محتويات
تعريف الصلاة
الصلاة هي الصلة بين العبد وربه، وللصلاة معنىً اصطُلح عليه في اللغة ألا وهو الدعاء، أما تعريف الصلاة في الشرع والمعنى الذي اصطُلح عليه، فهو أن الصلاة هي تلك الأفعال والحركات التي يقوم بها المسلم، استنادًا على ما علمه إياه القرآن والسنة، والتي تُفتتح بالتكبير - وهي اللفظة المعهودة عند المسلمين "الله أكبر"-، وتُختتم الصلاة بالتسليم، وللصلاة فضلٌ عظيم بالتكفير عن الذنوب والخطايا، ففي حديث أبي هريرة المشهور، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا"،[١] والمسلم يجب أن يضع نصب عينيه كيفية تعليم الصلاة للأطفال، لتكون عقيدة مغروسةً عندهم.[٢]
حكم الصلاة في الإسلام
قبل بدء الحديث عن كيفية تعليم الصلاة للأطفال، لا بد من الإشارة إلى حكم الصلاة في الإسلام، فالصلاة ركن من أركان الإسلام الذي لا يقوم إلا بهذه الدعائم والمرتكزات، والصلاة هي أول ما أنزل الله - سبحانه وتعالى - وجوبه وفرضيته في حادثة الإسراء والمعراج، وهي عماد الدين وفي حديث الصحابي معاذ بن جبل عندما سأل رسول الله عن عمل يدخله الجنة قال له النبي: "رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، [٣]والصلاة أول ما يُحاسب عليه المرء يوم القيامة، وهي أخر ما يفقد في الدين.[٤]
وتارك الصلاة إنكارًا لها يعد جاحدًا وكافرًا في جميع المذاهب وبإجماع العلماء كافةً، أما من تركها تكاسلًا وتقاعسًا فقد اختلف في حكمه العلماء، فمنهم من قال بأنه يُستتاب وإلا يقتل كافرًا، في حين كان لبعض العلماء رأي أخر بأن تارك الصلاة تهاونًا يستتاب فإن أبى يُقتل فاسقًا، ويكون القتل كحد من حدود الله على جرمه كحد الزاني وغيره، وقد ورد الكثير من الآيات والأحاديث في وجوب الصلاة ومقاتلة تاركها، فقد قال تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، [٥]وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمرتُ أن أقاتلَ الناسَ حتى يقولوا لا إله إلا اللهُ ويقيموا الصلاةَ ويُؤتوا الزكاةَ فإذا فعَلوا ذلك عصَمُوا مِنّي دماءَهم وأموالَهم إلا بحقِّها وحسابُهم على اللهِ"، [٦]فكانت إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة حقنًا لدمائهم من القتل.[٤]
كيفية تعليم الصلاة للأطفال
إن تعلم كيفية تعليم الصلاة للأطفال مهمٌ جدًا، لأن الصلاة هي الشعيرة المهمة بين العبد وربه، والنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قد نبَّه أمته على الاهتمام باللبنة الأولى في الأسرة المسلمة ألا وهي الطفل، وقد أرشدهم -صلى الله عليه وسلم- إلى الخطوات الأولى في كيفية تعليم الصلاة للطفل، وسيرد الآن بعضًا من الخطوات الهامة في كيفية تعليم الصلاة للأطفال:[٧]
- قبل الحديث عن كيفية تعليم الصلاة للأطفال، يجب أن تُلفت الأنظار إلى العمر الأنسب للبدء بتعليم الصلاة، ويعد هذا الأمر من الخطوات الأولى المهمة، وهذا ما أشار إليه سيد المرسلين، في الحديث الذي رواه أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا عرف الغلامُ يمينَه من شمالِه فمٌروه بالصَّلاةِ"،[٨]فهذا السن هو السن الأمثل الذي يُطيع الطفل فيه والديه، ويسعى لتقليدهما ونيل رضاهما على عكس من تعدى العشر سنوات، والذي أصبح يميل إلى الاعتداد بنفسه وذاته مع رفض الأوامر.
