محتويات
التغافل
من الطبيعي أن يواجه الإنسان في حياته مواقف صعبة وتحديات قد تواجهه وتسبب له التوتر والقلق وقد تُغضبه في بعض الأحيان، ولكن ليس من الحكمة أن يسمح لكل ما يمر به أن يرهق مشاعره، ويستنزف طاقته على أمور لا قيمة لها، ويجب عليه أن يتجاهلها وأن لا يقف عندها، وفي الوقت ذاته تحتاج مهارة التغافل إلى تدريبٍ مُستمر، حتى يتمكن الفرد من إكمال حياته بطريقة أكثر راحة وهدوءًا.
فن التغافل
يُعرف فن التغافل بأنه سهو الفرد وغض نظره عن عيوب، أو نقص، أو أي فعل قد يبدو له مُزعجًا من قبل الآخرين، على الرغم من معرفة الفرد واطلاعه على هذه المساوئ، مُترفعًا عن صغائر وتوافه هذه الأمور، ومُتفضلًا عمن يتغافل عنهم.[١]
كيفية إتقان فن التغافل
هنالك العديد من المهارات التي تتطلب تدريبًا مُستمرًا حتى يكتسبها الفرد ويُتقن فن التغافل، نذكر أهمها فيما يلي: [٢]
التَّقبُّل
ويُقصد بهذه المهارة تقبل الواقع المفروض على الفرد، فالأشخاص في الحياة لا يتشابهون في الأخلاق والوعي والقيم، ولن تكون تصرفاتهم وردات فعلهم واحدة، ويمكن للمرء بعد معاشرتهم توقع تصرفاتهم وأفعالهم مما يُساهم في تهوين الأمر عليه والتقليل من الصدمات، وإنجاح العلاقات الاجتماعية، غير أن الإكثار من التذمر والشكوى يستنزفان طاقة الفرد، وبالتالي توليد المشاعر السلبية في داخله، وزيادة رغبته في اعتزال الناس.
التسامح
كلما حاول الإنسان أن يتسامح مع أخطاء غيره، وآمن أنه لا فائدة من مشاعر الانتقام، والسخط، والتذمر من الآخرين، كلما كان أكثر ارتياحًا، وازدادت قدرته على تجاوز المواقف السلبية والبدء مرة أخرى بكل قوة.
الوعي
كلما ازداد وعي الإنسان ازدادت قدرته على التغافل، وتتمثل هذه المهارة بترفعه عن المشكلات ويتسامى عن إرهاق نفسه وإهدار وقته ومشاعره على أمور لا تستحق، ولا يأخذ موقفًا حازمًا إلا فيما يستحق الاهتمام.
الاستثمار في الحياة
عندما يضع الإنسان أهدافًا سامية لحياته تخدمه وتخدم المجتمع، يدرك أن التعامل مع أخطاء الناس يجب أن يكون عابرًا، وأن لا يقف عند صغائر الأمور؛ لأنه يعلم أن لديه ما يستحق أن يستثمر طاقته عليه.
تحقيق مفهوم السعادة
لا يوجد حياة تخلو من المعاناة، لكن كلما كان الإنسان إيجابيًا كان تركيزه منصبًا على تقبل ما يمر به مهما كان صعبًا، ويكون قادرًا على استثمار نقاط قوته حتى يحقق الخير لنفسه ولغيره، فعندما يتجاهل المرء الأمور السلبية ويركز على أهدافه سيحقق معنى السعادة الحقيقي.
أهمية التغافل
أغلب المشكلات الحاصلة بين الأفراد في العلاقات الاجتماعية المختلفة سواء أكانت علاقة زواج، أو أُخوة، أو أقارب، أو أصدقاء، كان السبب الرئيسي بها التدقيق والتركيز على المواقف الحياة غير المهمة، ولو تأمل الإنسان سياقات الحياة الكثيرة لوجد أن التغافل هو الحل الأمثل لتجاوز مشكلات عديدة، وضمن أي علاقة لا بد من التغافل حتى تستمر الحياة، وكما ذكر الإمام ابن حنبل عندما سُئل عن العافية فقال: "تسعة أعشار العافية في التغافل عن الزلات"، ثم قال: "بل هي العافية كلها".[١]
المراجع
- ^ أ ب الجوهرة العنزي (8/6/2015)، "فن التغافل والتغاضي"، الجزيرة ، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2022. بتصرّف.
- ↑ "لكي تضمن تقدمك في الحياة لا بد ان تتقن فن التغافل "، النجاح ، 28/5/2021، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.