محتويات
كيفية ختم القرآن الكريم في شهر
أنزل الله -تعالى- القرآن على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وأمرنا بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، والعمل بما جاء به، كما أخبرنا -عز وجل- أنه شفاء ويهدي للتي هي أقوم، كما أن المتتبع لأمر القرآن الكريم يجد الأمر بتلاوته في كثير من مواضعه، ويظهر ذلك في قوله تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ*لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)،[١] ومن هذه الآية يظهر لنا فضل تلاوته وتدبره، بما أعده الله لعباده من نعيم وأجر.[٢]
أما في ختم القرآن في شهر، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله:(اقرأ القُرْآنَ في كُلِّ شَهْرٍ، قَالَ: إنِّي أُطِيقُ أكْثَرَ فَما زَالَ، حتَّى قَالَ: في ثَلَاثٍ)،[٣] ويظهر الحديث أن قراءته كل شهر من هديه -عليه السلام-، والمراد من قوله -عليه السلام- في ثلاث أي قراءته في ثلاث ليالٍ، ولعل ذكر الليالي لأن أكثر القراءة تكون فيها، وقد ذكر النووي أنه كانت للسلف في ختم القرآن عادات مختلفة؛ فمنهم من يختم في شهر، ومنهم من يختم في عشرين يومًا، ومنهم من يختم في سبعة.[٤]
وفيما يلي بيان طرق ختم القرآن الكريم في شهر:
ختم القرآن مرة واحدة في الشهر
يمكن للمسلم أن يختم القرآن مرة واحدة في الشهر، حيث يقوم بقراءة جزءً واحدًا في اليوم، ويمكنه تقسيم هذا الجزء على فترات أو أوقات مختلفة كأن يقرأ صفحتين بعد كل صلاة، أو قبلها بعشر دقائق أي مقدار أربعة أوجه، وبهذا يكون قد قرأ عشر صفحات أي عشرين وجهًا في اليوم بهذا يكون قد أتم جزءًا كاملًا في اليوم الواحد.[٥]
ختم القرآن مرتين في الشهر
يستطيع المسلم أن يختم القرآن في الشهر مرتين، وذلك يتم بقراءة جزأين باليوم، أي عشر صفحات في أربعة أوقات مختلفة، أو أن تقرأ ثمان صفحات في اليوم بين كل أذان وإقامة،[٦] أو أن يقسم الجزأين على فترات مختلفة بما ستناسب مع طبيعة وقته.
ختم القرآن أربع مرات في الشهر
قام الصحابة بتحزيب القرآن الكريم إلى سبعة أحزاب؛ حيث كانوا يقرأون القرآن ثلاثًا وخمسًا وسبعًا وتسعًا وإحدى عشرة وثلاث عشرة والمفصل، وسيتم توضيح ذلك على النحو الآتي:[٧]
- اليوم الأول تقرأ ثلاث سور وهي؛ البقرة وآل عمران والنساء.
- اليوم الثاني تقرأ خمس سور وهي؛ المائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة.
- اليوم الثالث تقرأ سبع سور وهي؛ من سورة يونس إلى نهاية سورة النحل.
- اليوم الرابع تقرأ تسع سور وهي؛ من سورة الإسراء إلى نهاية سورة الفرقان.
- اليوم الخامس تقرأ إحدى عشرة سورة؛ من سورة الشعراء إلى نهاية سورة يس.
- اليوم السادس تقرأ ثلاث عشرة سورة؛ من سورة الصافات إلى سورة الحجرات.
- اليوم السابع تقرأ من سورة ق إلى نهاية القرآن الكريم.
وبهذا يكون إتمام لختم القرآن في سبعة أيام ومع تكرار هذه الطريقة كل أسبوع يمكن ختمه أربع مرات في الشهر.
أسباب معينة على ختم القرآن الكريم
يمكن لكل مسلم أن يكون له ختمة لكتاب الله -عز وجل- وقد ذكر العلماء أسبابًا تعين على تحقيق ذلك؛ وفيما يلي بيان لجملة من هذه الأسباب:[٦][٨]
- تنظيم الوقت؛ فتارة تقرأ القرآن في الليل وتارة في النهار، وتارة بين الإقامة والأذان وهكذا.
- تخصيص الوقت المناسب، لأن التقيد بوقت محدد يساعد على الإنجاز، فمن أراد ختم جزء فعليه تحديد نصف ساعة لا يفارقها أبدا.
- استحضار النفس للتلاوة وطرد الشواغل.
- القراءة في موضع نظيف، وعلى طهارة.
- القراءة بالترتيل، يعطي للمسلم الدافع للإنجاز.
- القراءة بتأني دون التفريط بالسرعة؛ مما يجعلك تنغمس في آيات القرآن ومعانيها.
المراجع
- ↑ سورة فاطر، آية:29-30
- ↑ إبراهيم آل هويمل، تقويم تعليم حفظ القرآن الكريم وتعليمه في حلقات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، المدينة المنورة:مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 3، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1978، صحيح.
- ↑ أحمد الكوراني (2008)، الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (الطبعة 1)، بيروت:دار إحياء التراث العربي، صفحة 314، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ خالد الحسينان (2003)، أكثر من 1000 سنة في اليوم والليلة، مصر:دار ابن الجوزي، صفحة 87. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد العنقري، كم مرة تريد أن تختم القرآن في رمضان، صفحة 2-7. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز الراجحي، شرح تفسير ابن كثير، صفحة 4، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 133-135، جزء 8. بتصرّف.