- كمرحلة أولى سيغرس في نفس الطفل أهمية الصلاة، وأنها آخر ما وصى به الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل مماته، وأن العبد إذا أراد أن يكلم الله -سبحانه وتعالى- فما عليه إلا بالصلاة، فهي طريقة الوصل، وبهذا يكون المربي قد غرس في نفسية الطفل عظم هذه الشعيرة وقيمتها الرفيعة.
- بعد ذلك سيُعلم الطفل الوضوء وطريقة الطهارة الصحيحة، والطريقة الأمثل لهذا الأمر هي طريقة التمثيل والتي كثيرًا ما كان يتبعها الرسول مع الصحابة، وذلك بأن يقوم المربي بالوضوء أمام الطفل عدة مرات، حتى يصبح الطفل قادرًا على تقليده بشكل صحيح، فإن أصاب الطفل وتوضأ بشكل صحيح يُكافأ على هذا، وإن أخطأ لا يُعنف ولا يُعاقب بل يصُحح له خطأه ويوجهه من يعلمه بالأحاديث النبوية عن فضل الوضوء وأجره، ففي الحديث الشريف أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا توضَّأَ الرَّجلُ المسلمُ خرجَتْ ذنوبُهُ مِن سمعِهِ وبصرِهِ ويدَيهِ ورجلَيهِ، فإن قعدَ قعدَ مغفورًا لَهُ".[٩]
- الخطوة الثانية في الطهارة، والتي يتوجب على المربي أن يضعها في حسبانه عن كيفية تعليم الصلاة للأطفال، هي أن يعلِّم الطفل طهارة المكان، وذلك بالاهتمام بطهارة اللباس، وأن يكون نظيفًا بالإضافة لاقتناء سجادة خاصةٍ للصلاة، وبهذا الأمر يصبح الطفل على درايةٍ بفكرة طهارة الجسد والمكان، ليصل لطهارة الروح والنفس عندما يقف بين يدي الخالق.
- في تتمة الحديث بموضوع كيفية تعليم الصلاة للأطفال، وبعد الانتهاء من فكرة الوضوء والطهارة كان لزامًا على المربي أن يعلم الطفل حركات الصلاة، بحيث يقف إلى جانبه ويطلب من الصغير مراقبته ليعي حركات الصلاة ويقلدها، هذا في حال كان الطفل أصغر من سبع سنوات، أما إذا كان أكبر من سبع سنوات هنا يصبح على المربي واجبًا أكبر، ألا وهو تعليم الطفل سنن وفرائض ونوافل الصلاة.
- إن أبرز خطوة على المربي اتباعها، في كيفية تعليم الصلاة للأطفال، هي ربط الصلاة بفكرة الجائزة والمكافأة عند الطفل، فإن أدَّاها الطفل بشكل حسن يكافأ على هذا بهدية، وإن لم يؤدها قام المربي بزجره ومعاقبته بطريقةٍ لا تخالف الشرع، وذلك ليترسخ في قلب الطفل أن الصلاة هي سبيل النجاح والفلاح، فمن أداها كان الفلاح ومن تهاون بها خسر الدارين.
- الخطوة التي تبث الثقة في روح الطفل وتجعله محافظًا على الصلاة ويؤديها بإتقان، هي أن يُسلم الطفل إمامة أهله، فيصلي إمامًا في أخوته البنات أو في أمه، فيشعر بعظم المهمة الملقاة على عاتقه، فيحاول أن يؤديها على أحسن وجه.
- الخطوة الأخيرة في كيفية تعليم الصلاة للأطفال، وبعد أن يتم الطفل تعلم الطهارة والوضوء وإتقان هيئة الصلاة، يمكن للمربي ربط الصلاة بالمسجد، وذلك ليزيد من قداستها وحرمتها، فيرغب الطفل أنه في حال أتقن الصلاة وحافظ عليها، سيأخذه للمسجد وينال ثواب صلاة الجماعة.
