أثناء التنقُل، بالإضافة إلى الفِراش.
    • الحرص على تجنُب النقل لمسافات طويلة خلال الشهر الأخير من فترة حمل الخيل.

العناية بصغار الخيل

تعتمد صغار الخيل عند ولادتها على حليب الأم الذي يؤمّن لها المُتطلّبات اللازمة للنموّ والعيش، لهذا يجب الحرص على تأمين الخيل الأمّ بكمّيات كافية من الغذاء والماء لإنجاح عملية الرضاعة بشكل طبيعيّ، ودون استنزاف لمخازن الطاقة في جسمها، كما تجب مراقبة فترة الرضاعة لدى المهر الصغير؛ فرضاعة الصغير مدّة تزيد عن ثلاثين دقيقة قد يُشير إلى حاجته إلى مصادر تغذية إضافيّة، أو حتى بديلة عن حليب الأم.[١٥]

ويبقى حليب الأم مصدر الغذاء الأمثل بالنسبة إلى صغير الفرس، وذلك حتى عمر الثمانية، أو العشرة أسابيع، والتي قد يحتاج بعدها ابن الخيل إلى إطعامه بعض الحبوب، والأعلاف عالية الجودة، فضلاً عن العديد من أنواع الفيتامينات، والمعادن التي يجب تناولها بنِسَب صحيحة.[١٥]

وشيئاً فشيئاً يبدأ المهر صغير الخيل بالانتقال إلى الأعلاف كمصدر غذاء بديل لحليب الأم، وحين حدوث ذلك تجب مراعاة العديد من الأمور لتغذيته بشكل صحيح وسليم، كتوفير أعلاف وحبوب ذات جودة عالية، وعناصر غذائية مُتوازنة، وتقديم الطعام اليومي له بكمّية لا تقلّ عن واحد بالمئة نِسبة إلى وزنه، ومراعاة توفير الماء بشكل دائم، بالإضافة إلى تقديم الطعام على وجبات مُتفرِّقة.[١٥]

أساسيات تربية الخيل للتكاثر

يعدّ دور فحول الخيل أساسيًا في حدوث عمليات التكاثر، لذا لا بدّ من تقديم الكثير من الرعاية والاهتمام لها، والاطّلاع على أساسيات إدارة أنظمة حياتها بصورة دقيقة، وفيما يأتي بعض هذه الأساسيات:[١٦]

دور الفحل في عملية التكاثر

يساهم الفحل في عملية التكاثر لدى الخيول من خلال تقديم الحيوانات المنوية التي تحتوي على الصفات الوراثية الخاصّة به، كما يجب أن يتوفر في الفحل الصفات المُثيرة للإناث لتجري العملية بصورة سليمة، وذلك يتطلّب وجود الدافع الجنسي لديه.[١٦]

إضافةً إلى ذلك لا بدّ من أن يكون الفحل قادرًا على إنتاج هذه الخلايا الجنسية الصحّية على مدار موسم تكاثر الخيول.[١٦]

يتكوّن الجهاز التناسلي الذكري للفحول عادةً ممّا يأتي:[١٦]

  • خصيتين

تمتلك عددًا من الأنيبيبات الملتفّة والمسؤولة عن إنتاج الحيوانات المنوية.

  • غدد جنسية

يبلغ عددها 3 غدد.

  • سلسلة من الأنابيب

مسؤولة عن نقل الحيوانات المنوية التي تُنتج في الخصيتين إلى جهاز الأنثى التناسلي.

كيفية الاعتناء بالفحل ومعدل تزاوجه

يجب الاعتناء بعددٍ من الأمور الخاصّة بالفحل ومعدّلات تزواجه للحصول على نتائج تكاثر مرغوبة،[١٦] وفيما يأتي كيفية ذلك:

معدلات التزاوج

ترتبط معدّلات التزاوج لدى الخيول بعددٍ من الأمور، ومن ذلك طول مدّة موسم التكاثر، ورغبة الفحل الجنسية في ذلك، لذا لا بدّ من معرفة أنّ الخيل صغير السنّ بعمر عام واحد لن يتمكّن من التزاوج من أكثر من 10، وبعد بلوغ 3 أعوام يمكنه التزاوج من 30 فرساً، بينما يمكن للفحل البالغ التزاوج مع نحو 50 فرساً، أمّا في المراعي الطبيعية، فلن يحدث التزاوج بنصف هذه الأعداد.[١٦]

