عواقب الذنوب
للذنوب عواقب وآثار سيئة ووخيمة، فمن عواقب الذنوب على صاحبها حرمانه من الرزق، فعن ثوبان رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنَّ الرَّجُلَ لَيُحرَمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ الَّذي يُصيبُه ولا يُرَدُّ القدَرُ إلَّا بالدُّعاءِ ولا يَزيدُ في العُمُرِ إلَّا البِرُّ"،[١] كما أنّ من عواقبها حرمان العلم، فالتقوى سبب للحصول على العلم النافع، فقد قال سبحانه: {وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}،[٢] ومن عواقب الذنوب تعسّر أمور المذنب وقلّة توفيقه، فلا يتوجه إلى أي أمر إلا ويجده مغلقًا.[٣]
الكبائر
قبل الحديث عن كيفية تكفير الذنوب الكبائر، يجب توضيح معنى الكبائر وعددها، فالكبائر: هي كل معصية فيها حدٌّ من حدود الله -تعالى- في الدنيا كالقتل والزنا والسرقة، أو جاء فيها وعيد بالعذاب والغضب في الآخرة، أو لعن الله -تعالى- أو الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لفاعلها، ويمكن معرفة الكبائر من خلال تتبع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وقد تتبع بعض العلماء الكبائر في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة فعدّها بسبعين كبيرة، وبعضهم عدّها بأكثر من ذلك،[٤] والكبائر التي وردت في السنة النبوية الشريفة هي: الإشراك بالله تعالى، عقوق الوالدين، شهادة الزور، السحر، قتل النفس التي حرم الله إلاّ بالحق، أكل الربا، أكل مال اليتيم، التولي يوم الزحف، قذف المحصنات المؤمنات الغافلات، اليمين الغموس، قتل الولد، شتم الرجل والديه، وأكبر هذه الكبائر وأعظمها الإشراك بالله تعالى.[٥]
كيفية تكفير الذنوب الكبائر
قد يسأل البعض عن كيفية تكفير الذنوب الكبائر، فتكفير الكبائر يكون بالتوبة الصادقة، ومهما ارتكب الإنسان من ذنوب وحتى لو كان هذا الذنب هو الشرك بالله تعالى والذي يُعد من أكبر الكبائر، فإنّ العبد إذا تاب وصدق في عودته إلى الله؛ فإنّ الله برحمته وفضله يغفر له، فقد قال سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}،[٦] وكما جاء في الحديث القدسي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً"،[٧] والتوبة الصادقة لها شروط ومن شروطها: الإقلاع عن المعصية والذنب على الفور وعدم التأجيل، كما أنّ من شروطها العزم على عدم العودة للذنب، وكذلك من الشروط الندم على فعل الذنب، ويُضاف شرطٌ رابع إذا تعلق ذلك الذنب بحقوق العباد وهو رد المظالم إلى أهلها.[٨]
المراجع
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن ثوبان، الصفحة أو الرقم: 872، أخرجه في صحيحه.
- ↑ سورة البقرة، آية: 282.
- ↑ "يا نفس توبي آثار الذنوب والمعاصي"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "الكبائر.. ضابطها.. أنواعها وعددها"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "نصوص نبوية في البخاري حول الكبائر"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية: 53.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3540، حديث صحيح.
- ↑ "ارتكبت الكثير من الكبائر وأنا نادم وأريد التوبة "، islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.