طريقة تحبيب الطفل بالصلاة
الطفل كالماسة واللؤلؤة الخام، ستتشكل نفسيته وروحه كما يريد والده بإذن الله، وعلى هذا الأمر يجب على الوالدين أن يتعاملا مع طفلهما بالحب، فالحب هو أسمى المشاعر التي تدغدغ القلوب، وأسمى حب يعلماه لابنهما هو حب الصلاة وتعلق روحه بتلك الشعيرة العظيمة، فبعد البحث في كيفية تعليم الصلاة للأطفال، كان لزامًا على الأهل البحث في طرق تحبيب الطفل بالصلاة، ومن هذه الطرق ما يأتي:[١٠]
- الدعاء للولد من قبل والديه بأن يجعل قلبه معلقًا بالصلاة، فدعاؤهما مستجاب مهما طال الزمان.
- أن يكثر الأهل من صلاة النافلة أمام أبنائهم، فالأهل هم قدوتهم الأولى التي يتأثرون بها.
- الحديث لهم عن الجنة، وما أعد الله فيها من ثواب عظيم للمصلي.
- تسجيل الطفل بحلقات تحفيظ القرآن في المسجد، والطلب من معلمه بأن يشجعه على الصلاة، ويتحدث له عن ثوابها العظيم.
- لقد ثبت في العلم الحديث أن الطفل يتعلم كثيرًا عن طريق أقرانه، ولهذا يجب على الآباء أن يبحثوا لأبنائهم عن أترابٍ محافظين على الصلاة.
- استخدام أسلوب الترغيب والتحفيز مع الطفل إن أدى صلاته، والابتعاد عن أسلوب التقريع والإهانة لأن هذا لن يعطي نتيجة، وإنما يناقشه بكل احترام وحب.
- يجب أن يتحلى الوالدان بالحكمة والقدرة على تنظيم وقت الطفل، بحيث لا يخرجاه من جو مرحه ولعبه، ويعنفاه من أجل الصلاة، فهذا سيورثه الكره في قلبه للصلاة.
حكم صلاة الطفل بالمسجد
إن موضوع كيفية تعليم الصلاة للأطفال، هو من أهم المواضيع التي يجب الانتباه إليها، فالطفل هو اللبنة الأساسية لهذا المجتمع الإسلامي، وقد أختلف الكثيرون بحكم أخذ الطفل إلى المسجد، فقال شيخ الإسلام ابن باز: أنه يُستحب أخذ الطفل إلى المسجد إن كان دون السابعة، ليعتاد على الصلاة فيه وحضور صلاة الجماعة، أما إذا كان فوق العاشرة فيشرع للأهل اصطحاب ابنهم إلى المسجد، اعتمادًا عل الحديث الشريف الذي روي عن رسول الله وهو "مروا أبناءَكم بالصلاةِ لسبعٍ واضرِبوهم عليها لعشرٍ وفرقوا بينَهم في المضاجعِ"، [١١]وأما ما روي عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديث: "جنّبُوا المساجدَ صبيانكُم ومجانينكُم"، [١٢]فهو حديث ضعيف لا صحة فيه.[١٣]
كيفية تعويد الابناء على الصلاة
وسيرد الآن فيديو يتحدث فيه فضيلة الدكتور بلال إبداح، والذي يقدم فيه للأهالي بعضًا من النصائح الجوهرية عن كيفية تعويد الأبناء على الصلاة، وغرس محبتها والتعلق بها.[١٤]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 667، صحيح.
- ↑ "كتاب الصلاة"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-09. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن القيم، في أعلام الموقعين، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4/259، صحيح.
- ^ أ ب "حكم تارك الصلاة"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-09. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية: 5.
- ↑ رواه ابن العربي، في عارضة الأحوذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 5/291، صحيح كله.
- ↑ "تعليم الأبناء الصلاة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-11. بتصرّف.
- ↑ رواه أبو زرعة الرازي، في البدر المنير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3/241، الصحيح عن الزهري قوله.
- ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 1/127، إسناده حسن.
- ↑ "كيف تحبب الصلاة للأطفال؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-11. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن باز، في مجموع فتاوى ابن باز، عن [جد عمرو بن شعيب]، الصفحة أو الرقم: 184/7، صحيح.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في الكافي الشاف، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 77، [في سنده ضعف] وروي من طرق نحوه لا تخلو من ضعف.
- ↑ "حكم اصطحاب الأطفال إلى المساجد "، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-11. بتصرّف.
- ↑ "كيفية تعويد الابناء على الصلاة"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-11. بتصرّف.