كيفية توزيع ذبيحة الصدقة للميت

كتابة:
كيفية توزيع ذبيحة الصدقة للميت


كيفية توزيع ذبيحة الصدقة للميت

إن الصدقة على الميت تتعدد أشكالها إما بدعاء أو مال أو ذبيحة، وذبيحة الصدقة عن الميت لا بدّ من إعطائها وتوزيعها على الفقراء والمساكين والمحتاجين، لقوله -تعالى-: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ)،[١] ولأن هدف الصدقة الحقيقي أن تغطّي حاجة الفقراء والمساكين، وتسدّ جوعهم فبذلك يتحقق التقرب من الله -تعالى- بمساعدة الفقراء المسلمين.[٢]


لكن بعض الناس إذا مات شخص يقومون بذبح ذبيحة ويدعو الأقارب إلى وليمة ويعتبرون هذه الذبيحة صدقة عن الميت، إلا أن الفقهاء ذهبوا إلى أن هذا التصرف لا يُعتبر صدقة؛ لأن الأقارب ليس كلهم من أهل الفقر والحاجة فبذلك لا يحصل المقصود من الصدقة وهي إعانة المحتاج.[٣]


حكم الذبح للميت

اتفق الفقهاء في أن الميت لو أوصى أن يتم التضحية عنه أو أنه ترك وقفاً على بعض الأنعام ليتم التضحية بها فهنا يجوز التضحية عن الميت، أما التضحية عن الميت تبرعاً من الوارث أو من غيره فتعددت آراء الفقهاء؛ فذهب الجمهور إلى القول بالجواز؛ لأن الموت لا يمنع أن يتقرب الميت من ربه، وذهب الشافعية إلى القول بعدم الجواز.[٤]


وإن الصدقة يمكن أن تكون ذبيحة للتقرب من الله -تعالى- وذلك بتقديمها للفقراء والمساكين، لذا يجوز الذبح عن الميت لتكون صدقة عنه فبهذا ينال الخير كل من الميت والذابح فالمقصود منها التقرب من الله -تعالى- وليس التقرّب من الميت، أما إن كان القصد من الذبيحة هو التقرب من الميت فلا يجوز.[٥]


فضل الصدقة عن الميت

إن للصدقة فضل كبير يعود على الميت وعلى من قام بهذه الصدقة ومنها ما يأتي:[٦]

  • عدم انقطاع أعماله الخيّرة في الدنيا فيبقى له الأثر الطيّب.
  • الصدقة من أعمال البرّ والوفاء للميت.
  • الصدقة من الأعمال التي يصل ثوابها إلى الميت كما تصل إليه أعمال العبادات كصيام قضاء عنه.
  • الله يقبل الصدقة عن الميت ويثيب المتصدّق أيضاً على الصدقة التي قدّمها، فلا يضيع الثواب لا عن الميت ولا عن المتصدّق الحيّ.


وصول الثواب إلى أموات المسلمين

إن الصدقات التي تُقدّم عن الميت يصل ثوابها إليه إن كان الميت من المسلمين، ولا تقبل الصدقة عن الميت غير المسلم، والأدلة على ذلك كثيرة منها ما يأتي:[٧]

  • قال -تعالى-: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ).[٨]
  • ثبت عن عائشة -رضي الله عنها-: (أن رجلا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إن أمي افتلتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدقت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم تصدق عنها).[٩]
  • ثبت ابن عباس -رضي الله عنهما-: (أن سعد بن عبادة -رضي الله عنه- توفيت أمه وهو غائب عنها، فقال: يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها، أينفعها شيء إن تصدقت به عنها؟ قال: نعم، قال: فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها).[١٠]

المراجع

  1. سورة التوبة، آية:60
  2. ابن جبرين، اعتقاد أهل السنة، صفحة 19. بتصرّف.
  3. ابن جبرين، اعتقاد أهل السنة، صفحة 21. بتصرّف.
  4. عبد الله الطيار، الفقه الميسّر، صفحة 124. بتصرّف.
  5. ابن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 307. بتصرّف.
  6. محمد الأثيوبي، ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، صفحة 156- 168. بتصرّف.
  7. سعيد القحطاني، أحكام الجنائز، صفحة 336-349. بتصرّف.
  8. سورة محمد، آية:19
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2760، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2756، صحيح.
5227 مشاهدة
للأعلى للسفل
×