التغذية والحفاظ على صحة الفحل

يعدّ الغذاء ضروريًا للفحول في مواسم التزاوج، إذا يجب حصوله على طعام يكافئ المقدار المُقدّم للحصان بعد عملٍ شاق، أي نحو قرابة 0.7 كغ من الحبوب، إضافةً إلى 0.45 كغ قشّ لكلّ 45 كغ من وزن الفحل، كما يُنصح بالسماح للفحل برعي الأعشاب كنوع من التمارين الرياضية لزيادة النشاط.[١٦]

أساليب التزاوج المتاحة

تنقسم أساليب تزاوج الخيول إلى 3 أقسام، وهي:[١٦]

  • التزاوج اليدوي

من خلال توفير الظروف المناسبة لتزاوج الخيول، وهي طريقة للتزاوج يبدأ المربون باتّباعها عند بلوغ الخيل عمر العامين.

  • التلقيح الصناعي

تؤدي هذه الطريقة إلى خلط السلالات.

  • تزاوج المراعي

يمكن أن يزيد هذا النوع من استقرار الفحول مع أفراس تناسبهم، ومن مساوئه تقليل ميل الخيل للعمل، وقلّة عدد الأفراس التي يتزاوجون معها.

نصائح لزيادة معدلات الولادة

يمكن تقديم بعض النصائح لزيادة معدّلات ولادة الخيول:[١٦]

  • السماح بتزاوج الأفراد الذين يمتلكون صفات وراثية سليمة.
  • اختيار الفترة التي تكون فيها الفرس بمرحلة هياج جنسي.
  • اختيار أسلوب تكاثر المراعي إن كان ذلك ممكنًا من الناحية العملية.
  • اختيار الفرس اللائق بدنيًا للتكاثر، إذ لا يُفَضّل بأن يكون سمينًا.
  • دراسة الدورة الوداقية الخاصة بالفرس جيّدًا.
  • مراقبة صحّة وسلامة الفرس الحامل دوريًا.

علاقة الإنسان بالخيول

ترجع علاقة الإنسان بالخيل إلى العصور القديمة، وتحديداً في الفترة الواقعة ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف عام قبل الميلاد؛ ففي تلك العصور استطاع الإنسان ترويض الخيل، والاستفادة من لحمها، وحليبها، ونظراً لما تتمتّع به الخيول من سرعة، فقد أصبحت مع تقدُّم الزمن تُستخدَم عِوضاً عن حيوانات أُخرى، كالثيران التي كانت تُستخدَم لحَرث الأرض، والركوب.[١٧]

ولم تكن السرعة هي العامل الوحيد الذي وطّد علاقة الإنسان بالخيول منذ القِدم؛ فقد كان عامل قوّة الخيل هو الأهمّ في تشكُّل هذه العلاقة، ويأتي ذلك من خلال قدرة الخيل، وتمكّنها من حمل الإنسان.[١٨]

وقد تطوّر مفهوم ركوب الإنسان وامتطائه الخيل؛ فقد كان قديماً يُشار إلى ركوب الخيل على أنّه مفهوم يرتبط بالسُّلطة والحُكم، وكان ركوبها حِكراً على الطبقة الحاكمة في العديد من المناطق، إلّا أنّ هذه الثقافة لم تعد موجودة في وقتنا الحالي؛ وذلك تِبعاً للعديد من العوامل، كتوفُّر وسائل النقل المُختلفة، وازدياد أوقات الفراغ لدى الأشخاص؛ حيث عزّزت هذه العوامل من امتلاك بعض الناس من غير الطبقات العُليا للخيل على الرغم من وجود العديد من المُعضلات التي قد تكون عائقاً أمام امتلاك هذا الحيوان، كالتكلفة العالية التي تتطلّبها رعايته.[١٨]


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*شفط الهواء: (بالإنجليزية: Cribbing)، هو عبارة عن سلوك يصدر من الحصان، يتمثل في جذب أي سطح أفقي بأسنانه، وثني رقبتة، وسحب الهواء إلى داخل المريء مصدراً صوتاً

6237 مشاهدة
للأعلى للسفل
×