كيفية تعليم الأخلاق الإسلامية للأطفال

كتابة:
كيفية تعليم الأخلاق الإسلامية للأطفال
اتجهت كثير من الدراسات الإسلامية الحديثة إلى مجال التربية؛ لا سيما المتعلقة بتربية الأطفال، حيث ظهر أثر الاهتمام بهذا المجال جليّاً في تشكل كثيرٍ من القضايا المتنوعة، على سبيل الأفراد والجماعات، فالتربية الفردية تنشئ فرداً صالحاً، والتربية الجماعية تنشئ مجتمعاً صالحاً، ولمّا كان أثر التربية في السلوك معياراً فارقاً في تكوين الشخصية الإنسانية حاول كثيرٌ من الباحثين وضع أسسٍ وقواعد تنظّم العملية التربوية، ومن ثم الوصول إلى بناء جيلٍ صالحٍ يستطيع أن يواجه جميع التحديات، ويكون الهدف النهائي من الجيل المربي هو بناء مجتمعه، وتكميل مسيرة الأجيال السابقة، وهكذا تصبح العملية فيها أخذٌ وعطاءٌ، ويتحمّل الجميع مسؤولية التربية.[١]


كيفية تعليم الأخلاق الإسلامية للأطفال

تأكدت عناية الدين الإسلامي بتعليم الأطفال الأخلاق الإسلامية الفاضلة؛ الأمر الذي جعل الأطفال اللبنة الأساسية التي تكون مفتاحاً لصلاح المجتمع وتقدّمه ورقّيه، ومن الممكن أن نجعل هذه السبل على خطواتٍ، وهي:

القدوة الحسنة

تعد القدوة الحسنة من جهة الأسرة من أعظم الوسائل التي تعين على تنشئة الطفل على الأخلاق الإسلامية، فإن مشاهدة ومراقبة الطفل لسكنات وحركات أسرته تجعله أشد تأثراً بهم، ولئن كان الكبير يتأثر بالقدوة الحسنة، فإنّ تأثيرها على الطفل أشدّ، فالحياة العملية التي يعيشها الطفل مع أسرته تُصبغه بصفات الأسرة دون أن يشعر.[٢]


تكرار التعليم

إن من أعظم الأساليب التي يمكن للمرّبي أن يتفطن لها هو كثرة تكرار الخُلق؛ وذلك لكي يترسّخ في النفس، فالنفس تحتاج للتكرار، والتكرار يولد الاستقرار، وقد جاء في قصة تعليم النبي لعمر بن أبي سلمة أدب الطعام، قال: (كُنْتُ في حِجْرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لِي: يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بيَمِينِكَ، وَكُلْ ممَّا يَلِيكَ).[٣][٤]


الحرص على التعليم في الصغر

لا شك أن التعلّم في الصغر يصقل شخصية الطفل في الكبر، فالتعليم في الصغر كالنقش في الحجر؛ إذ إن الطفل صفحةٌ بيضاء يستطيع المربّي من خلالها رسم أجمل الصور في بيئةٍ نقيةٍ، ولذلك فإن الحرص على تعليم الطفل في السنوات المبكرة ينمي القدرات المختلفة لديه؛ فيثمر على ضوء ذلك إنساناً متكاملاً نسبياً.[٤][٥]


مراعاة طبيعة الطفل

إن دراسة طبيعة النفس البشرية لدى الطفل تساعد في بناء هذه الشخصية، فإذا كانت القدرات لدى الأطفال مختلفة، فإن دراسة طبيعة الأطفال من أكبر الأسباب المعينة على التنشئة الصالحة، فإن ما يصلح لطفلٍ معينٍ قد لا يصلح لطفلٍ آخر.[٥]


التدرج في التعليم

يركز كثير من الدارسين على قضية التدرّج في التعليم؛ وذلك لأهميتها وأثرها الكبير في تنشئة الطفل، فحين نريد أن نربّي طفلاً على خلقٍ معينٍ ينبغي علينا أن نختار له خلقاً يوافي العمر الذي يناسبه، وبعده يكون التحلّي بهذا الخلق، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يربّي الصحابة على الإيمان شيئاً فشيئاً، خاصة الأطفال؛ ولذلك فإن حملة الشريعة وأوعية العلم كان أكثرهم ممن احتفى بعناية النبي الخاصة، كابن عمر وابن عباس -رضي الله عنهم- وغيرهم.[٥]


المراجع

  1. زكريا الشربيني، كتاب تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته، صفحة 6. بتصرّف.
  2. إسلام ويب دعاء أحمد، "القدوة أهم عنصر في تربية الأجيال"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/2/2022. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن أبي سلمة، الصفحة أو الرقم:2022، صحيح.
  4. ^ أ ب طالب الكثيري (27/6/2009)، "تعليم الطفل الأخلاق الحسنة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/2/2022. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت محمد مرسي، التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية، صفحة 372. بتصرّف.
3069 مشاهدة
للأعلى للسفل
×